السبت ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٧ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
سؤال وجواب
 

هل يستحبّ التختّم بالعقيق؟ هذا عمل شائع بين الشيعة، وقد يقولون بأنّ العقيق أوّل حجر أقرّ للّه بالوحدانيّة ولمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالنبوّة ولعليّ عليه السلام بالوصيّة!

لا بأس بالتختّم بالعقيق وغيره من الأحجار الجميلة؛ لقول اللّه تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[١]، بل هو مستحبّ عند دخول المسجد؛ لأنّ الخاتم زينة، وقد قال اللّه تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ[٢]، والأمر مفيد للإستحباب على الأقلّ؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدْتُ فِيهِ الْمَنْصُورَ، فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عِنْدَهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ: يَا فُلَانُ، إِنِّي أَكْرَهُ لِلرَّجُلِ مِنْكُمْ أَنْ يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ زِينَةٌ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ؟! قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا الزِّينَةُ؟ قَالَ: الْخَاتَمُ وَالطِّيبُ.

أمّا استحباب التختّم بالعقيق خاصّة فالحقّ أنّه ثابت، لكثرة ما جاء فيه من الأحاديث المعتبرة، ومن جملتها ما رواه ابن عديّ (ت٣٦٥هـ) في «الكامل»[٣]، قال: حدّثنا عبد اللّه بن موسى بن الصقر، وعمران بن موسى، قالا: حدّثنا الصّلت بن مسعود، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الزهريّ، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ»، وإسناده صحيح، وله طريق آخر عند أبي طاهر السلفيّ (ت٥٧٦هـ) في «المشيخة البغداديّة»[٤]، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن سويد، نا أحمد بن يعقوب بن محمّد الزهريّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مثله، وهذا أيضًا إسناد حسن، ومن جملتها ما رواه الطبرانيّ (ت٣٦٠هـ) في «المعجم الأوسط»[٥]، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان، قال: نا زهير بن عباد، قال: نا أبو بكر بن شعيب، عن مالك بن أنس، عن الزهريّ، عن عمرو بن الشريد، عن فاطمة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يَزَلْ يَرَى خَيْرًا»، ورجاله موثّقون غير أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان، فإنّه مجهول، لكنّه لم ينفرد به؛ فقد روى الطوسيّ (ت٤٦٠هـ) في «أماليه»[٦]، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خُشيش، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن أبي الحسن العسكريّ بمصر، قال: حدّثنا الحسين بن حميد العكّي، قال: حدّثنا زهير بن عباد الرواسيّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن شعيب، قال: حدّثنا مالك بن أنس، عن الزهريّ، عن عمرو بن الشريد، عن فاطمة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مثله، وقال السيوطيّ (ت٩١١هـ) في «اللآلئ المصنوعة»[٧]: «قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ نَاصِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: <مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يُقْضَ لَهُ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ>، وَهَذَا أَصِيلٌ، وَهُوَ أَمْثَلُ مَا وَرَدَ فِي الْبَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ»، ومن جملتها ما رواه محمّد بن عليّ بن بابويه (ت٣٨١هـ) في «عيون أخبار الرضا»[٨]، من ثلاثة طرق، عن عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُ أَحَدَكُمْ غَمٌّ مَا دَامَ ذَلِكَ عَلَيْهِ»، وهذا أيضًا طريق قويّ، وقد صحّ عن عليّ بن موسى الرضا من طرق أخرى أنّه قال: «الْعَقِيقُ يَنْفِي الْفَقْرَ، وَلُبْسُ الْعَقِيقِ يَنْفِي النِّفَاقَ»[٩]، وقال: «مَنْ سَاهَمَ بِالْعَقِيقِ كَانَ سَهْمُهُ الْأَوْفَرَ»[١٠].

أمّا القول بأنّ العقيق أوّل حجر أقرّ للّه بالوحدانيّة ولمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالنبوّة ولعليّ عليه السلام بالوصيّة، فهو مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الطرق التالية:

١ . روى ابن الفقيه (ت‌نحو٣٤٠هـ) في «البلدان»[١١]، قال: حدّث يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ: يَا مُحَمَّدُ تَخْتَّمْ بِالْعَقِيقِ، فَقُلْتُ: وَمَا الْعَقِيقُ؟ قَالَ: جَبَلٌ بِالْيَمَنِ يَشْهَدُ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ، وَلِيَ بِالرِّسَالَةِ، وَلَكَ بِالنُّبُوَّةِ، وَلِعَلِيٍّ بِالْوَصِيَّةِ، وَلِذُرِّيَّتِهِ بِالْإِمَامَةِ، وَلِشِيعَتِهِمْ بِالْجَنَّةِ»، وهذا منقطع لحذف من كان قبل يزيد بن هارون من الرواة، وقد وصله محمّد بن أبي القاسم الطبريّ (ت‌نحو٥٢٥هـ) في «بشارة المصطفى»[١٢]، فقال: أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصريّ بقراءتي عليه بمشهد الكوفة في المحرّم سنة ست عشرة وخمسمائة، قال: حدّثنا أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مشهد النخاسين، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن خالد المزاريّ في المحرّم سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة في مشهد النخاسين، قال: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبريّ في صفر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن مخزوم مولى بني هاشم، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الأنصاريّ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن مالك، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أبي زرارة، عن ابن عباس، قال: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَخَتَّمْ فِي الْيَمِينِ، فَإِنَّهَا فَضِيلَةٌ مِنَ اللَّهِ لِلْمُقَرَّبِينَ، قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَمَنِ الْمُقَرَّبُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: فَبِمَ أَتَخَتَّمُ؟ قَالَ: تَخَتَّمْ بِالْعَقِيقِ الْأَحْمَرِ، فَإِنَّهُ جَبَلٌ أَقَرَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلِيَ بِالنُّبُوَّةِ، وَلَكَ بِالْوَصِيَّةِ، وَلِوُلْدِكَ بِالْإِمَامَةِ، وَلِشِيعَتِكَ بِالْجَنَّةِ، وَلِمُبْغِضِيهِمْ بِالنَّارِ»، وهذا طريق ضعيف، لضعف أحمد بن محمّد بن مالك، ومحمّد بن أحمد بن مخزوم، وجهالة محمّد بن أحمد بن خالد المزاريّ، ويحيى بن محمّد بن الحسين بن عتبة، واختُلف على حميد الطويل؛ فرواه في طريق عن أنس بن مالك، وفي الطريق الآخر عن أبي زرارة عن ابن عباس، و‌أبو زرارة هو مصعب بن سعد بن أبي وقاص.

٢ . روى أبو القاسم الحلبيّ (ت‌بعد٣٧٠هـ) في «حديثه»[١٣]، قال: حدّثنا أبو أحمد العبّاس بن الفضل بن جعفر المكّيّ، نا عليّ بن العبّاس المقانعيّ الكوفي، نا سعيد بن مرثد الكنديّ، نا عبيد اللّه بن حازم الخزاعيّ، عن إبراهيم بن موسى الجهنيّ، عن سلمان الفارسيّ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، «أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ، تَخَتَّمْ بِالْيَمِينِ تَكُنْ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْمُقَرَّبُونَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، قُلْتُ: فَبِمَا أَتَخَتَّمُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِالْعَقِيقِ الْأَحْمَرِ، فَإِنَّهُ جَبَلٌ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلِيَ بِالنُّبُوَّةِ، وَلَكَ بِالْوَصِيَّةِ، وَلِوُلْدِكَ بِالْإِمَامَةِ، وَلِمُحِبِّيكَ بِالْجَنَّةِ، وَلِشِيعَةِ وُلْدِكَ بِالْفِرْدَوْسِ»، ورواه محمّد بن عليّ بن بابويه (ت٣٨١هـ) في «علل الشرائع»[١٤]، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب القرشيّ، قال: حدّثنا منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الأصفهانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الإسكندرانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن العبّاس المقانعيّ، قال: حدّثنا سعيد الكنديّ، عن عبد اللّه بن حازم الخزاعيّ، عن إبراهيم بن موسى الجهنيّ، عن سلمان الفارسيّ، ورواه الموفّق الخوارزميّ (ت٥٦٨هـ) في «المناقب»[١٥]، قال: أخبرني شهردار بن شيرويه الديلميّ إجازة، أخبرني أبي، أخبرني أبو طالب أحمد بن محمّد بن خال الريحانيّ الصوفيّ بقراءتي عليه من أصل سماعه في مسجد الشونيزية، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن طلحة الصيدانيّ، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الحلبيّ بمصر، حدّثنا أبو أحمد العبّاس بن الفضل بن جعفر المكيّ، حدّثنا عليّ بن العبّاس المقانعي، حدّثني سعيد بن مرثد الكنديّ، حدّثنا عبيد اللّه بن حازم الخزاعيّ، عن إبراهيم بن موسى الجهنيّ، عن سلمان الفارسيّ، وهذا أيضًا طريق ضعيف، لجهالة الكنديّ، والخزاعيّ، والجهنيّ.

٣ . روى محمّد بن عليّ بن بابويه (ت٣٨١هـ) في «عيون أخبار الرضا»[١٦]، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عنبسة، قال: حدّثنا أبو القاسم محمّد بن العبّاس بن موسى بن جعفر العلويّ، ودارم بن قبيصة النهشليّ، قالا: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: سمعت أبي يحدّث عن جدّه محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، ومحمّد بن الحنفيّة، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول: «تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ جَبَلٍ أَقَرَّ لِلَّهِ تَعَالَى بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلِيَ بِالنُّبُوَّةِ، وَلَكَ يَا عَلِيُّ بِالْوَصِيَّةِ، وَلِشِيعَتِكَ بِالْجَنَّةِ»، وهذا أيضًا طريق ضعيف، لضعف عليّ بن محمّد بن عنبسة، وهو ابن رويدة الحدّاد، وجهالة محمّد بن العبّاس بن موسى بن جعفر، ودارم بن قبيصة النهشليّ.

٤ . روى محمّد بن عليّ بن بابويه (ت٣٨١هـ) في «من لا يحضره الفقيه»[١٧]، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الشاه بمرو الرود، قال: حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، قال: حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميميّ، قال: حدّثنا أبي أحمد بن صالح التميميّ، قال: حدّثنا محمّد بن حاتم القطّان، عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعًا، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال له: «يَا عَلِيُّ، تَخَتَّمْ بِالْيَمِينِ، فَإِنَّهَا فَضِيلَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُقَرِّبِينَ»، قال: «بِمَ أَتَخَتَّمُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟» قال: «بِالْعَقِيقِ الْأَحْمَرِ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ جَبَلٍ أَقَرَّ لِلَّهِ تَعَالَى بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَلِيَ بِالنُّبُوَّةِ، وَلَكَ بِالْوَصِيَّةِ، وَلِوُلْدِكَ بِالْإِمَامَةِ، وَلِشِيعَتِكَ بِالْجَنَّةِ، وَلِأَعْدَائِكَ بِالنَّارِ»، وهذا أيضًا طريق ضعيف، لجهالة محمّد بن عليّ الشاه، ومحمّد بن أحمد بن صالح التميميّ، وأبيه، وأنس بن محمّد، وأبيه، وضعف حمّاد بن عمرو؛ فإنّه النصيبيّ الذي قال فيه الجوزجانيّ (ت٢٥٩هـ): «كَانَ يَكْذِبُ، لَمْ يَدَعْ لِلْحَلِيمِ فِي نَفْسِهِ مِنْهُ هَاجِسًا»[١٨]، وقال فيه ابن حبّان (ت٣٥٤هـ): «يَضَعُ الْحَدِيثَ وَضْعًا عَلَى الثِّقَاتِ، لَا تَحِلُّ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ إِلَّا عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ»[١٩].

٥ . روى ابن المغازليّ (ت٤٨٣هـ) في «مناقب عليّ»[٢٠]، قال: أخبرنا القاضي أبو تمام عليّ بن محمّد بن الحسين، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن المعلّى الخيوطيّ إذنًا، حدّثني أبو الطيّب محمّد بن حُبيش بن عبد اللّه بن هارون النيليّ -في الطراز بواسط سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة- قال: أخبرنا المشرف بن سعيد الذراع، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، حدّثنا سفيان بن حمزة الأسلميّ، عن كثير بن زيد، قال: «دَخَلَ الْأَعْمَشُ عَلَى الْمَنْصُورِ وَهُوَ جَالِسٌ لِلْمَظَالِمِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ قَالَ لَهُ: يَا سُلَيْمَانُ تَصَدَّرْ! فَقَالَ: أَنَا صَدْرٌ حَيْثُ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْبَاقِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي السَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّهِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي التَّقِيُّ -وَهُوَ الْوَصِيُّ- قَالَ: حَدَّثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: <أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ حَجَرٍ شَهِدَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلِيَ بِالنُّبُوَّةِ، وَلِعَلِيٍّ بِالْوَصِيَّةِ، وَلِوُلْدِهِ بِالْإِمَامَةِ، وَلِشِيعَتِهِ بِالْجَنَّةِ>، قَالَ: فَاسْتَدَارَ النَّاسُ بِوُجُوهِهِمْ نَحْوَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ قَوْمًا، فَتُعْلِمُ مَنْ لَا نَعْلَمُ؟ فَقَالَ: الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالسَّجَّادُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالشَّهِيدُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَالْوَصِيُّ -وَهُوَ التَّقِيُّ- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ»، وهذا أيضًا طريق ضعيف، لجهالة محمّد بن حبيش بن عبد اللّه، ولكن سائر رجاله معروفون لا بأس بهم، ولذلك يمكن اعتباره أقوى طريق لهذا الحديث.

٦ . روى محمّد بن أبي القاسم الطبريّ (ت‌نحو٥٢٥هـ) في «بشارة المصطفى»[٢١]، قال: حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: «دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمُ فِضَّةٍ عَقِيقٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الْفَصُّ؟ فَقَالَ لِي: مِنْ جَبَلٍ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَلِعَلِيٍّ بِالْوِلَايَةِ، وَلِوُلْدِهِ بِالْإِمَامَةِ، وَلِشِيعَتِهِ بِالْجَنَّةِ»، وهذا أيضًا منقطع لحذف الرواة إلى عبد الرزاق، ولا يشبه حديث عروة عن عائشة.

٧ . روى عبد الغفّار الفارسيّ (ت٥٢٩هـ) في «السياق لتاريخ نيسابور»[٢٢]، قال: حدّثنا محمّد بن ابراهيم بن أحمد بن عليّ الكيّال النيسابوريّ، عن الأصمّ، حدّثنا الربيع بن سليمان، أنبأنا الشافعيّ، أنبأنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت عائشة تقول: «دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَبِيَدِهِ الْأَيْمَنُ خَاتَمٌ مِنْ عَقِيقٍ أَحْمَرَ مَكْتُوبٌ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْشٍ هَذَا؟ قَالَ: أَهْدَى إِلَيَّ جِبْرِيلُ، وَقَالَ: تَخَتَّمْ بِالْعَقِيقِ الْأَحْمَرِ فِي الْأَيْمَنِ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ حَجَرٍ شَهِدَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلَكَ يَا مُحَمَّدُ بِالرِّسَالَةِ، وَلِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْوَصِيَّةِ، وَلِشِيعَتِهِ بِالْجَنَّةِ»، وهذا أيضًا طريق ضعيف، لضعف محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن عليّ الكيّال؛ فقد قال عبد الغفّار: قال أبو صالح المؤذّن: «هَذَا الشَّيْخُ أَضَرَّ بِهِ الْفَقْرُ وَاخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِالْمَنَاكِيرِ مِنْ حِفْظِهِ، وَيَرْوِي عَنِ الْأَصَمِّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بِمَا لَمْ يَرْوِهِ الْأَصَمُّ وَبِمَا لَمْ يَسْمَعْهُ قَطُّ، وَمَا سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ»[٢٣].

٨ . قال الذهبي (ت٧٤٨هـ) في «تاريخ الإسلام»[٢٤]: قال عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس: سمعت محمّد بن حامد بن الحارث بمكة، نا الحسن بن عرفة بسرّ من رأى، ثنا عليّ بن قدامة، عن ميسرة بن عبد ربّه، عن عبد الكريم الجزريّ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رفع الحديث: «تَخَتَّمْ يَا عَلِيُّ بِالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلَكَ بِالْإِمَامَةِ»، وهذا أيضًا طريق ضعيف؛ قال الذهبيّ: «مَيْسَرَةٌ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَالْآفَةُ مِنْهُ».

هذا ما وقفنا عليه من طرق الحديث، وهي ثمانية طرق، وكلّها ضعيفة أو منقطعة، ولكنّها كثيرة، وكثرتها قد تدلّ على أنّ لها أصلًا، واللّه أعلم.

↑[١] . الأعراف/ ٣٢
↑[٢] . الأعراف/ ٣١
↑[٣] . الكامل لابن عدي، ج٨، ص٤٦٨
↑[٤] . المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (مخطوط)، ج٤، ص١٩
↑[٥] . المعجم الأوسط للطبراني، ج١، ص٣٩
↑[٦] . الأمالي للطوسي، ص٣١١
↑[٧] . اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي، ج٢، ص٢٣١
↑[٨] . عيون أخبار الرضا لابن بابويه، ج٢، ص٥١
↑[٩] . الكافي للكليني، ج٦، ص٤٧٠
↑[١٠] . الكافي للكليني، ج٦، ص٤٧٠؛ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال لابن بابويه، ص١٧٥
↑[١١] . البلدان لابن الفقيه، ص٩٤
↑[١٢] . بشارة المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطبري، ص٢٨
↑[١٣] . حديث أبي القاسم الحلبي، ص٣٤
↑[١٤] . علل الشرائع لابن بابويه، ج١، ص١٥٨
↑[١٥] . المناقب للموفق الخوارزمي، ص٣٢٥
↑[١٦] . عيون أخبار الرضا لابن بابويه، ج٢، ص٧٥
↑[١٧] . من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج٤، ص٣٧٤
↑[١٨] . أحوال الرجال للجوزجاني، ص٣٠٥
↑[١٩] . المجروحين لابن حبان، ج١، ص٢٥٢
↑[٢٠] . مناقب علي لابن المغازلي، ص٣٤٨
↑[٢١] . بشارة المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطبري، ص٣٣٣
↑[٢٢] . المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور لأبي إسحاق الصريفيني، ص١٨
↑[٢٣] . المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور لأبي إسحاق الصريفيني، ص١٨
↑[٢٤] . تاريخ الإسلام للذهبي، ج٢٥، ص٢٨٥
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الإجابة على الأسئلة
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
كتابة السؤال
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة سؤالك حول آراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرساله إلينا لتتمّ الإجابة عليه في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للسؤال.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت الإجابة على سؤالك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الأسئلة والأجوبة ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة سؤالك.
٢ . تجنّب تسجيل وإرسال سؤال جديد قبل تلقّي الجواب على سؤالك السابق.
٣ . تجنّب تسجيل وإرسال أكثر من سؤال واحد في كلّ مرّة.
٤ . أولويّتنا هي الإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالإمام المهديّ عليه السلام والتمهيد لظهوره؛ لأنّه الآن أكثر أهمّيّة من أيّ شيء.