الجمعة ١٧ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ الموافق لـ ١٣ يونيو/ حزيران ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ثبت عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّ المهديّ يكون سنوات حكمه رخاء، وثبت عنه أنّ الدّجّال يكون قبل خروجه ثلاث سنوات قحط وشدّة. فكيف نجمع بين الأمرين؟! اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «الدّرّ المنضود في طرق حديث الرّايات السّود؛ من أمالي السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ أيّده اللّه تعالى». اضغط هنا لقراءته. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
سؤال وجواب
 

أردنا معرفة رأي السيّد المنصور حول هذا الحديث:

يقول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث، على مقدّمته رجل يقال له المنصور، يوطئ أو يمكن لآل محمّد كما مكّنت قريش لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وجب على كلّ مؤمن نصره -أو قال:- إجابته» (عقد الدّرر، ص١٣٠).

أردنا أيضًا معرفة رأيه حول هذا الحديث:

إنّ المقارنة بين المريخ وزحل تحدث مرّة واحدة في كلّ عامين. إنّ الإمام عليّ عليه السلام يعتبر أنّ حركة القوى الخراسانيّة وشعيب بن صالح من سمرقند إلى العراق تكون عقيب حدوث المقارنة الكاملة بين هذين الكوكبين (١) في العام السابق لقيام الإمام المهديّ عليه السلام؛ كما يقول:

ألا وإنّ لكم بعد الحين طرقة تعلمون بها بعض البيان وينكشف لكم صنائع البرهان، عند طلوع بهرام وكيوان على دقائق الإقتران، فعندها تتواتر الهدّات والزلازل، وتقبل الرايات من شاطئ جيحون إلى بلاد بابل. (مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي، ص٢٦٦ خطبة تَطَنْجيّة)

١ . في وجهة نظر النجوميّين القدماء، فإنّ الاقتران الدقيق هو أن يجتمع الكوكبان في برج واحد وفي درجة واحدة ودقيقة واحدة، وفي وجهة نظر النجوميّين الجُدد، يجب أن يكون الفاصل بين الكوكبين أقلّ من خمس درجات نجوميّة في منظر الناظر من الأرض.

خبر خروج رجل من وراء النهر يقال له «المنصور» بين يدي رجل يقال له «الحارث» من أجل التمهيد لحكومة آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، خبر رواه أبو داود في سننه[١]، وقال المغربيّ: «إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ أَوْ حَسَنٌ بِلَا شَكٍّ وَلَا رِيبَةٍ»[٢]، وضعّفه غيره، وفي نُسَخه اختلاف؛ ففي نسخة: «الحارث بن حرّاث»، وفي النسخ الأخرى: «الحارث حرّاث»، وقال العظيم آبادي: «هَكَذَا فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ»[٣]، وقال السيّد العلامة حفظه اللّه تعالى في شرح الخبر:

المراد بالنهر جيحون، وهو نهر بلخ من خراسان، وليس للحارث ذكر في غير هذا الحديث، وإنّما المذكور المهديّ والمنصور، وقد رواه ابن حيّون من طريق عبد الرزاق، وليس فيه ذكر للحارث، وإنّما فيه: «يَقُومُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي، عَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْمَنْصُورُ، يُوَطِّئُ لَهُ -أَوْ قَالَ: يُمَكِّنُ لَهُ- وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ نُصْرَتُهُ -أَوْ قَالَ:- إِجَابَتُهُ»؛ فأخشى أن يكون الحارث ما زاده أصحاب الحارث بن سريج؛ فإنّه خرج من خراسان سنة ١١٦ وزعم أنّه صاحب الرايات السّود، ولو صحّ فإنّ المراد به المهديّ، لُقّب به لقلبه الأرض، كما لُقّب بالجابر في حديث حذيفة لجبره أمّة محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ويؤيّد ذلك قوله: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ فَائْتُوهَا، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ». نعم، يحتمل أن يكون الحديث مصحّفًا؛ فقد جاء في بعض الكتب: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ، عَلَى مُقَدِّمَةِ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: مَنْصُورٌ»، وعليه فإنّ المراد بالحارث شعيب بن صالح؛ كما جاء: «تَخْرُجُ رَايَاتٌ سُودٌ، فِيهِمْ شَابٌّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، عَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ: شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ»، ويؤيّد ذلك ما جاء من أنّ خروج شعيب بن صالح من سمرقند من وراء النهر، يخرج إلى المنصور في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه، فيبايعه، فيصيّره على مقدّمته، وهذا قريب جدًّا لولا أنّ الأصل عدم التصحيف، وكيفما كان فإنّ الحديث يدلّ على وجوب نصر المنصور، وإنّما يقال له «منصور» لوجوب نصره، ولقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أصحابه أنّهم «يُنْصَرُونَ».[٤]

انتهى قوله حفظه اللّه تعالى، وحاصل ذلك أنّ الحارث من ألقاب الإمام المهديّ عليه السلام على الأظهر؛ فقد يكون قبل ظهوره بما وراء النهر ويصاحبه المنصور الخراسانيّ؛ كما روي في الرايات السود التي تخرج من خراسان: «إِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ»[٥]، وفي رواية: «فَإِنَّ الْمَهْدِيَّ وَالنَّصْرَ مَعَهُمْ»[٦]، ولا يبعد أن تكون كلمة «النصر» تصحيفًا لكلمة «المنصور»، ويكون أصل الرواية «فَإِنَّ الْمَهْدِيَّ وَالْمَنْصُورَ مَعَهُمْ»؛ كما جاء في رواية: «مِنَّا الْمَهْدِيُّ وَالْمَنْصُورُ»[٧]، وهذا يوضّح معنى خبر أبي داود، وقد يكون في باب الرواية التي تقول في المهديّ: «مِنَ الْمَغْرِبِ يَقُومُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَهُنَاكَ يَسْتَوِي قِيَامُهُ وَيَتِمُّ أَمْرُهُ»[٨].

كيفما كان، فإنّ الأخبار الواردة في خروج رجل من خراسان مع الرايات السّود يدعو إلى المهديّ ويوطّئ له سلطانه، لا تقتصر على هذا الخبر، وقد جمع السيّد العلامة حفظه اللّه تعالى ما ورد في ذلك في جزء اسمه «الدّرّ المنضود في طرق حديث الرايات السّود»، فوقعت له رواية سبعة وأربعين نفسًا من الصحابة والتابعين وأهل البيت، من مائة وسبعة وأربعين طريقًا، ويعتقد قوم أنّه قد جاء تأويل ذلك، وهو السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى؛ لأنّه قد خرج من خراسان مع رايات سود، ويدعو إلى المهديّ عليه السلام، ويوطّئ له سلطانه، كما جاء في الأخبار تمامًا، ولكنّ الواقع أنّه لا يدّعي ذلك، ولعلّه هو، ولكنّه لا يخوض في ذلك لكراهته التكلّف والكلام فيما لا يعنيه[٩]، وقد أغناه اللّه تعالى عن ذلك بما لا غبار عليه؛ إذ ليست حركته حركة وهميّة ومصطنعة حتّى تحتاج إلى أمثال هذه الإدّعاءات، لكنّها حركة تقوم على الحقائق العينيّة والواقعيّة؛ كما أنّ خروجه من خراسان هو أمر محسوس، وراياته السود هي أمر محسوس، ودعوته إلى المهديّ والتمهيد لسلطانه هي أمر محسوس، وكتابه الكبير «العودة إلى الإسلام» هو هندسة علميّة وفكريّة للثورة العالميّة، وكذلك كتابه الصغير «هندسة العدل». لذلك، فإنّه غنيّ عن ادّعاء ذلك، كغناء الشمس عن ادّعاء أنّها شمس؛ كما أخبرنا عدّة من أصحابنا، قالوا:

جاء رجل من أرض بعيدة إلى المنصور الهاشميّ الخراسانيّ، وبعد كلام جرى بينهما أمسك بيده وقال: «أشهد أنّك الممهّد الموعود للمهديّ الذي أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنصره»! فلمّا سمع المنصور هذا، سحب يده على الفور من يد الرجل وقال له معاتبًا إيّاه:

دَعْنِي مِنْ هَذَا يَا أَخِي! أَقَطَعْتَ كُلَّ هَذَا الطَّرِيقِ مِنْ أَرْضِكَ لِتَأْتِيَنِي، فَتَخْدَعَنِي عَنْ دِينِي؟! وَاللَّهِ إِنِّي لَأُمَهِّدُ لِظُهُورِ الْمَهْدِيِّ، وَلَكِنْ لَا أُبَالِي بِأَيِّ الْأَسْمَاءِ تُسَمِّينِي؛ فَإِنِّي لَمْ أَجْعَلِ السَّمَاءَ سَقْفِي وَالْأَرْضَ بِسَاطِي، وَلَمْ أَرْمِ نَفْسِي فِي مُحِيطِ الْبَلَاءِ كَقِطْعَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، لِتَأْتِيَنِي أَنْتَ مِنْ أَرْضِكَ، فَتُسَمِّيَنِي الْمَوْعُودَ! أَلَسْتُ ابْنَ الْإِنْسَانِ؟! فَسَمِّنِي ابْنَ الْإِنْسَانِ، وَصَاحِبْنِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي أَسْلُكُهُ؛ فَإِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الْمَهْدِيِّ، وَسَوْفَ أَصِلُ إِلَيْهِ، مَعَكَ أَوْ بِدُونِكَ.

ثمّ نهض ليذهب، فقال بصوت عالٍ:

أَنَا مُنَادٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمَهْدِيِّ يُنَادِي: افْتَحُوا الطَّرِيقَ![١٠]

الآن أيّها «الشباب المحبّون للمهديّ»!

إن كنتم محبّين للمهديّ حقًّا فاعلموا أنّ نصرة «الممهّد الموعود لظهور المهديّ» ليست واجبة لأنّه «موعود»، لكنّها واجبة لأنّه «ممهّد لظهور المهديّ»، إذ لم يعده اللّه ورسوله إلا لذلك، فإن كنتم «الشباب المحبّين للمهديّ» كما تقولون، فيجب عليكم أن تقوموا بنصرة «الممهّد لظهور المهديّ» وإن لم تعتبروه «موعودًا».

طوبى لمن كانت له بصيرة؛ لأنّه يرى الحقّ من وراء ألف حجاب، وويل لمن كان أعمى؛ لأنّه لا يرى الحقّ وإن كان أمام عينيه!

أمّا روايتكم المذكورة في تقارن المريخ وزحل ودلالة ذلك على الأحداث القريبة من ظهور المهديّ، فهي رواية ضعيفة جدًّا لا يجوز الإعتماد عليها؛ لا سيّما بالنظر إلى مخالفتها لنواهي الإسلام عن النظر في النجوم للتنبّؤ بالحوادث، وإن كانت له حقيقة كالسحر.

↑[١] . سنن أبي داود، ج٤، ص١٧٧
↑[٢] . معجم أحاديث الإمام المهديّ للكوراني، ج١، ص٣٩٦
↑[٣] . عون المعبود للعظيم آبادي، ج١١، ص٢٥٨
↑[٥] . الفتن لابن حماد، ج١، ص٣١١؛ مسند أحمد، ج٣٧، ص٧٠؛ البدء والتاريخ للمقدسي، ج٢، ص١٧٤؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٤، ٥٤٧؛ السنن الواردة في الفتن للداني، ج٥، ص٣٢؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص٥١٦
↑[٦] . الملاحم لابن المنادي، ص٤٤
↑[٧] . انظر لهذا المعنى: الفتن لابن حماد، ج١، ص٩٦؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٧، ص٥١٣؛ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج٢، ص٩٦٦؛ أنساب الأشراف للبلاذري، ج٤، ص٤٧؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٤، ص٥٥٩؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص٥١٤؛ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج٩، ص٤٠٧.
↑[٨] . شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار لابن حيّون، ج٣، ص٣٦٤
↑[٩] . انظر: القول ١٠ من أقواله الطيّبة.
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الإجابة على الأسئلة
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
كتابة السؤال
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة سؤالك حول آراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرساله إلينا لتتمّ الإجابة عليه في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للسؤال.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت الإجابة على سؤالك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الأسئلة والأجوبة ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة سؤالك.
٢ . تجنّب تسجيل وإرسال سؤال جديد قبل تلقّي الجواب على سؤالك السابق.
٣ . تجنّب تسجيل وإرسال أكثر من سؤال واحد في كلّ مرّة.
٤ . أولويّتنا هي الإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالإمام المهديّ عليه السلام والتمهيد لظهوره؛ لأنّه الآن أكثر أهمّيّة من أيّ شيء.