لديّ بعض الأسئلة:
١ . ما هو التقويم المعتبر عند الإمام المهديّ؟ القمريّ أم الشمسيّ؟
٢ . هل مبدأ التاريخ القمريّ وهو هجرة رسول اللّه معتبر عنده؟
٣ . هل مبدأ السنة القمريّة وهو أوّل المحرّم معتبر عنده؟
لديّ بعض الأسئلة:
١ . ما هو التقويم المعتبر عند الإمام المهديّ؟ القمريّ أم الشمسيّ؟
٢ . هل مبدأ التاريخ القمريّ وهو هجرة رسول اللّه معتبر عنده؟
٣ . هل مبدأ السنة القمريّة وهو أوّل المحرّم معتبر عنده؟
يرجى التنبّه للنكات التالية:
١ . التقويم في الإسلام قمريّ؛ لقول اللّه تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾[١] وقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾[٢]، ولعلّ الحكمة في ذلك أنّه يعتمد على الرؤية، وهي ممكنة لجميع الناس بدون حاجة إلى الحساب، خلافًا للتقويم الشمسيّ؛ فإنّه يحتاج إلى الحساب، وفيه صعوبة على كثير من الناس، فأراد اللّه أن يخفّف عنهم لكي لا يكون عليهم حرج في دينهم؛ كما قال: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ﴾[٣] وقال: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾[٤]، وروي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ»[٥].
٢ . كانت العرب قبل الإسلام تؤرّخ بتواريخ كثيرة؛ فكانت حمير تؤرّخ بالتبابعة ممّن يلقّب بـ«ذو» ويسمّى بـ«قيل»، وكانت غسّان تؤرّخ بعام السدّ حين أرسل اللّه عرم السيل، وأرّخت العرب اليمانية بظهور الحبشة على اليمن، ثمّ بغلبة الفرس عليه، وأرّخت معدّ بن عدنان بغلبة جرهم للعماليق وإخراجهم عن الحرم، ثمّ أرّخوا بعام الفساد، وهو عام وقع فيه بين قبائل العرب تنازع في الدّيار فنقلوا منها وافترقوا عنها، ثمّ أرّخوا بحرب بكر وتغلب -ابني وائل- وهي حرب البسوس، ثمّ أرّخوا بحرب عبس وذبيان -ابني يغيض- وهي حرب داحس والغبراء، وكانت قبل البعثة بستّين سنة، ثمّ أرّخوا بعام الخنان، وأرّخوا بعده من مشاهير أيّامهم وأعوامهم بعام المخانق، وعام الذنائب، ويوم ذي قار، وبحرب الفجار، وهي أربع حروب ذكرها المؤرّخون، وأسندها الراوون، وأدنى ما أرّخوا به قبل الإسلام بحلف الفضول منصرف قريش من الفجار الرابع، وبحلف المطيبين وهو قبل حلف الفضول، ثمّ قبل حلف الفضول، ثمّ بعام الفيل، وهو قُبيل الإسلام[٦]. أمّا المسلمون فأرّخوا بهجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من مكّة إلى المدينة، واختُلف في من سنّ لهم ذلك على أربعة أقوال:
الأول أنّ اللّه تعالى سنّ لهم ذلك؛ قال السهيلي (ت٥٨١هـ): «إِنَّ الصَّحَابَةَ أَخَذُوا التَّارِيخَ بِالْهِجْرَةِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾[٧]؛ لِأَنَّهُ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَيْسَ أَوَّلَ الْأَيَّامِ مُطْلَقًا فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ أُضِيفَ إِلَى شَيْءٍ مُضْمَرٍ وَهُوَ أَوَّلُ الزَّمَنِ الَّذِي عَزَّ فِيهِ الْإِسْلَامُ وَعَبَدَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ آمِنًا وَابْتَدَأَ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ فَوَافَقَ رَأْيُ الصَّحَابَةِ ابْتِدَاءَ التَّارِيخِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفَهِمْنَا مِنْ فِعْلِهِمْ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾ أَنَّهُ أَوَّلُ أَيَّامِ التَّارِيخِ الْإِسْلَامِيِّ»[٨].
الثاني أنّ جبرئيل عليه السّلام سنّ لهم ذلك، وممّا يدلّ على هذا ما روي عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السلام أنّه قال: «دَخَلَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ، فَوَضَعَهُ عَلَى بَطْنِهِ، فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ ابْنَكَ هَذَا تَقْتُلُهُ أَمَّتُكَ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً مِنْ هِجْرَتِكَ»[٩]، وروي عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: «إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْهُ نَعْسَةٌ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ، فَرَأَى فِي مَنَامِهِ رِجَالًا يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى، فَاسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَالْحُزْنُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا﴾[١٠] يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، أَعَلَى عَهْدِي يَكُونُونَ وَفِي زَمَنِي؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ عَشْرًا، ثُمَّ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ خَمْسًا، ثُمَّ لَا بُدَّ مِنْ رَحَى ضَلَالَةٍ هِيَ قَائِمَةٌ عَلَى قُطْبِهَا، ثُمَّ مُلْكُ الْفَرَاعِنَةِ»[١١]. قال المجلسيّ: «هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ جَعْلَ مَبْدَإِ التَّارِيخِ مِنَ الْهِجْرَةِ مَأْخُوذٌ مِنْ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمُسْتَنِدٌ إِلَى الْوَحْيِ السَّمَاوِيِّ»[١٢].
الثالث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سنّ لهم ذلك، وممّا يدلّ على هذا ما روي عن الزهري أنّه قال: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالتَّارِيِخِ يَوْمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ»[١٣]، وقال السيوطيّ في كتاب الشماريخ في علم التاريخ: «وَقَفْتُ عَلَى مَا يَعْضُدُ هَذَا، رَأَيْتُ بِخَطِّ ابْنِ الْقَمَّاحِ فِي مَجْمُوعٍ لَهُ: قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَقَفْتُ عَلَى كِتَابٍ فِي الشُّرُوطِ لِأَبِي طَاهِرِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيِّ ذَكَرَ فِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَرَّخَ بِالْهِجْرَةِ حِينَ كَتَبَ لِنَصَارَى نَجْرَانَ، وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ: إِنَّهُ كُتِبَ لِخَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَالْمُؤَرِّخُ إِذَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعُمَرُ تَبِعَهُ فِي ذَلِكَ»[١٤].
الرابع أنّ عمر بن الخطّاب سنّ لهم ذلك بمشورة من عليّ عليه السلام، وهذا أشهر الأقوال؛ كما قال عبد الرحمن بن المغيرة: «كَتَبَ عُمَرُ التَّارِيخَ بِمَشُورَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»[١٥]، وروى سعيد بن المسيّب قال: «جَمَعَ عُمَرُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فَقَالَ: مَتَى نَكْتُبُ التَّارِيخَ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مُنْذُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ، يَعْنِي يَوْمَ هَاجَرَ، فَكَتَبَ ذَلِكَ عُمَرُ»[١٦]، وروي عن ابن عباس أنّه قال: «لَمَّا عَزَمَ عُمَرُ عَلَى التَّارِيخِ جَمَعَ الصَّحَابَةَ وَاسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَرِّخْ لِوَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ طَلْحَةُ: أَرِّخْ لِمَبْعَثِهِ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَرِّخْ لِهِجْرَتِهِ، فَإِنَّهَا فَرَّقَتْ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فَاتَّفَقُوا عَلَى هَذَا»[١٧].
بناء على هذا، فقد وُضع التاريخ الهجريّ إمّا بإشارة من اللّه تعالى أو بإشارة من جبرئيل عليه السلام أو بإشارة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أو بإشارة من عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وكلّ من هذه الحالات كافية لاعتباره.
٣ . الظاهر أنّ ابتداء السنة من المحرّم كان من الإعتبارات العرفيّة التي أمضاها الشارع، والمشهور أنّه قد تمّ اعتباره باجتهاد من الصحابة؛ كما روى محمّد بن سيرين قال: «كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَامِلٌ جَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لِعُمَرَ: أَمَا تُؤَرِّخُونَ تَكْتُبُونَ: فِي سَنَةِ كَذَا وَكَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَرَادَ عُمَرُ وَالنَّاسُ أَنْ يَكْتُبُوا مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالُوا: مِنْ عِنْدِ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ الْهِجْرَةِ، ثُمَّ قَالُوا: مِنْ أَيِّ شَهْرٍ؟ فَأَرَادُوهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ بَدَا لَهُمْ فَقَالُوا: مِنَ الْمُحَرَّمِ»[١٨]، وروي أنّه أيضًا كان بإشارة من عليّ عليه السلام؛ كما قال سبط بن الجوزيّ: «اخْتَلَفُوا فِي الشُّهُورِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَرِّخْ لِرَجَبٍ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَقَالَ طَلْحَةُ: مِنْ رَمَضَانَ لِأَنَّهُ شَهْرُ الْأُمَّةِ، وَقَالَ عَلِيٌّ: مِنَ الْمُحَرَّمِ لِأَنَّهُ أَوَّلُ السَّنَةِ، وَهُوَ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا أَشَارَ بِالْمُحَرَّمِ عُثْمَانُ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ»[١٩]، وقال ابن حجر في فتح الباري: «إِنَّمَا أَخَّرُوهُ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الْإِبْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ»[٢٠]، وقال السيوطيّ: «وَقَفْتُ عَلَى نُكْتَةٍ فِي جَعْلِ الْمُحَرَّمِ أَوَّلَ السَّنَةِ، فَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحْصِنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَالْفَجْرِ﴾ قَالَ: ”الْفَجْرُ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ هُوَ فَجْرُ السَّنَةِ“»[٢١]، وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة: «هَذَا مَوْقُوفٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ وَبِهِ يَحْصُلُ الْجَوَابُ عَنِ الْحِكْمَةِ فِي تَأْخِيرِ التَّارِيخِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ بَعْدَ أَنِ اتَّفَقُوا عَلَى جَعْلِ التَّارِيخِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَإِنَّمَا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ»[٢٢]. نعم، روي عن أهل البيت أنّ أوّل السنة شهر رمضان؛ كما روى هشام بن سالم عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: «رَأْسُ السَّنَةِ شَهْرُ رَمَضَانَ»[٢٣]، وروى عنه عمرو الشاميّ أنّه قال: «﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾[٢٤]، فَغُرَّةُ الشُّهُورِ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَقَلْبُ شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ»[٢٥]، وروى عنه رفاعة أنّه قال: «رَأْسُ السَّنَةِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يُكْتَبُ فِيهَا مَا يَكُونُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ»[٢٦]، وفي رواية أخرى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ هِيَ أَوَّلُ السَّنَةِ وَهِيَ آخِرُهَا»[٢٧]، ولكنّ الأظهر أنّ مراده بأوّليّة شهر رمضان أفضليّته، ويدلّ على هذا ما روي عنه أنّه قال في قول اللّه عز وجل: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾: «الْمُحَرَّمُ وَصَفَرٌ وَرَبِيعٌ الْأَوَّلُ وَرَبِيعٌ الْآخِرُ وَجُمَادَى الْأُولَى وَجُمَادَى الْآخِرَةُ وَرَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ وَشَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ»[٢٨]، فبدأ بالمحرّم، وروي عن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام أنّه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغَ رَفَعَ يَدَيْهِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْإِلَهُ الْقَدِيمُ وَهَذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ» إلى آخر الدّعاء[٢٩]، وهذا إن صحّ يدلّ على أنّ المحرّم كان أوّل السّنة عند النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
إنّ الموقع الإعلاميّ لمكتب العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى، هو موقع غنيّ جدًّا بالمحتوى العلميّ والتربويّ، يقوم بالدّعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من خلال النشر والتبيين للكتب والدروس والرسائل والأقوال الصادرة من هذا العالم العظيم، والردّ على شبهات الناس وأسئلتهم المتعلّقة بأبواب الدّين، اعتمادًا على معرفة آرائه والرجوع إليه عند الضرورة.
هذا الموقع الإسلاميّ الممتاز، يدار بواسطة لجنة من التلاميذ الفاضلين لهذا العالم المصلح، بإذن خاصّ منه، تحت إشراف رئيس مكتبه جناب الأستاذ الدكتور ذاكر معروف، ويحتوي على الأقسام التالية:
تحتوي هذه الصفحة على شريط تمرير يعكس مقاطع مختارة من أهمّ ما تمّ نشره في الموقع من «التعريف»، و«الكتب»، و«الدروس»، و«الرسائل»، و«الأقوال»، و«الأجوبة»، و«الرّدود»، و«المقالات»، و«الملاحظات». فمن أراد المرور على أهمّ محتوى الموقع بسهولة، فليزر هذه الصفحة.
يحتوي هذا القسم على وصف للسيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى، وآثاره المنشورة، وموقعه الإعلاميّ، وحركته الإصلاحيّة.
يحتوي هذا القسم على بعض الكتب التي ألّفها السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى بيده أو ألّفها تلاميذه الفاضلون تقريرًا لدروسه أو تبيينًا لآرائه؛ منها كتاب «العودة إلى الإسلام»، وهو كتاب مهمّ جدًّا لا يوجد له نظير في بابه، وكتاب «هندسة العدل»، وهو كتاب مفيد للغاية بالرغم من اختصاره، وكتاب «تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين»، وكتاب «التنبيهات الهامّة على ما في صحيحي البخاريّ ومسلم من الطامّة»، وغير ذلك من الكتب المهمّة والمفيدة.
يحتوي هذا القسم على بعض الدروس التي ألقاها السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في مجالسه حول القرآن والسنّة بطريقة الإملاء، ولها دور مهمّ للغاية في إرساء الدعائم النظريّة لمدرسة العودة إلى الإسلام وحركة التمهيد لظهور الإمام المهديّ عليه السلام.
يحتوي هذا القسم على بعض ما كتبه السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى إلى الناس عامّة أو إلى أصحابه خاصّة من أجل تعليمهم وتزكيتهم، ولها مضامين عالية ومؤثّرة جدًّا.
يحتوي هذا القسم على بعض ما أخبرنا به أصحاب السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى من الحِكَم والنكات والأمثال والمواعظ والأجوبة الشفهيّة التي حفظوها منه في مختلف أبواب الدّين، وقد صنّفناها إلى أربعة أبواب «المقدّمات» و«العقائد»، و«الأخلاق»، و«الأحكام» لتسهيل القراءة والبحث.
يحتوي هذا القسم على أسئلة من الناس في مختلف أبواب الدّين، وأجوبة شافية من لجنة من الأساتذة الفاضلين من تلاميذ السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى مستندة إلى القرآن والسنّة والعقل، وقد صنّفناها إلى أربعة أبواب «المقدّمات» و«العقائد»، و«الأخلاق»، و«الأحكام»، لتسهيل القراءة والبحث. فللباحث أن يطلب ما يريد في «قائمة الموضوعات»، أو باستخدام إمكانيّة «البحث في الموقع». فإن لم يجده بهاتين الطريقتين، فله أن يسألنا عن ذلك من خلال ملإ استمارة «كتابة السؤال»، أو إرسال رسالة إلى «البريد الإلكترونيّ» الخاصّ بالموقع، لنجيبه في أسرع وقت ممكن إن شاء اللّه.
يحتوي هذا القسم على انتقادات من الناس لما جاء في كتب السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى ودروسه ورسائله وأقواله، وردود مدلّلة شافية من لجنة من الأساتذة الفاضلين من تلاميذ السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى، وقد صنّفناها إلى ثلاثة أبواب «المقدّمات» و«العقائد»، و«الأحكام»، لتسهيل القراءة والبحث. فمن كان له انتقاد، فليطلبه في «قائمة الموضوعات»، أو باستخدام إمكانيّة «البحث في الموقع»؛ فعسى أن يكون ممّا تمّ الردّ عليه من قبل. فإن لم يجده بهاتين الطريقتين، فله أن يخبرنا بانتقاده من خلال ملإ استمارة «كتابة الشبهة»، أو إرسال رسالة إلى «البريد الإلكترونيّ» الخاصّ بالموقع، لننظر فيه بأسرع وقت ممكن إن شاء اللّه.
يحتوي هذا القسم على ما أرسل إلينا الناس من مقالاتهم وملاحظاتهم التي كتبوها كتعليق على الكتب والدروس والرسائل والأقوال للسيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى، أو ردّ على مخالفيه، أو تحليل لما يجري في العالم الإسلاميّ، وإنّما نعتبر «مقالة» ما له تفصيل وترتيب ولسان علميّ في بيان الموضوع، ونعتبر «ملاحظة» ما ليس له بعض ذلك. فمن كان له مقالة أو ملاحظة في الموضوعات المذكورة، فله أن يرسلها إلينا من خلال استمارة «كتابة المقالة والملاحظة»، أو من خلال «البريد الإلكترونيّ» الخاصّ بالموقع، لنقوم بنشرها بعد التقييم والتحرير إن شاء اللّه.
يحتوي هذا القسم على «الصور»، و«الأفلام»، و«الأصوات». يحتوي قسم «الصور» على ملصقات جميلة تحمل مقاطع مهمّة من كتب السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى ودروسه ورسائله وأقواله، وهي صالحة لاستفادة المؤمنين منها في التبليغ، وصور ملتقطة أرسلوا إلينا من تبليغاتهم ونشاطاتهم الإسلاميّة في بلادهم لتكون مثالًا لسائر المؤمنين، ويحتوي قسم «الأفلام» على أفلام قصيرة تساعد على فهم ما جاء في الموقع من النكات العلميّة، أو تعكس التبليغات والنشاطات الإسلاميّة الجارية في البلاد، ويحتوي قسم «الأصوات» على نسخة صوتيّة من كتب السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى وسائر آثاره، ومدوّنات صوتيّة تساعد على فهم ما جاء في الموقع من النكات العلميّة.
الخطوة الأولى للإنضمام إلى حركة التمهيد لظهور الإمام المهديّ عليه السلام بقيادة السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى، هي ملء «استمارة الإنضمام إلى الحركة» في هذا الموقع، وبه يُفتح الباب إلى التواصل والتشاور والتعاون مع سائر أعضاء الحركة، ومزيد الإستفادة من تعاليمها الإسلاميّة، إن شاء اللّه.
فمن كان يريد أن يكون من الممهّدين لظهور الإمام المهديّ عليه السلام، وأنصار السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى، بقلبه ولسانه ويده، امتثالًا لأمر اللّه تعالى حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التّوبة/ ١١٩)، وقال: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة/ ٢)، فعليه ملء «استمارة الإنضمام إلى الحركة»، ومن كان لا يريد ذلك، ولكن يريد الحصول على الأخبار والمنشورات الجديدة فقطّ، فعليه ملء استمارة «الإشتراك في النشرة الإخبارية»، حتّى تُرسل له الأخبار والمنشورات الجديدة مجّانًا، إن شاء اللّه.