يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . لقد كشف المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى في كتابه القيّم «العودة إلى الإسلام»، عن وجود شبكة شيطانيّة سرّيّة وواسعة في العالم، تحاول تحت إشراف وإدارة الشيطان نفسه، ومن خلال تحالف غير رسميّ مع أعظم الأقوياء المفسدين والأثرياء الملحدين من جانب، وكهنة اليهود والسحرة العابدين للشيطان من جانب آخر، تمهيد الطريق لتحقيق حكومة الشيطان المعلنة على العالم. تتحقّق حكومة الشيطان المعلنة على العالم عندما يصل خليفته في العالم إلى الحكومة، لينفّذ أحكامه على العالم نيابة عنه. إنّ «خليفة الشيطان» هذا، هو إنسان يقال له «الدّجّال»، على الرغم من أنّه في الأصل من «ذرّيّة الشيطان»؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾.
٢ . في مقابل هذه الشبكة الشيطانيّة السرّيّة والواسعة التي، مع وجود مركز لها في الغرب، تحاول تمهيد الطريق لتحقيق حكومة «الدّجّال» على العالم بصفة «خليفة الشيطان»، يتمّ تشكيل شبكة إلهيّة سرّيّة وواسعة، مع وجود مركز لها في الشرق، تحاول تمهيد الطريق لتحقيق حكومة «المهديّ» على العالم بصفة «خليفة اللّه». ستدخل هاتان الشبكتان قريبًا في منافسة مريرة ومرهقة، كتسابق فرسي رهان، للوصول إلى منطقة مهمّة من العالم؛ لأنّ أيّهما تصل إلى تلك المنطقة في وقت سابق ستكون فائزة في هذه المنافسة، وطوبى لمن ينضمّ إلى الشبكة الإلهيّة حتّى لو فشلت في هذه المنافسة، وويل لمن ينضمّ إلى الشبكة الشيطانيّة حتّى لو فازت في هذه المنافسة!
٣ . لقد قال المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى في بعض حِكَمه: «إِنَّ الدَّجّالَ لَقَبٌ كَفِرْعَوْنَ يَتَوارَثُهُ رِجالٌ مِنْ آلِ إِبْلِيسَ» وهذا يعني أنّ «الدّجّال» في علم هذا العالم ليس الإسم الظاهر لـ«خليفة الشيطان»، بل هو لقب عامّ مثل «فرعون» يتمّ إطلاقه في كلّ زمان على أعلى منصب في الشبكة الشيطانيّة ولذلك، لا يوجد زمان بدون «الدّجّال»؛ كما لا يوجد زمان بدون «المهديّ»؛ لأنّ «الدّجّال» خليفة من الشيطان في مقابل خليفة من اللّه، وكلّ خليفة من اللّه يعتبر «مهديًّا»؛ بالنظر إلى أنّ «المهديّ» ليس الإسم الظاهر لـ«خليفة اللّه»، بل هو لقب عامّ مثل «الإمام» يتمّ إطلاقه في كلّ زمان على أعلى منصب في الشبكة الإلهيّة؛ كما قال اللّه تعالى في إبراهيم عليه السلام: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ﴾ وهذا يعني أنّهم جميعًا كانوا «مهديّين». بناء على هذا، من الممكن أن يكون ابن صيّاد دجّال زمانه، كما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان مهديّ زمانه، لكن من الواضح أنّ ابن صيّاد ليس دجّال زماننا، كما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ليس مهديّ زماننا، بل دجّال زماننا هو إمام الشبكة العالميّة الشيطانيّة الذي يمهّد فريق في الغرب لظهوره؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ﴾، ومهديّ زماننا هو إمام الشبكة العالميّة الإلهيّة الذي يمهّد فريق في الشرق لظهوره؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾، وسيستمرّ الصّراع بينهما، أحدهما من المشرق والآخر من المغرب، حتى يعود «مسيح اللّه» إلى العالم ويحكم بينهما بالحقّ، وبمثل قولنا في ابن صيّاد قال جماعة من أهل العلم؛ كما قال ابن بطال (ت٤٤٩ق): «إِنْ وَقَعَ الشَّكُّ فِي أَنَّهُ الدَّجَّالُ الَّذِي يَقْتُلُهُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقَعِ الشَّكُّ فِي أَنَّهُ أَحَدُ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ أَنْذَرَ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ» وقال البيهقي (ت٤٥٨ق) فيما حكي عنه: «إِنَّ الدَّجَّالَ الْأَكْبَرَ الَّذِي يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ غَيْرُ ابْنِ صَيَّادٍ، وَكَانَ ابْنُ صَيَّادٍ أَحَدَ الدَّجَّالِينَ الْكَذَّابِينَ الَّذِينَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِخُرُوجِهِمْ» وقال عبد الغني المقدسي (ت٦٠٠ق): «كانَ ابْنُ صائِدٍ دَجَّالًا صَغِيرَ السِّنِّ غَيْرَ الدَّجَّالِ الْأَكْبَرِ» وقال النووي (ت٦٧٦ق) حاكيًا عن العلماء: «قِصَّةُ ابْنِ صَيَّادٍ مُشْكِلَةٌ وَأَمْرُهُ مُشْتَبَهٌ فِي أَنَّهُ هَلْ هُوَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الْمَشْهُورُ أَمْ غَيْرُهُ، وَلَا شَكَّ فِي أَنَّهُ دَجَّالٌ مِنْ الدَّجَاجِلَةِ» وقال ابن كثير (ت٧٧٤ق) حاكيًا عن بعض العلماء: «ابْنُ صَيَّادٍ كَانَ بَعْضُ الصِّحَابَةِ يَظُنُّهُ الدَّجَّالَ الْأَكْبَرَ، وَلَيْسَ بِهِ، إِنَّمَا كَانَ دَجَّالًا مِنَ الدَّجَاجِلَةِ صَغِيرًا» وقال: «الصَّحِيحُ أَنَّ الدَّجَّالَ غَيْرُ ابْنِ صَيَّادٍ، وَأَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ كَانَ دَجَّالًا مِنَ الدَّجَاجِلَةِ، ثُمَّ تابَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِضَمِيرِهِ وَسَرِيرَتِهِ».
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني
قسم الإجابة على الأسئلة