ما رأي السيّد المنصور في التوسّل؟ هل يجوز التوسّل بالأموات؟ هل يجوز التوسّل بالإمام المهديّ -جعلنا اللّه فداه- بناء على القول بحياته؟ ما هو التوسّل الصحيح الذي يأمر به هذا العالم الكبير؟
«التوسّل» بالمعنى الأعمّ هو اتّخاذ وسيلة لنيل ما عند اللّه من الفضل والمغفرة، ولا شكّ أنّه جائز في الجملة؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾[١]، وقوله تعالى: ﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾[٢]، و«التوسّل» بالمعنى الأخصّ هو «التشفّع»، وحكمه كما يلي:
١ . لا يجوز التشفّع بالأشياء، وكلّ شيء يُتشفّع به من حجر أو شجر أو غيرهما فهو من الأصنام؛ لقول اللّه تعالى: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ﴾[٣]، وقوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[٤].
٢ . يجوز التشفّع بالنبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين في حال حياتهم، بأن يأتيهم المرؤ، فيسألهم الإستغفار له؛ كما فعل إخوة يوسف عليه السلام، إذ جاؤوا أباهم، فـ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[٥]، وإنّما جاز التشفّع بهم دون الأشياء لأنّهم أقرب إلى اللّه في الواقع ويستطيعون الشفاعة بخلاف الأشياء، ولا يشفعون إلّا لمن أذن اللّه بأن يُشفع له، وهو من لم يشرك باللّه شيئًا؛ كما قال تعالى: ﴿مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ﴾[٦]، وقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾[٧]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾[٨]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾[٩]، بل يرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّ التشفّع بخليفة اللّه في الأرض واجب مع الإستطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾[١٠]، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾[١١].
٣ . يجوز التشفّع بالنبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين عند قبورهم؛ لأنّهم ﴿أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[١٢]، ويرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّهم يسمعون أصوات الزائرين، وممّا يدلّ على هذا قول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «مَنْ زَارَ قَبْرِي بَعْدَ وَفَاتِي كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي»[١٣]، وقوله: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ»[١٤]، وقوله في عيسى بن مريم عليه السلام: «لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَأُجِيبَنَّهُ»[١٥]، يعني بعد نزوله في آخر الزمان، وقوله: «الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ»[١٦]، وقوله: «مَرَرْتُ بِمُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ»[١٧]، وقوله لأهل القبور: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ»[١٨]، وقوله لأصحابه لمّا قالوا له: «كَيْفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لَا أَرْوَاحَ فِيهَا؟!» فقال: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا»[١٩]، وما روي عن أبي بكر الحضرميّ، قال: «قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَأْتِي قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ يَسْمَعُكَ مِنْ قَرِيبٍ»[٢٠]، وما روي عن عامر بن عبد اللّه، قال: «قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي زِدْتُ جَمَّالِي دِينَارَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ عَلَى أَنْ يَمُرَّ بِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، مَا أَيْسَرَ هَذَا، تَأْتِي قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ، أَمَا إِنَّهُ يَسْمَعُكَ مِنْ قَرِيبٍ»[٢١]، وما روي عن ابن عمر أنّه كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فقال: «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ»[٢٢]، وما روي عن داود بن أبي صالح، قال: «أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا، فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ؟! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: نَعَمْ، جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ”لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ، وَلَكِنِ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ“»[٢٣]، وما روي عن سعد بن أبي وقّاص «أَنَّهُ كَانَ يَرْجِعُ مِنْ ضَيْعَتِهِ، فَيَمُرُّ بِقُبُورِ الشُّهَدَاءِ، فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّا بِكُمْ لَلَاحِقُونَ، ثُمَّ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا تُسَلِّمُونَ عَلَى الشُّهَدَاءِ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْكُمْ؟»[٢٤]، وما روي عن زيد بن أسلم، قال: «مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ وَصَاحِبٌ لَهُ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَلِّمْ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أُسَلِّمُ عَلَى قَبْرٍ؟! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ كَانَ رَآكَ فِي الدُّنْيَا يَوْمًا قَطُّ إِنَّهُ لَيَعْرِفُكَ الْآنَ»[٢٥]، وليس ذلك مخالفًا لقول اللّه تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾[٢٦]؛ لأنّه أراد بالموتى أهل الكفر، وأراد بالإسماع الهداية، كما يظهر من قوله تعالى: ﴿إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ﴾[٢٧].
٤ . لا يجوز دعاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين بالغيب كأنّهم شهود، وإن كان للتشفّع بهم إلى اللّه؛ لأنّهم لا يعلمون الغيب، ويرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّ ذلك من الغلوّ؛ كما أخبرنا بعض أصحابه، قال:
كَانَ الْمَنْصُورُ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: «يَا عَلِيُّ»، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدَ قَبْرِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّهُ غُلُوٌّ.
بل يراه شركًا؛ كما أخبرنا بعض أصحابه، قال:
كُنْتُ عِنْدَ الْمَنْصُورِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الشِّيعَةِ، وَسَأَلُوهُ عَنْ قَوْلِهِمْ عِنْدَ الْحَاجَةِ: يَا مُحَمَّدُ، يَا عَلِيُّ، فَقَالَ لَهُمْ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ يَقُولَانِ عِنْدَ الْحَاجَةِ: يَا اللَّهُ، فَإِنْ تَقُولُوا كَمَا كَانَا يَقُولَانِ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، فَقَالُوا: الْآنَ تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّكَ وَهَّابِيٌّ! فَغَضِبَ الْمَنْصُورُ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أَمَا لَئِنْ قُلْتُمْ ذَلِكَ لَقَدْ جَاءَ مِنَ اللَّهِ بُرْهَانٌ أَنَّهُ مَنْ دَعَا غَيْرَهُ بِالْغَيْبِ فَقَدْ أَشْرَكَ! ﴿فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ﴾[٢٨]! ثُمَّ قَالَ: اغْرُبُوا عَنِّي -أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ- قَبْلَ أَنْ أَلْعَنَكُمْ لَعْنًا يُمْلِئُ قُبُورَكُمْ نَارًا! فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ مُسْرِعِينَ!
نعم، يجوز للرجل أن يقول بالغيب: «اللّهم إنّي أتوسّل إليك بنبيّك، أو بوليّك، في قضاء حاجتي، فشفّعه فيّ»؛ لأنّه من دعاء اللّه، ولكن لا يقول: «يا نبيّ، أو يا وليّ، اقض حاجتي، أو اشفع لي عند اللّه أن يقضي حاجتي»، إذا لم يكن عنده، ولا عند قبره؛ لأنّه دعاء من لا يسمع ولا يستجيب إلى يوم القيامة، وهو ضلال بعيد؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾[٢٩]، وقال إبراهيم عليه السلام لعبدة الأصنام: ﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾[٣٠]، فذمّهم على دعاء من لا يسمع، وهو شامل لدعاء نبيّ أو وليّ في غيبته؛ لأنّه لا يسمع فيها، وأمّا ما روي عن عثمان بن حنيف أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمر رجلًا أعمى أن يدعو بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ»[٣١]، فلا ينافي ذلك؛ لأنّ الظاهر أنّه أمره بالدعاء عنده قبل أن يغيب، فدعا وهو يسمع؛ كما جاء في رواية: «فَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ، فَقَامَ وَقَدْ أَبْصَرَ»[٣٢]، وكذلك ما روي عن عثمان بن حنيف أنّه قال لرجل بعد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يختلف إلى عثمان بن عفّان، فلا يقضي حاجته: «ائْتِ الْمِيضَأَةَ، فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ، فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي، فَيَقْضِي لِي حَاجَتِي، وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ»[٣٣]؛ لأنّ المراد بالمسجد فيه مسجد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وهو كان عند قبره، ولم يكن يومئذ كبيرًا، فكان لمن دخله أن يدعو النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ كما كانوا يتنحنحون فيه أحيانًا ليخرج إليهم النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[٣٤]، ولم يصحّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا أحد من أهل بيته أو أصحابه دعاء غائب، بمعنى سؤاله، وليس في أمثال قولهم: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» في تسليم الصلاة سؤال، وإن كان قد روي أنّهم كانوا يقولونه وهو بين ظهرانيهم، فلمّا مات قالوا: «السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ»[٣٥].
٥ . لا يجوز دعاء الإمام المهديّ عليه السلام في غيبته وإن كان حيًّا؛ لأنّه من دعاء الغائب، وقد سبق تحريمه، وبذلك يظهر لك قبح ما شاع بين الشيعة من الجلوس في المساجد والبيوت، ونداء الإمام المهديّ عليه السلام، وسؤاله الحوائج من بعيد، وقد فرض اللّه عليهم أن يأتوه رجالًا وعلى كلّ ضامر ليستغفر لهم، ويعلّمهم الدّين، ويصلح أمورهم، وإن كان قد خفي عليهم مكانه فذلك بما قدّمت أيديهم، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾[٣٦]، ويرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّهم يستطيعون الوصول إليه إذا تركوا موالاة الظالمين منقطعين إليه، ومهّدوا له كما مهّد أهل المدينة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. فينبغي لهم أن يفعلوا ذلك بدلًا من هذه الأفعال الغبيّة التي لا طائل منها ولا أصل لها في الشرع.