يعتقد الإماميّة أنّ المهديّ حيّ، وقد كانت له غيبتان: الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى. في الغيبة الصغرى، كان على اتّصال مع شيعته بواسطة أربعة نوّاب خاصّة، وبعد وفاة النائب الرابع، وهو أبو الحسن عليّ بن محمّد السَّمُريّ (السَّيمُريّ)، بدأت الغيبة الكبرى، وقد أعلم بذلك في توقيع إليه، فقال فيه: «يا عليّ بن محمّد السّمريّ! أعظم اللّه أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلا بعد إذن اللّه عزّ وجلّ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيّ والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلا باللّه العليّ العظيم» (الغيبة للشيخ الطوسي، ص٣٩٥). ما رأي المنصور الهاشميّ الخراسانيّ في هذا الموضوع؟
التوقيع الذي ينسبونه إلى المهديّ غير ثابت؛ لأنّه خبر واحد اسمه أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتب، وهو رجل مجهول لا يُعرف حاله، ومن المسلّم به أنّ خبر واحد مجهول لا يفيد علمًا حتّى يصحّ الإعتقاد بمضمونه. نعم، إنّ القول بكذب المدّعي لمشاهدة المهديّ قبل خروج السفيانيّ والصيحة، إذا كان المراد بمشاهدته ظهوره، قول صحيح؛ لأنّه موافق للأخبار المتواترة التي تدلّ على أنّ المهديّ لا يظهر إلّا بعد خروج السفيانيّ والصيحة، ولذلك من ادّعى ظهوره قبلهما فهو كاذب مفتر، وكذلك من ادّعى الإتّصال به؛ لأنّه يُعتبر ظهوره بالنسبة له، وهو غير ممكن قبل خروج السفيانيّ والصيحة، إلا لمن لا يدّعيه، كخدّام المهديّ في غيبته إن كانوا موجودين، ولذلك يمكن القول بصحّة معنى هذه الفقرة من خبرهم؛ كما يصحّ القول بحياة المهديّ في الوقت الحاضر، وهي تستلزم غيبته فيه؛ لأنّ المراد بغيبته عدم معرفة الناس بشخصه على أنّه المهديّ، وذلك حاصل في الوقت الحاضر بلا شكّ، وعلّة امتناعه عن تعريفهم بشخصه خوفه على نفسه منهم، نظرًا إلى جهلهم وعصيانهم ورسوخهم في حبّ الظالمين وطاعتهم، وقد تواترت الروايات عن أهل البيت في أنّ المهديّ له غيبة قبل خروجه؛ فقد روى ذلك عنهم نحو سبعين رجلًا، وهم جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، وابن عباس، وسعيد بن جبير، والأصبغ بن نباتة، وفرات بن أحنف، وعمرو بن سعد، وأبو حمزة الثماليّ، وأبان بن تغلب، وأبو خالد الكابليّ، ومعروف بن خرّبوذ، وغياث بن إبراهيم، وعمرو بن أبي المقدام، وسدير الصيرفيّ، وجابر بن يزيد الجعفيّ، وأبو الجارود زياد بن المنذر، وحازم بن حبيب، وعقبة بن قيس، وإبراهيم بن عمر اليمانيّ، وعبد اللّه بن عطاء المكّي، والحارث بن المغيرة النصريّ، وعيسى بن عبد اللّه الهاشميّ، وعليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين، وعليّ بن جعفر بن محمّد، وزرارة بن أعين، وعبد الملك بن أعين، وعبيد بن زرارة، ومحمّد بن مسلم، وهشام بن سالم، وأبو بصير، وأمّ هانئ، وإسحاق بن عمّار، والمفضّل بن عمر، وعبد اللّه بن أبي يعفور، وعبد اللّه بن يحيى الكاهليّ، وعبد اللّه بن سنان، وإسماعيل بن جابر، وصفوان بن مهران، ومحمّد بن النعمان، وعبد الرّحمن بن سليط، وداود بن كثير الرقيّ، ويمان التمّار، ويحيى بن سالم، وعبد اللّه بن الفضل الهاشميّ، والسيد الحميريّ، ودعبل بن عليّ الخزاعيّ، والحسين بن خالد، ويونس بن عبد الرّحمن، والحسن بن محبوب، والريّان بن الصلت، والحسن بن عليّ بن فضّال، وأيّوب بن نوح، وعبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، وداود بن القاسم الجعفريّ، والعبّاس بن عامر القصبانيّ، ومحمّد بن أبي يعقوب البلخيّ، وأميّة بن عليّ القيسيّ، ومحمّد بن زياد الأزديّ، وأحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ، وعليّ بن مهزيار، وأبو سعيد عقيصا، ويحيى بن أبي القاسم، وأحمد بن زكريّا، والصقر ابن أبي دلف، وإسحاق بن محمّد بن أيّوب، وعليّ بن عبد الغفّار، وحمّاد بن عبد الكريم الجلّاب، وغيرهم، ورواية هؤلاء متواترة دون أدنى شكّ، فلا ينبغي إنكار أنّ المهديّ يعيش زمانًا في خُفية وخمول قبل أن يقوم بالأمر، وليس ذلك بغريب؛ فقد جرى مثله لغير واحد من خلفاء اللّه من قبل؛ كما جرى لموسى عليه السلام إذ ﴿جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾[١]، فلبث سنين في أهل مدين لا يذكر من أمره شيئًا، ولا يتّصل بشيعته الذين أخبر اللّه تعالى عن وجودهم في ذلك الوقت إذ قال: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ﴾[٢]، وكذلك جرى ليوسف عليه السلام إذ جاء إخوته ﴿فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾[٣]، فلم يعرّفهم نفسه حتّى زال خوفه منهم، وقد أشار إلى ذلك أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق فيما روى عنه سدير الصيرفيّ، قال: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: إِنَّ فِي صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ -يَعْنِي الْمَهْدِيَّ- شَبَهًا مِنْ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّكَ تَذْكُرُ حَيَاتَهُ أَوْ غَيْبَتَهُ، فَقَالَ لِي: وَمَا تُنْكِرُ مِنْ ذَلِكَ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِيرِ؟! إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانُوا أَسْبَاطًا أَوْلَادَ الْأَنْبِيَاءِ، تَاجَرُوا يُوسُفَ وَبَايَعُوهُ وَخَاطَبُوهُ، وَهُمْ إِخْوَتُهُ وَهُوَ أَخُوهُمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ حَتَّى قَالَ لَهُمْ: ﴿أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي﴾[٤]، فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمَلْعُونَةُ أَنْ يَفْعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِحُجَّتِهِ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ كَمَا فَعَلَ بِيُوسُفَ؟! إِنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ إِلَيْهِ مُلْكُ مِصْرَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَالِدِهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَلَوْ أَرَادَ أَنْ يُعْلِمَهُ لَقَدَرَ عَلَى ذَلِكَ، لَقَدْ سَارَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَوُلْدُهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ بَدْوِهِمْ إِلَى مِصْرَ، فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ يَفْعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ بِحُجَّتِهِ كَمَا فَعَلَ بِيُوسُفَ؟! أَنْ يَمْشِيَ فِي أَسْوَاقِهِمْ وَيَطَأَ بُسُطَهُمْ، وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ نَفْسَهُ كَمَا أَذِنَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَالَ لَهُمْ: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي﴾[٥]»[٦]، وهذا ما أخبر المنصور الهاشمي الخراساني عن وقوعه بصراحة؛ كما أخبرنا بعض أصحابه، قال:
دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ وَهُوَ فِي مَسْجِدٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لَكُمُ الْمَهْدِيَّ وَلِيًّا، فَاتَّخِذُوهُ وَلِيًّا، وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ، قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ! فَقَامَ رَجُلٌ أَحْوَلُ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ فَقَالَ: وَهَلْ خَلَقَ اللَّهُ الْمَهْدِيَّ؟! قَالَ: نَعَمْ، وَإِنَّهُ لَيَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ! قَالَ الرَّجُلُ: فَلِمَ لَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا لِنَتَّبِعَهُ؟! قَالَ: يَخَافُ! قَالَ الرَّجُلُ: مِمَّ؟! قَالَ: مِنَ الْقَتْلِ -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ.[٧]
لذلك يجب على الناس أن يعرفوا أنّ إمامهم الموعود الذي يُصلح أمر دينهم ودنياهم ويملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا هو الآن فيهم، وهم يستطيعون إظهاره من خلال تأمينه على نفسه، كما يستطيعون أن يوصلوه إلى السلطة والحكم من خلال توفير ما يحتاج إليه من العِدّة والعُدّة. فلا عذر لهم في تأخير ذلك، فإن أخّروه قدر يوم لجهلهم أو اشتغالهم بالدّنيا أو رغبتهم في دولة الجبّارين، فهم مسؤولون عن كلّ كفر وظلم وإثم يحدث أو يدوم في ذلك اليوم لتأخيرهم، وهذا أمر خطير جدًّا يحاول المنصور تنبيههم عليه بكلّ ما في وسعه لعلّهم يحذرون، لكن ليس في وسعه أن يفعل كثيرًا؛ لأنّه مستضعف في الأرض، ولا يجد أنصارًا ينصرونه بما فيه الكفاية، وقد أحاط به أعداؤه من كلّ جانب، وهم أصحاب الدّول والأموال والأسلحة، ولا يدّخرون أيّ جهد لمنعه من ذلك، في سكوت من العلماء السوء الذين يستنكفون عن إعانته ولو بكلمة، لكي لا ينقص شيء من منزلتهم عند الناس، ولا ينالهم مكروه في الحياة الدّنيا؛ كما ذكرهم في بعض خطبه، فقال:
وَيْلٌ لِعُلَمَاءِ السُّوءِ؛ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ رِضَى السُّلْطَانِ، فَيَجْعَلُونَ الْحَقَّ بَاطِلًا وَالْبَاطِلَ حَقًّا، وَيُفْتُونَ ضِدَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَلِصَالِحِ الْمُسْتَكْبِرِينَ؛ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْمَهْدِيِّ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِهِ؛ عِنْدَمَا يَسْمَعُونَ دَعْوَتِي إِلَيْهِ وَيَعْتَبِرُونَهَا فِي ضَلَالٍ، لِيَمْنَعُوا النَّاسَ مِنْ إِجَابَتِهَا وَيَشْغَلُوهُمْ عَنِ التَّحَرُّكِ نَحْوَ الْمَهْدِيِّ، لِيَكُونَ حُكْمُهُمْ عَلَى الْأَرْضِ خَالِدًا، وَلِيُطَاعُوا مِنْ دُونِهِ؛ كَأَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ كَذَّبُوا أَنْبِيَاءَ اللَّهِ وَمَنَعُوهُمْ مِنْ إِقَامَةِ أَحْكَامِهِ، لِتَكُونَ تَقَالِيدُهُمْ مَحْفُوظَةً إِلَى الْأَبَدِ، وَلَا يَنْقُصَ شَيْءٌ مِنْ رِزْقِهِمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ! وَيْلٌ لِلَّذِينَ غَاصُوا فِي النَّوَافِلِ غَوْصًا، لَكِنَّهُمْ غَافِلُونَ عَنْ أَوْجَبِ الْوَاجِبَاتِ! يَعْلَمُونَ نِصَابَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، لَكِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ عِلَّةَ الْغَيْبَةِ! يَعْرِفُونَ سَهْمَ الْإِمَامِ مِنَ الْخُمْسِ، لَكِنَّهُمْ لَا يَذْكُرُونَ سَهْمَ الْإِمَامِ مِنَ الْمُلْكِ! يَعْتَبِرُونَ الصَّلَاةَ فِي مَكَانِ الْآخَرِينَ بَاطِلَةً، لَكِنَّهُمْ يَحْسَبُونَ الْحُكُومَةَ فِي مَكَانِ الْآخَرِينَ جَائِزَةً! يَرَوْنَ الْقَذَى فِي أَعْيُنِ النَّاسِ، لَكِنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ الْجِذْعَ فِيهَا! يَنُشُّونَ الذُّبَابَ مِنْ أَظْهُرِ النَّاسِ، لَكِنَّهُمْ يَتْرُكُونَ الْجَمَلَ عَلَيْهَا! مَعَ أَنَّ مَنْ وَقَعَ الْفَأْسُ فِي رَأْسِهِ لَا يُبَالِي خَدْشَ بَنَانِهِ، وَمَنْ يَغْرَقُ فِي الْيَمِّ لَا يَهُمُّهُ ابْتِلَالُ لِبَاسِهِ! أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقٌ وَيَدْرُسُوا كِتَابَ اللَّهِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَيْهِ إِلَّا الْحَقَّ، وَأَنْ لَا يَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ، وَأَنْ لَا يُعِينُوا الظَّالِمَ عَلَى الْمَظْلُومِ؟! فَوَيْلٌ لَهُمْ مِنْ خِزْيٍ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَوَيْلٌ لَهُمْ مِنْ نَارٍ قَدْ أُوقِدَتْ لَهُمْ.[٨]
هذا شكوى رجل صالح يدعو إلى المهديّ بصوت عالٍ، ويمهّد لظهوره تمهيدًا طيّبًا موافقًا للعقل والشرع، ولكن يعاديه الظلمة ويؤذيه الجهّال ويخذله العلماء، ليكشفوا عن هذه الحقيقة المؤسفة أنّهم لا يستأهلون ظهور المهديّ لينجيهم من الفتن والقواصم التي قد استحوذت عليهم، بل يستأهلون البقاء على ذلّتهم ومسكنتهم في ظلّ سيادة الظالمين، حتّى ﴿يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾[٩].