الجمعة ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ١٩ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
سؤال وجواب
 

إذا كان الإنسان واقفًا بين عدم العلم وعدم العمل، أيّهما يكون أولى وأحسن عاقبة في الدّنيا والآخرة؟ بعبارة أخرى، من يكون أعذر عند اللّه: من يكتسب العلم ولا يعمل به، أو من يستطيع اكتساب العلم ولكنّه يترك ذلك مخافة عدم العمل؟

عدم العمل بالعلم إثم واحد، ولكن عدم اكتساب العلم إثمان؛ لأنّ واجب الإنسان هو اكتساب العلم والعمل به، ولذلك من يكتسب العلم ولا يعمل به، يؤدّي أحد واجبيه ويضيّع الآخر، لكنّ من يتهاون في اكتساب العلم عمدًا وفرارًا من المسؤوليّة، فإنّه يضيّع واجبيه جميعًا، وبالتالي يعتبر أكثر إثمًا؛ كما روي عن الثوريّ، قال: «بَلَغَنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: وَيْلٌ لِمَنْ يَعْلَمُ وَلَا يَعْمَلُ، وَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ لِمَنْ لَا يَعْلَمُ وَلَا يَتَعَلَّمُ مَرَّتَيْنِ»[١]، وروي أنّ رجلًا جاء إلى أبي ذرّ، فقال: «إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَأَخَافُ أَنْ أُضِيعَهُ وَلَا أَعْمَلَ بِهِ»، فقال: «أَمَا إِنَّكَ إِنْ تَوْسَّدْتَ الْعِلْمَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَوَسَّدَ الْجَهْلَ»[٢]؛ قال ابن الأنباريّ (ت٣٢٨هـ): «يَعْنِي أَنْ تَحْفَظَ الْعِلْمَ وَتَنَامَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ تَعْمَلْ بِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَنَامَ عَلَى الْجَهْلِ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ يُؤَمَّلُ لِصَاحِبِهِ، وَإِنْ تَرَكَ الْعَمَلَ بِهِ فِي وَقْتٍ، أَنْ يُنَبِّهَ لِلْعَمَلِ بِهِ فِي وَقْتٍ آخَرَ»[٣]، وقال رجل لأبي هريرة: «أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَأَخَافُ أَنْ أُضِيعَهُ»، فقال: «كَفَى بِتَرْكِ الْعِلْمِ إِضَاعَةً»[٤]. من هنا يعلم أنّ الجاهل المقصّر لا فضل له على العالم الذي لا يعمل بعلمه، بل هو أشقى وأخسر، ولا عذر لأيّ منهما عند اللّه.

نعم، إذا كان جاهل في الأرض قاصرًا عن اكتساب العلم، بمعنى أن يكون غير قادر على ذلك بسبب نقص في عقله أو ضعف في جسده أو أسر في أيدي الظالمين أو إقامة في مكان سحيق يصعب الخروج منه جدًّا، ولم يكن عنده الحدّ الأدنى من التسهيلات اللازمة لاكتساب العلم أو الهجرة إلى مكان مناسب، بل لم يكن مطّلعًا على الموضوعات والإختلافات العلميّة بين الناس ممّا يدعو إلى التحقيق وطلب العلم، فإنّه لا يعتبر آثمًا، أو يكون قابلًا للعفو؛ كما قال اللّه تعالى في أمثاله: ﴿إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ۝ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا[٥].

↑[١] . جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ج١، ص٣٨٧
↑[٢] . المجالسة وجواهر العلم للدينوري، ج٤، ص٤٧٦؛ تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي، ص٤٣١؛ الفوائد والأخبار لابن حمكان، ص١٤٢
↑[٣] . الأضداد لابن الأنباري، ص١٨٨
↑[٤] . البيان والتبيين للجاحظ، ج١، ص٢١٥؛ العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي، ج٢، ص٨٠؛ نثر الدر في المحاضرات للآبي، ج٢، ص٧٤؛ أدب الدنيا والدين للماوردي، ص٤٤؛ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ج١، ص٤٣٠
↑[٥] . النّساء/ ٩٨-٩٩
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الإجابة على الأسئلة
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
كتابة السؤال
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة سؤالك حول آراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرساله إلينا لتتمّ الإجابة عليه في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للسؤال.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت الإجابة على سؤالك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الأسئلة والأجوبة ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة سؤالك.
٢ . تجنّب تسجيل وإرسال سؤال جديد قبل تلقّي الجواب على سؤالك السابق.
٣ . تجنّب تسجيل وإرسال أكثر من سؤال واحد في كلّ مرّة.
٤ . أولويّتنا هي الإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالإمام المهديّ عليه السلام والتمهيد لظهوره؛ لأنّه الآن أكثر أهمّيّة من أيّ شيء.