السبت ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٧ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
سؤال وجواب
 

هل ثبت لليلة النصف من شعبان فضل؟ هل يستحبّ قيامها على وجه الخصوص؟ هل يكون فيها صلاة خاصّة؟

لقد اختلف أهل العلم في فضل ليلة النصف من شعبان؛ فمنهم من يثبته، ومنهم من ينفيه، والحقّ أنّه ثابت لتواتر الأحاديث الواردة فيه وشهرتها بين السلف، وهي ما يلي:

١ . حديث عليّ

روى ابن ماجه (ت٢٧٣هـ) في «سننه»[١]، والفاكهي (ت‌بعد٢٧٢هـ) في «أخبار مكّة»[٢]، قالا: حدّثنا الحسن بن عليّ الخلال، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمّد، عن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»، والطريق ضعيف، لضعف ابن أبي سبرة.

وروى الشجريّ (ت٤٩٩هـ) في «الأمالي الخميسية»[٣]، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأرجيّ، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سنبك البجليّ، قال: أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشنانيّ، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروذيّ، قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزيّ الأعور، قال: حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن عليّ عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ سُؤْلَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَقْبَلَ تَوْبَتَهُ؟ هَلْ مِنْ مَدِينٍ فَأُسَهِّلَ عَلَيْهِ قَضَاءَ دَيْنِهِ؟ فَاغْتَنِمُوا هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَسُرْعَةَ الْإِجَابَةِ فِيهَا»، والطريق ضعيف، لضعف الأشنانيّ وموسى بن إبراهيم المروزيّ، لكنّهما لم ينفردا به؛ فقد روى الشجريّ (ت٤٩٩هـ) في «الأمالي الخميسية»[٤] أيضًا، قال: أخبرنا الشريف أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن بقراءتي عليه بالكوفة، قال: أخبرنا محمّد بن جعفر، قال: أخبرنا عبد العزيز يعني ابن إسحاق، قال: حدّثني المغيرة بن محمّد، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص، قال: حدّثنا عبد العزيز بن شيخ، وكان ينزل بني الشعير، قال: حدّثني أبو الحسين زيد بن عليّ، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ»، وروى إسماعيل الأصبهانيّ (ت٥٣٥هـ) في «الترغيب والترهيب»[٥]، قال: أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، ثنا محمّد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمرو البجليّ، ثنا عمر بن موسى الوجيهيّ، عن زيد بن عليّ، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، قال: «يَنْزِلُ اللَّهُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ، أَوْ مُشَاحِنٍ، أَوْ قَاطِعِ رَحِمٍ، أَوِ امْرَأَةٍ تَبْغِي فِي فَرْجِهَا»، وروى الحميريّ (ت٣٠٤هـ) في «قرب الإسناد»[٦]، عن السنديّ بن محمد، عن وهب بن وهب القرشيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ، قال: «كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَفْرِغَ الرَّجُلُ أَرْبَعَ لَيَالٍ مِنَ السَّنَةِ: أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةَ النَّحْرِ، وَلَيْلَةَ الْفِطْرِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ»، وهذه الطرق تقوّي الحديث عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ عليهم السلام.

وروى البيهقي (ت٤٥٨هـ) في «شعب الإيمان»[٧]، قال: أخبرنا عبد الخالق بن عليّ المؤذن، أنا أبو جعفر محمّد بن بسطام القومسيّ، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن جابر، حدّثني أحمد بن عبد الكريم، نا خالد الحمصيّ، عن عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمّد بن المهاجر، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، قال: قال عليّ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَةَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ الْفَرَاغِ، فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً، وَ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ[٨] الْآيَةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ سَأَلْتُهُ عَمَّا رَأَيْتُ مِنْ صُنْعِهِ، قَالَ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتَ كَانَ لَهُ عِشْرُونَ حَجَّةً مَبْرُورَةً وَصِيَامُ عِشْرِينَ سَنَةً مَقْبُولَةً، فَإِنْ أَصْبَحَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ صَائِمًا كَانَ لَهُ كَصِيَامِ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ مَاضِيَةٍ وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ».

وروى ابن الجوزي (ت٥٩٧هـ) في «الموضوعات»[٩]، قال: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد المقرئ، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمن بن طلحة الطليحي، أنبأنا الفضل بن محمد الزعفراني، حدّثنا هارون بن سليمان، حدّثنا عليّ بن الحسن، عن سفيان الثوريّ، عن ليث، عن مجاهد، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: «يَا عَلِيُّ، مَنْ صَلَّى مِائَةَ رَكْعَةٍ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَعَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَّا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ طَلَبَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ»، ورواه عبد الغنيّ المقدسيّ (ت٦٠٠هـ) في «أحاديث الجماعيلي»[١٠]، قال: أخبرنا أبو موسى الأصبهانيّ، أنبأ القاضي أبو سهل عبد اللّه بن محمد بن عمر بن عزيرة بقراءتي، أنبأ المطهر بن عبد الواحد التميميّ، أنبأ عبد اللّه بن محمد السلميّ، ثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم المدينيّ، ثنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمد الإستراباذيّ ببغداد، ثنا إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن بهرام الإستراباذيّ، ثنا أبي، ثنا عليّ بن الحسن، عن سفيان الثوريّ، عن ليث، عن مجاهد، عن عليّ بن أبي طالب، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

وروى ابن أبي الصقر (ت٤٧٦هـ) في «مشيخته»[١١]، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباريّ، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن البلخيّ، حدّثنا أبو محمد نافع بن محمد الخزاعيّ، حدّثنا عبد اللّه بن وهيب، حدّثنا مورّع بن جبير، حدّثنا المعافى بن مطهر، عن حصين، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «مَنْ أَحْيَا أَرْبَعَ لَيَالٍ أَحْيَاهُ اللَّهُ مَا شَاءَ: لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ، وَلَيْلَةَ عَاشُورَاءَ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، أَحْيَاهُ اللَّهُ مَا شَاءَ».

هذه الطرق كلّها ضعيفة، لكنّها متعاضدة تدلّ على أنّ لها أصلًا عن عليّ.

٢ . حديث عائشة

روى أحمد بن حنبل (ت٢٤١هـ) في «مسنده»[١٢]، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة، قالت: «فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ لِي: أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ»، والطريق ضعيف، لضعف حجاج بن أرطاة، لكنّه لم ينفرد به؛ فقد روى الطبرانيّ (ت٣٦٠هـ) في «الدعاء»[١٣]، قال: حدّثنا بكر بن سهل، ثنا عمرو بن هاشم البيروتيّ، ثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَيْلَتِي، فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَدْتُهُ، فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ النِّسَاءَ مِنَ الْغَيْرَةِ، فَتَلَفَّعْتُ بِمِرْطِي، أَمَا وَاللَّهِ مَا كَانَ مِرْطِي خَزًّا وَلَا قَزًّا وَلَا حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا وَلَا قُطْنًا وَلَا كَتَّانًا، قِيلَ: وَمِمَّ كَانَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟! قَالَتْ: كَانَ سَلَاوُهُ شَعَرًا وَلُحْمَتُهُ مِنْ أَوْبَارِ الْإِبِلِ، قَالَتْ: فَطَلَبْتُهُ فِي حُجَرِ نِسَائِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَانْصَرَفْتُ إِلَى حُجْرَتِي، فَإِذَا بِهِ كَالثَّوْبِ السَّاقِطِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ سَاجِدًا، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: <سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، هَذِهِ يَدِي وَمَا جَنَيْتُ بِهَا عَلَى نَفْسِي، يَا عَظِيمُ، يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ، اغْفِرِ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ>، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَعَادَ سَاجِدًا، فَقَالَ: <أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أُعَفِّرُ وَجْهِي فِي التُّرَابِ لِسَيِّدِي، فَحَقٌّ لَهُ إِنْ سَجَدَ>، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: <اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْبًا مِنَ الشَّرِّ نَقِيًّا، لَا كَافِرًا وَلَا شَقِيًّا>، قَالَتْ: ثُمَّ انْصَرَفَ، فَدَخَلَ مَعِي فِي الْخَمِيلَةِ، وَلِي نَفَسٌ عَالٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا النَّفَسُ يَا حُمَيْرَاءُ؟! فَأَخْبَرْتُهُ، فَطَفِقَ يَمْسَحُ بِيَدِهِ عَنْ رُكْبَتِي وَيَقُولُ: وَبِئْسَ هَاتَيْنِ الرُّكْبَتَيْنِ مَاذَا لَقِيَتَا، فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، وروى إسماعيل الأصبهانيّ (ت٥٣٥هـ) في «الترغيب والترهيب»[١٤]، قال: أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، نا أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن عباد المكيّ، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن نصر بن كثير، عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة، قالت: «لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ انْسَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِرْطِي -ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَانَ مِرْطُهَا مِنْ حَرِيرٍ وَلَا قَزٍّ وَلَا كَتَّانٍ وَلَا كُرْسُفٍ وَلَا صُوفٍ، قُلْنَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ؟! قَالَ: إِنْ كَانَ سَدَاهُ مِنْ شَعْرٍ، وَإِنْ كَانَ لُحْمَتُهُ مَنْ وَبَرِ الْإِبِلِ- فَأَحَسَّتْ نَفْسِي أَنْ يَكُونَ أَتَى بَعْضَ نِسَائِهِ، فَقُمْتُ أَلْتَمِسُهُ فِي الْبَيْتِ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: <سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعَمِ، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِالذَّنْبِ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ>، قَالَتْ: فَمَا زَالَ قَائِمًا وَقَاعِدًا حَتَّى أَصْبَحَ وَقَدِ اصْفَرَّتْ قَدَمَاهُ، فَإِنِّي لَأَغْمِزُهُمَا وَأَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَلَيْسَ قَدْ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ أَلَيْسَ أَلَيْسَ؟ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ هَلْ تَدْرِينَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ؟ قُلْتُ: وَمَا فِيهَا؟ قَالَ: يُكْتَبُ كُلُّ مَوْلُودٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَفِيهَا يُكْتَبُ كُلُّ مَيِّتٍ، وَفِيهَا تَنْزِلُ أَرْزَاقُهُمْ، وَفِيهَا تُرْفَعُ أَعْمَالُهُمْ»، وروى أبو بكر الإسماعيليّ (ت٣٧١هـ) في «معجم أسامي شيوخه»[١٥]، قال: حدّثنا أبو جعفر الأشناني من كتابه إملاءً، حدّثنا عبّاد بن أحمد بن عبد الرحمن العرزميّ، حدثني عمّي، عن أبيه، عن مطرّف، عن الشعبيّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُعْتِقُ مِنَ النَّارِ عَدَدَ مِعْزَى كَلْبٍ -أَوْ قَالَ: شَعْرِ مِعْزَى كَلْبٍ- وَيُنْزِلُ أَرْزَاقَ السَّنَةِ، وَيَكْتُبُ الْحَاجَّ، وَلَا يَتْرُكُ أَحَدًا إِلَّا غَفَرَ لَهُ، إِلَّا قَاطِعَ رَحِمٍ، أَوْ مُشْرِكًا، أَوْ مُشَاحِنًا»، وروى الديلميّ (ت٥٠٩هـ) في «مسند الفردوس»[١٦]، قال: أخبرنا بنجير، أخبرنا جعفر الأبهريّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أحمد بن كعب الواسطيّ، حدّثنا سعيد بن عبدة بن معن، حدّثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «يَسَحُّ اللَّهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ سَحًّا: لَيْلَةَ الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، تُنْسَخُ فِيهَا الْآجَالُ وَالْأَرْزَاقُ، وَيُكْتَبُ فِيهَا الْحَجُّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَةَ إِلَى الْأَذَانِ»، والطرق بمجموعها تدلّ على أنّ الحديث صحيح عن عروة عن عائشة، وقد روي عن عائشة من غير طريق عروة:

روى الفاكهيّ (ت‌بعد٢٧٢هـ) في «أخبار مكة»[١٧]، قال: حدّثنا عمار بن عمرو الجنبي، قال: ثنا أبي عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبيّ، قال: ثنا الحجاج بن أرطأة، عن مكحول، عن كثير بن مرّة الحضرميّ، عن عائشة، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنحو من بعض هذه الأحاديث، وزاد فيه قال: «وَلَكِنْ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَنْزِلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ».

وروى الجوهريّ (ت٤٥٤هـ) في «أماليه»[١٨]، قال: أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الجريريّ، قراءةً عليه، قثنا محمد هو ابن محمد بن سليمان الباغنديّ، قثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم، قثنا علي بن ثابت الجزري مولى بني هاشم، قال: أخبرني عمرو بن عبد اللّه، عن مطرّف بن طريف، عن عامر الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يُعْتِقُ مِنَ النَّارِ عَدَدَ شَعْرٍ يَعْنِي غَنَمَ كَلْبٍ، وَيُنْزِلُ أَرْزَاقَ السَّنَةِ، وَيَكْتُبُ الْحَاجَّ، وَلَا يَتْرُكُ أَحَدًا إِلَّا غَفَرَ لَهُ إِلَّا قَاطِعَ رَحِمٍ أَوْ مُشْرِكًا أَوْ مُشَاحِنًا».

وروى البيهقي (ت٤٥٨هـ) في «شعب الإيمان»[١٩]، قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، نا الحسين بن إدريس، نا أبو عبيد اللّه ابن أخي ابن وهب، نا عمّي، نا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، أنّ عائشة قالت: «قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ، فَتَحَرَّكَ فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ، أَظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ قَدْ خَاسَ بِكِ؟ قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطَّلِعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ».

وروى البيهقي (ت٤٥٨هـ) في «شعب الإيمان»[٢٠]، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، ومحمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عيسى بن حيان المدائنيّ، نا سلام بن سليمان، أنا سلام الطويل، عن وهيب المكيّ، عن أبي رهم، أنّ أبا سعيد الخدريّ دخل على عائشة، فقالت له عائشة: يا أبا سعيد، حدّثني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وأحدثك بما رأيته يصنع، قال أبو سعيد: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إذا خرج إلى صلاة الصبح قال: «اللَّهُمَّ امْلَءْ سَمْعِي نُورًا، وَبَصَرِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَظِّمْ لِيَ النُّورَ بِرَحْمَتِكَ»، قالت عائشة: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فوضع عنه ثوبيه، ثمّ لم يستتمّ أن قام فلبسهما، فأخذتني غيرة شديدة، فذكرت الحديث نحو ما تقدّم، وفيه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: هَذِهِ اللَّيْلَةُ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلِلَّهِ فِيهَا عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ بِعَدَدِ شُعُورِ غَنَمِ كَلْبٍ، لَا يَنْظُرُ اللَّهُ فِيهَا إِلَى مُشْرِكٍ، وَلَا إِلَى مَشَاحِنٍ، وَلَا إِلَى قَاطِعِ رَحِمٍ، وَلَا إِلَى مُسْبِلٍ، وَلَا إِلَى عَاقٍّ لِوَالِدَيْهِ، وَلَا إِلَى مُدْمِنِ خَمْرٍ».

وروى ابن عساكر (ت٥٧١هـ) في «تاريخ دمشق»[٢١]، قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، وأبو العشائر محمد بن خليل بن فارس، قالا: نا أبو الفرج الإسفراينيّ، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسيّ بمصر، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بمصر، نا أبو الجهم عمرو بن حازم القرشي، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا عبد الحميد بن عدي الجهنيّ، عن عبد الرؤوف بن عثمان، عن أخيه يزيد بن عثمان، عن عائشة، أنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو وَهُوَ سَاجِدٌ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، يَقُولُ: <أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ وَجْهُكَ>، وَقَالَ: أَمَرَنِي جِبْرِيلُ أَنْ أُرَدِّدَهُنَّ فِي سُجُودِي، فَتَعَلَّمْتُهُنَّ وَعَلَّمْتُهُنَّ».

وروى ابن بابويه (ت٣٨١هـ) في «فضائل الأشهر الثلاثة»[٢٢]، قال: حدّثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجانيّ، قال: أخبرنا أبو العباس جعفر بن محمد بن مرزوق السعرانيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سعيد الطائيّ، قال: حدّثنا عبّاد بن صهيب، عن هشام بن حيان، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قالت عائشة في آخر حديث طويل في ليلة النصف من شعبان أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ هَبَطَ عَلَيَّ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أُمَّتَكَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُهُمْ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ يَتْلُو فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدَ عَشَرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ: <اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدَ سَوَادِي وَجِنَانِي وَبَيَاضِي، يَا عَظِيمَ كُلُّ عَظِيمٍ، اغْفِرْ ذَنْبِي الْعَظِيمَ، وَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ غَيْرُكَ يَا عَظِيمُ>، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مَحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَكَتَبَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ مِثْلَهَا، وَمَحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ وَالِدَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ».

وروى الديلميّ (ت٥٠٩هـ) في «مسند الفردوس»[٢٣]، قال: أخبرنا الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم، حدّثنا عبد اللّه بن بشر بن صالح، حدّثنا محمّد بن حميد، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا داهر، حدّثنا ليث، عن واصل، عن المعرور بن سويد، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِنَّ اللَّهَ يَلْحَظُ إِلَى الْكَعْبَةِ فِي كُلِّ عَامٍ لَحْظَةً، وَذَلِكَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَحِنُّ إِلَيْهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ».

هذه طرق الحديث عن عائشة، وهي كثيرة جدًّا، تدلّ على أنّه ثابت عنها في الجملة.

٣ . حديث أنس بن مالك

روى ابن بشران (ت٤٣٠هـ) في «أماليه»[٢٤]، قال: أخبرنا أبو محمّد دعلج بن أحمد بن دعلج، ثنا إبراهيم بن أبي طالب النيسابوريّ، ثنا عبد اللّه بن الجراح، ثنا سعد بن عبد الكريم الواسطيّ، عن أبي نعمان السعديّ، عن أبي رجاء العطارديّ، عن أنس بن مالك، قال: «بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: أَسْرِعِي، فَإِنِّي تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمْ بِحَدِيثِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَتْ: يَا أُنَيْسُ، اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَيْلَتِي، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ مَعِيَ فِي لِحَافٍ، قَالَتْ: فَانْتَبَهْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ أَجِدْهُ»، فذكرت الحديث نحو ما تقدّم، وفيه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لها: «يَا حُمَيْرَاءُ، أَمَا تَدْرِينَ مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ؟ هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ بِعَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ» قالت: «قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا بَالُ غَنَمِ كَلْبٍ؟ قَالَ: لَيْسَ الْيَوْمَ فِي الْعَرَبِ قَوْمٌ أَكْثَرُ غَنَمًا مِنْهُمْ، لَا أَقُولُ فِيهِمْ سِتَّةَ نَفَرٍ: مُدْمِنَ خَمْرٍ، وَلَا عَاقَّ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُصِرًّا عَلَى رِبًا أَوْ زِنًا، وَلَا مُصَارِمًا، وَلَا مُصَوِّرًا، وَلَا قَتَّاتًا»، والطريق ضعيف، لضعف سعد بن عبد الكريم، وجهالة أبي نعمان.

وروى الديلميّ (ت٥٠٩هـ) في «مسند الفردوس»[٢٥]، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ إجازة، أخبرنا الحاكم، حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الإدريسيّ، حدّثنا أحمد بن عمرو أبو نصر الحاكم، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أحمد السمرقنديّ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن الهيثم، حدّثنا عمّي عبد المؤمن بن عمر، حدّثنا أبو حميد الشاميّ، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «أَرْبَعٌ لَيَالِيهُنَّ كَأَيَّامِهِنِّ، وَأَيَّامُهُنَّ كَلَيَالِيهِنَّ، يَبَرُّ اللَّهُ فِيهِنَّ الْقَسَمَ، وَيُعْتِقُ فِيهِنَّ النَّسَمَ، وَيُعْطِي فِيهِنَّ الْجَزِيلَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَصَبَاحُهَا، وَلَيْلَةُ عَرَفَةَ وَصَبَاحُهَا، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَصَبَاحُهَا، وَلَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَصَبَاحُهَا»، والطريق ضعيف، فيه أبان بن أبي عيّاش وغير واحد من المجاهيل.

٤ . حديث أبيّ بن كعب

روى ابن عساكر (ت٥٧١هـ) في «تاريخ دمشق»[٢٦]، قال: أنبأنا نصر، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي، حدّثني أبو بكر أحمد بن صالح بن محمد الفارسيّ، حدّثني أبو حنيفة جعفر بن بهرام، حدّثنا حامد بن محمود الهمدانيّ، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه البصريّ، حدّثنا محمد بن حازم، عن الضحاك بن مزاحم، عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: قُمْ، فَصَلِّ، وَارْفَعْ رَأْسَكَ وَيَدَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الرَّحْمَةِ ثَلَاثُمِائَةِ بَابٍ، فَيُغْفَرُ لِجَمِيعِ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، غَيْرَ مُشَاحِنٍ، أَوْ عَاشِرٍ، أَوْ مُدْمِنِ خَمْرٍ، أَوْ مُصِرٍّ عَلَى زِنًى، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يُغْفَرُ لَهُمْ حَتَّى يَتُوبُوا»، فذكر الحديث حتّى قال: «فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَبَيْنَا هُوَ سَاجِدٌ قَالَ، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: <أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، لَا أَبْلُغُ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ>، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي رُبْعِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحَةٌ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكٌ يُنَادِي: طُوبَى لِمَنْ تَعَبَّدَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَعَلَى الْبَابِ الْآخَرِ مَلَكٌ يُنَادِي: طُوبَى لِمَنْ سَجَدَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَعَلَى الْبَابِ الثَّالِثِ مَلَكٌ يُنَادِي: طُوبَى لِمَنْ رَكَعَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَعَلَى الْبَابِ الرَّابِعِ مَلَكٌ يُنَادِي: طُوبَى لِمَنْ دَعَا رَبَّهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، وَعَلَى الْبَابِ الْخَامِسِ مَلَكٌ يُنَادِي: طُوبَى لِمَنْ نَاجَى رَبَّهُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَعَلَى الْبَابِ السَّادِسِ مَلَكٌ يُنَادِي: طُوبَى لِلْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَعَلَى الْبَابِ السَّابِعِ مَلَكٌ يُنَادِي: طُوبَى لِلْمُوَحِّدِينَ، وَعَلَى الْبَابِ الثَّامِنِ مَلَكٌ يُنَادِي: هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَبْ عَلَيْهِ؟ وَعَلَى الْبَابِ التَّاسِعِ مَلَكٌ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ؟ وَعَلَى الْبَابِ الْعَاشِرِ مَلَكٌ يُنَادِي: هَلْ مِنْ دَاعِي فَيُسْتَجَابَ لَهُ؟ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِلَى مَتَى أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحَةٌ؟ قَالَ: مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: فِيهَا مِنَ الْعُتَقَاءِ أَكْثَرُ مِنْ شُعُورِ الْغَنَمِ، فِيهَا تُرْفَعُ أَعْمَالُ السَّنَةِ، وَفِيهَا تُقْسَمُ الْأَرْزَاقُ»، والطريق ضعيف، فيه غير واحد من المجاهيل.

٥ . حديث أبي بكر

روى الدارميّ (ت٢٨٠هـ) في «الردّ على الجهميّة»[٢٧]، قال: حدّثنا الأصبغ بن الفرج المصريّ، قال: أخبرني ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الملك بن عبد الملك، عن مصعب بن أبي الحارث، عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، عن أبيه، أو عن عمّه، عن جدّه أبي بكر، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ نَفْسٍ إِلَّا مُشْرِكٍ بِاللَّهِ وَمُشَاحِنٍ»، والطريق ضعيف، لضعف عبد الملك بن عبد الملك، وقال البزار (ت٢٩٢هـ): «قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَنَقَلُوهُ وَاحْتَمَلُوهُ»[٢٨].

٦ . حديث عبد اللّه بن عمرو

روى أحمد بن حنبل (ت٢٤١هـ) في «مسنده»[٢٩]، قال: حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا حييّ بن عبد اللّه، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد اللّه بن عمرو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ، إِلَّا لِاثْنَيْنِ: مُشَاحِنٍ، وَقَاتِلِ نَفْسٍ»، والطريق ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وحييّ بن عبد اللّه.

٧ . حديث أبي موسى الأشعريّ

روى ابن ماجه (ت٢٧٣هـ) في «سننه»[٣٠]، قال: حدّثنا راشد بن سعيد بن راشد الرمليّ، قال: حدّثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن الضحاك بن أيمن، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، عن أبي موسى الأشعريّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»؛ حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن الزبير بن سليم، عن الضحاك بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سمعت أبا موسى عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم نحوه، والطريق ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وجهالة الضحاك بن أيمن، والزبير بن سليم.

٨ . حديث أبي هريرة

روى البزار (ت٢٩٢هـ) في «مسنده»[٣١]، قال: حدّثنا أبو غسان روح بن حاتم، حدّثنا عبد اللّه بن غالب، حدّثنا هشام بن عبد الرحمن، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، والطريق ضعيف، لجهالة هشام بن عبد الرحمن.

٩ . حديث أبي ثعلبة

روى ابن أبي عاصم (ت٢٨٧هـ) في «السنة»[٣٢]، قال: ثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمّد بن حرب، عن الأحوص بن حكيم، عن مهاصر بن حبيب، عن أبي ثعلبة، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَتْرُكُ أَهْلَ الضَّغَائِنِ، وَأَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ»، والطريق ضعيف، لضعف الأحوص بن حكيم.

١٠ . حديث معاذ بن جبل

روى ابن أبي عاصم (ت٢٨٧هـ) في «السنّة»[٣٣]، قال: ثنا هشام بن خالد، ثنا أبو خليد عتبة بن حماد، عن الأوزاعي، وابن ثوبان، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «يَطَّلِعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا مُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، ورجاله ثقات، إلّا أنّهم يقولون أنّ مكحولًا لم يسمع من مالك بن يخامر؛ فلعلّه سمعه من خالد بن معدان يرويه عن كثير من مرّة الحضرميّ؛ فقد روى الطبرانيّ (ت٣٦٠هـ) في «مسند الشاميين»[٣٤]، قال: حدّثنا أحمد بن الحسين بن مدرك، ثنا سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا أبو خليد، ثنا ابن ثوبان، حدّثني أبي، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرّة الحضرميّ، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِنَّ اللَّهَ يَطَّلِعُ إِلَى خَلْقِهِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، وخالد بن معدان وكثير بن مرّة الحضرميّ ثقتان.

١١ . حديث عوف بن مالك

روى البزار (ت٢٩٢هـ) في «مسنده»[٣٥]، قال: حدّثنا أحمد بن منصور، قال: أخبرنا أبو صالح الحراني يعني عبد الغفار بن داود، قال: أخبرنا عبد اللّه بن لهيعة، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبادة بن نسيّ، عن كثير بن مرّة، عن عوف، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «يَطَّلِعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ كُلِّهِمْ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، والطريق ضعيف، لضعف ابن لهيعة وعبد الرحمن بن زياد، لكنّهما لم ينفردا به؛ فقد روى الجوهريّ (ت٤٥٤هـ) في «أماليه»[٣٦]، قال: قرئ على أبي جعفر أحمد بن عليّ بن محمّد بن أحمد بن الجهم المعروف بابن أبي طالب وأنا حاضر، قثنا أحمد هو ابن خالد بن عمرو السلفيّ، قثنا أبي، قال: حدّثني عكرمة بن يزيد الألهانيّ، قال: حدّثني الأبيض، عن محمّد بن سعيد، عن عبادة بن نسيّ، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَطَّلِعُ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ إِلَّا مُشْرِكًا أَوْ مُشَاحِنًا».

١٢ . حديث عثمان بن أبي العاص

روى الخرائطيّ (ت٣٢٧هـ) في «مساوئ الأخلاق»[٣٧]، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم الدورقيّ، ثنا محمّد بن بكار، ثنا مرحوم العطار، عن داود بن عبد الرحمن، عن هشام، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ نَادَى مُنَادٍ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ فَلَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، إِلَّا زَانِيَةٌ بِفَرْجِهَا، أَوْ مُشْرِكٌ»، والطريق صحيح، رجاله ثقات، وقد سمع الحسن من عثمان بن أبي العاص[٣٨].

١٣ . حديث كردوس

روى ابن الأعرابي (ت٣٤٠هـ) في «معجم شيوخه»[٣٩]، قال: نا علي، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني المفضل بن فضالة، عن عيسى بن إبراهيم، عن سلمة بن سليمان الجزري، عن مروان بن سالم، عن ابن كردوس، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْعِيدِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ»، والطريق ضعيف، لضعف عيسى بن إبراهيم وسلمة بن سليمان، ولم تثبت لكردوس صحبة.

١٤ . حديث يزيد بن جارية

روى ابن قانع (ت٣٥١هـ) في «معجم الصحابة»[٤٠]، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى البلديّ، نا أبو عمر الإمام، نا حسين بن عيّاش، نا فرات بن سليمان، عن إسحاق بن أبي فروة، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن يزيد بن جارية، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ -يَعْنِي إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ- فَيَغْفِرُ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا الْمُشَاحِنَ»، والطريق ضعيف، لضعف فرات وإسحاق بن أبي فروة.

١٥ . حديث أبي أمامة الباهلي

روى الخلال (ت٤٣٩هـ) في «المجالس العشرة الأمالي»[٤١]، قال: ثنا عليّ بن عمرو بن سهل الحريريّ، ثنا أحمد بن عمير، ثنا سعيد بن عثمان التنوخيّ الحمصيّ، وعلي بن معروف القصّار، قالا: ثنا عبد العزيز بن موسى، عن سيف بن محمّد الثوريّ، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي أمامة الباهليّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «يَهْبِطُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا إِلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَطَّلِعُ إِلَيْهِمْ، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، إِلَّا كَافِرًا أَوْ كَافِرَةً، أَوْ مُشْرِكًا أَوْ مُشْرِكَةً، أَوْ رَجُلًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ مُشَاحَنَةٌ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ لِحِقْدِهِمْ»، والطريق ضعيف، لضعف سيف بن محمّد والأحوص بن حكيم، لكنّهما لم ينفردا به؛ فقد روى الشجريّ (ت٤٩٩هـ) في «الأمالي الخميسية»[٤٢]، قال: أخبرنا أبو مضر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المقرئ، قال: حدّثنا أبو بكر محمد عبيد بن عامر بن مرداس السمرقنديّ، قال: أخبرنا إبراهيم بن يوسف، قال: حدّثنا المسيّب بن شريك، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ هَبَطَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ، فَيَطَّلِعُ اطِّلَاعَةً عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَغْفِرُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ جَمِيعًا إِلَّا لِكَافِرٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، وروى ابن عساكر (ت٥٧١هـ) في «تاريخ دمشق»[٤٣]، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو سعيد بندار بن عمر الرويانيّ، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الخبازي، أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن محمّد بن بشار الزاهد، أنبأنا عليّ بن محمّد القزوينيّ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعانيّ، حدّثنا عبد القدوس، حدّثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي قعنب، عن أبي أمامة الباهليّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «خَمْسُ لَيَالٍ لَا تُرَدُّ فِيهِنَّ الدَّعْوَةُ: أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةُ الْفِطْرِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ».

١٦ . حديث أبي الدرداء

روى عبد الغني المقدسيّ (ت٦٠٠هـ) في «أحاديث الجماعيلي»[٤٤]، قال: أخبرنا روح، أنبا غانم بن محمد، أنبا أحمد بن عبد اللّه، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن النيسابوريّ، هو ابن حيوة، ثنا هشام بن عمار، ثنا محمّد بن مسروق، ثنا أبو العطوف الجراح بن المنهال، عن عبد اللّه بن يزيد، عن أبي الدرداء، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَهْبِطُ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِ الْعِبَادِ، فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَتُوبُ عَلَى التَّوَّابِينَ، وَيَسْتَجِيبُ لِلسَّائِلِينَ، وَيَكْفِي الْمُتَوَكِّلِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الصَّغَائِرِ لَا يَفْعَلُ بِهِمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَيَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا لِمَنْ يَشَاءُ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ قَاتِلِ نَفْسٍ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ مُشَاحِنٍ»، والطريق ضعيف، فيه غير واحد من الضعفاء والمجاهيل.

١٧ . حديث عبد اللّه بن مسعود

روى الديلميّ (ت٥٠٩هـ) في «مسند الفردوس»[٤٥]، قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو الحسن الميدانيّ، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بالرّيّ، حدّثنا علي بن الحسين المروزي المعروف بالبغدادي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن محمّد بن عليّ، حدّثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود، رفعه: «لَا يُحْجَبُ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَنِ اللَّهِ إِلَّا مَا خَرَجَ مِنْ فَمِ صَاحِبِ الشَّارِبَيْنِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ»، والطريق ضعيف، فيه غير واحد من المجاهيل.

١٨ . حديث ابن عمر

روى عبد الرزاق (ت٢١١هـ) في «مصنفه»[٤٦]، قال: أخبرني من سمع البيلمانيّ، يحدّث عن أبيه، عن ابن عمر، قال: «خَمْسُ لَيَالٍ لَا تُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءَ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ».

١٩ . حديث ابن عباس

روى الطبريّ (ت٣١٠هـ) في «تفسيره»[٤٧]، قال: حدّثني محمّد بن معمر، قال: ثنا أبو هشام، قال: ثنا عبد الواحد، قال: ثنا عثمان بن حكيم، قال: ثنا سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَمْشِي فِي النَّاسِ وَقَدْ رُفِعَ فِي الْأَمْوَاتِ، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ۝ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ[٤٨]، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يُفْرَقُ فِيهَا أَمْرُ الدُّنْيَا مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ»، يعني ليلة النصف من شعبان، وروى الشجريّ (ت٤٩٩هـ) في «الأمالي الخميسية»[٤٩]، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حبان، قال: حدّثنا محمّد بن العباس بن أيوب، قال: حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا النضر بن إسماعيل البجليّ، عن محمّد بن سوقة، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تبارك وتعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، قَالَ: «فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يُدَبِّرُ اللَّهُ أَمْرَ السَّنَةِ، وَيَنْسَخُ الْأَحْيَاءَ مِنَ الْأَمْوَاتِ، وَيَكْتُبُ حَاجَّ بَيْتِ اللَّهِ، فَلَا يَزِيدُ فِيهِمْ أَحَدٌ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ أَحَدٌ»، وقال الثعلبيّ (ت٤٢٧هـ) في «تفسيره»[٥٠]: «رَوَى أَبُو الضُّحَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْضِي الْأَقْضِيَةَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَيُسَلِّمُهَا إِلَى أَرْبَابِهَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، وقال الماورديّ (ت٤٥٠هـ) في «تفسيره»[٥١]: «قَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمِّي لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ التَّعْظِيمِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَيْلَةَ الْبَرَاءَةِ، وَلَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ لَيْلَةَ الْجَائِزَةِ».

٢٠ . حديث واثلة بن الأسقع

روى الواقديّ (ت٢٠٧هـ) في «فتوح الشام»[٥٢]، قال: «كَانَ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ -يَعْنِي وَقْعَةَ أَبِي الْقُدْسِ- مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَاثِلَةُ بْنِ الْأَسْقَعِ، وَكَانَ خُرُوجُهُمْ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ وَهِيَ دِمَشْقُ إِلَى دَيْرِ أَبِي الْقُدْسِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَكَانَ الْقَمَرُ زَائِدَ النُّورِ، قَالَ: وَأَنَا إِلَى جَانِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ الْأَسْقَعِ، مَا أَحْسَنَ قَمَرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَأَنْوَرَهُ! فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَهِيَ لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِي هَذِهِ تُكْتَبُ الْأَرْزَاقُ وَالْآجَالُ، وَتُغْفَرُ فِيهَا الذُّنُوبُ وَالسَّيِّئَاتُ، وَكُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَقُومَهَا، فَقُلْتُ: إِنَّ سَيْرَنَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِهَا، وَاللَّهُ جَزِيلُ الْعَطَاءِ، فَقَالَ: صَدَقْتَ».

هؤلاء عشرون صحابيًّا روي عنهم حديث فضل هذه الليلة، وروى الفاكهيّ (ت‌بعد٢٧٢هـ) في «أخبار مكة»[٥٣]، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الصائغ، قال: ثنا عن منصور؛ وحدّثنا ابن أبي سلمة، قال: ثنا محمّد بن معاوية، ويوسف بن عديّ، يزيد أحدهما على صاحبه، قالا جميعًا: عن عمرو بن ثابت، عن محمّد بن مروان، عن أبي يحيى، عن أبيه، قال: حدّثني بضعة وثلاثون رجلًا من أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، قالوا: «مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ مِائَةَ رَكْعَةٍ، يَقْرَأُ فِيهَا أَلْفَ مَرَّةٍ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُعْطِيَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ، ثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ، وَثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يُؤَمِّنُونَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يَعْصِمُونَهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَالْعَشَرَةُ الْبَاقِيَةُ يَكِيدُونَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ»، وقال أبو بكر الخوارزميّ (ت٣٨٣هـ) في «مفيد العلوم ومبيد الهموم»[٥٤]: «قَالَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ: سَمِعْتُ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ يَرْوُونَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْبَرَاءَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ مِائَةَ رَكْعَةٍ بِخَمْسِينَ تَسْلِيمَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ سُورَةَ الْفَاتِحَةِ وَسُورَةَ الِاخْلَاصِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، أَوْ يُصَلِّي عَشْرَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ، يَقْضِي اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَيَدْفَعُ عَنْهُ سَبْعِينَ بَلَاءً، وَيُشَفِّعُهُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ»، وروى ابن أبي الدنيا (ت٢٨١هـ) في «فضائل رمضان»[٥٥]، قال: حدّثنا هارون بن عمر القرشي، قال: نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، قال: حدّثني إسحاق بن عبد اللّه، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرّة، قال: أدركت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يحدّثون عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديثًا لم أنسه: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لِكُلِّ عَبْدٍ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، والروايات في هذا المعنى عن التابعين وأهل البيت أيضًا كثيرة، تركنا ذكرها خوفًا من الإطالة، وهي تدلّ على شهرة كبيرة للحديث بين السلف، وممّا يدلّ عليها أيضًا قول الفاكهيّ (ت‌بعد٢٧٢هـ) في «أخبار مكّة»[٥٦]، قال: «ذِكْرُ عَمَلِ أَهْلِ مَكَّةَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَاجْتِهَادِهِمْ فِيهَا لِفَضْلِهَا: وَأَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى إِلَى الْيَوْمِ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، خَرَجَ عَامَّةُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّوْا، وَطَافُوا، وَأَحْيَوْا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى الصَّبَاحَ بِالْقِرَاءَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، حَتَّى يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ كُلَّهُ، وَيُصَلُّوا، وَمَنْ صَلَّى مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِائَةَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدُ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَأَخَذُوا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَشَرِبُوهُ، وَاغْتَسَلُوا بِهِ، وَخَبَّؤُوهُ عِنْدَهُمْ لِلْمَرْضَى، يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَيُرْوَى فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ»، ومن الغريب ما روى ابن وضاح (ت٢٨٦هـ) في «البدع والنهي عنها»[٥٧]، قال: نا هارون بن سعيد، قال: نا ابن وهب، قال: نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: «لَمْ أُدْرِكْ أَحَدًا مِنْ مَشْيَخَتِنَا وَلَا فُقَهَائِنَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَمْ نُدْرِكْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَرَى لَهَا فَضْلًا عَلَى مَا سِوَاهَا مِنَ اللَّيَالِي»، فلا ندري ما معنى هذا القول بعد ما قدّمنا من روايات مشيختهم وفقهائهم، وقد روى عبد اللّه بن أحمد (ت٢٩٠هـ) في «السنّة»[٥٨]، قال: حدّثني أبو معمر، نا عبّاد بن العوام، قال: «قَدِمَ عَلَيْنَا شَرِيكٌ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ: <إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ>، قُلْنَا: إِنَّ قَوْمًا يُنْكِرُونَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ، قَالَ: فَمَا يَقُولُونَ؟ قُلْنَا: يَطْعَنُونَ فِيهَا، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ هُمُ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْقُرْآنِ وَبِأَنَّ الصَّلَوَاتِ خَمْسٌ وَبِحَجِّ الْبَيْتِ وَبِصَوْمِ رَمَضَانَ، فَمَا نَعْرِفُ اللَّهَ إِلَّا بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ».

الحاصل أنّ فضل ليلة النصف من شعبان ثابت لتواتر الأحاديث الواردة فيه وشهرتها بين السلف وصحّة بعضها في الإسناد، وبهذا قال السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى؛ كما أخبرنا بعض أصحابه، قال:

سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ، يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهَا لِكُلِّ مَنْ يَسْتَغْفِرُهُ، إِلَّا مَنْ كَانَ مُشْرِكًا، أَوْ عَامِلَ سُلْطَانٍ.[٥٩]

نعم، لم تثبت صلاة خاصّة لهذه الليلة، وإنّما يستحبّ قيامها بالدعاء والإستغفار وقراءة القرآن وصلاة الليل وسائر العبادات الثابتة؛ كما روى ابن بابويه (ت٢٨١هـ) في «عيون أخبار الرضا»[٦٠]، قال: حدّثنا محمّد بن بكران النقاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدّب، قالا: حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، قال: «سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: هِيَ لَيْلَةٌ يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهَا الرِّقَابَ مِنَ النَّارِ، وَيَغْفِرُ فِيهَا الذُّنُوبَ الْكَبَائِرَ، قُلْتُ: فَهَلْ فِيهَا صَلَاةٌ زِيَادَةً عَلَى سَائِرِ اللَّيَالِي؟ فَقَالَ: لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مُوَظَّفٌ، وَلَكِنْ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَتَطَوَّعَ فِيهَا بِشَيْءٍ فَعَلَيْكَ بِصَلَاةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَكْثِرْ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنَ الْإِسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ، فَإِنَّ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ: الدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ، قُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنَّهَا لَيْلَةُ الصِّكَاكِ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: تِلْكَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ»، وإسناده جيّد.

↑[١] . سنن ابن ماجه، ج١، ص٤٤٤
↑[٢] . أخبار مكة للفاكهي، ج٣، ص٨٤
↑[٣] . ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، ج٢، ص١٤١
↑[٤] . ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، ج٢، ص١٥٠
↑[٥] . الترغيب والترهيب لإسماعيل الأصبهاني، ج٢، ص٣٩٧
↑[٦] . قرب الاسناد للحميري، ص٥٤
↑[٧] . شعب الإيمان للبيهقي، ج٣، ص٣٨٦
↑[٨] . التّوبة/ ١٢٨
↑[٩] . الموضوعات لابن الجوزي، ج٢، ص١٢٧
↑[١٠] . أحاديث الجماعيلي، ص٣٩
↑[١١] . مشيخة أبي طاهر ابن أبي الصقر، ص١٢٧
↑[١٢] . مسند أحمد، ج٤٣، ص١٤٦
↑[١٣] . الدعاء للطبراني، ص١٩٤
↑[١٤] . الترغيب والترهيب لإسماعيل الأصبهاني، ج٢، ص٣٩٤
↑[١٥] . معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي، ج١، ص٤٠٧
↑[١٦] . زهر الفردوس (الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس) لابن حجر، (الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس) لابن حجر، ج٧، ص٦٠٤
↑[١٧] . أخبار مكة للفاكهي، ج٣، ص٨٥
↑[١٨] . مجلسان من أمالي الجوهري (٣)، ص١٠
↑[١٩] . شعب الإيمان للبيهقي، ج٣، ص٣٨٢
↑[٢٠] . شعب الإيمان للبيهقي، ج٣، ص٣٨٣
↑[٢١] . تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٣٦، ص١٩٥
↑[٢٢] . فضائل الأشهر الثلاثة لابن بابويه، ص ٦٥
↑[٢٣] . زهر الفردوس (الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس) لابن حجر، ج٢، ص٥٧٥
↑[٢٤] . أمالي ابن بشران (الجزء الثاني)، ص٢٣٧
↑[٢٥] . زهر الفردوس (الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس) لابن حجر، ج٢، ص٤٠
↑[٢٦] . تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٥١، ص٧٢
↑[٢٧] . الرد على الجهمية للدارمي، ص٨١
↑[٢٨] . مسند البزار، ج١، ص٢٠٧
↑[٢٩] . مسند أحمد، ج١١، ص٢١٦
↑[٣٠] . سنن ابن ماجه، ج١، ص٤٤٥
↑[٣١] . مسند البزار، ج١٦، ص١٦١
↑[٣٢] . السنة لابن أبي عاصم، ج١، ص٢٢٣
↑[٣٣] . السنة لابن أبي عاصم، ج١، ص٢٢٤
↑[٣٤] . مسند الشاميين للطبراني، ج١، ص١٣٠
↑[٣٥] . مسند البزار، ج٧، ص١٨٦
↑[٣٦] . مجلسان من أمالي الجوهري (٣)، ص٩
↑[٣٧] . مساوئ الأخلاق للخرائطي، ص٢٢٦
↑[٣٨] . انظر: تاريخ ابن معين (رواية ابن محرز)، ج١، ص١٣٠؛ تاريخ ابن معين (رواية الدوري)، ج٤، ص٢٦٠؛ العلل لابن المديني، ص٥١؛ العلل ومعرفة الرجال لأحمد (رواية ابنه عبد اللّه)، ج٢، ص٦٠ و١١١؛ التاريخ الكبير للبخاري، ج٧، ص٢٥٩.
↑[٣٩] . معجم شيوخ ابن الأعرابي، ج٣، ص١٠٤٧
↑[٤٠] . معجم الصحابة لابن قانع، ج٣، ص٢٢٧
↑[٤١] . المجالس العشرة الأمالي للحسن الخلال، ص١٨
↑[٤٢] . ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، ج٢، ص١٣٩
↑[٤٣] . تاريخ دمشق لابن عساكر، ج١٠، ص٤٠٨
↑[٤٤] . أحاديث الجماعيلي، ص٣٨
↑[٤٥] . زهر الفردوس (الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس) لابن حجر، ج٧، ص٤٠٢
↑[٤٦] . مصنف عبد الرزاق، ج٤، ص٣١٧
↑[٤٧] . تفسير الطبري، ج٢٢، ص١٠
↑[٤٨] . الدّخان/ ٣-٤
↑[٤٩] . ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، ج٢، ص١٣٩
↑[٥٠] . تفسير الثعلبي، ج١٠، ص٢٤٨
↑[٥١] . تفسير الماوردي، ج٦، ص٣١٣
↑[٥٢] . فتوح الشام للواقدي، ج١، ص٩٠
↑[٥٣] . أخبار مكة للفاكهي، ج٣، ص٨٦
↑[٥٤] . مفيد العلوم ومبيد الهموم للخوارزمي، ص١٧٢
↑[٥٥] . فضائل رمضان لابن أبي الدنيا، ص٢٧
↑[٥٦] . أخبار مكة للفاكهي، ج٣، ص٨٤
↑[٥٧] . البدع والنهي عنها لابن وضاح، ص٩٢
↑[٥٨] . السنة لعبد اللّه بن أحمد، ج١، ص٢٧٣
↑[٥٩] . أراد حفظه اللّه تعالى أنّ المشرك إذا استغفر من ذنب دون شركه لم يغفر له، وأمّا إذا استغفر من شركه وهو تائب فيغفر له، وكذلك عامل السلطان، فإنّه إذا استغفر من ذنب دون عمله للسلطان لم يغفر له حتّى يستغفر من عمله للسلطان وهو تائب.
↑[٦٠] . عيون أخبار الرضا لابن بابويه، ج١، ص٢٦٣
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الإجابة على الأسئلة
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
كتابة السؤال
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة سؤالك حول آراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرساله إلينا لتتمّ الإجابة عليه في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للسؤال.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت الإجابة على سؤالك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الأسئلة والأجوبة ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة سؤالك.
٢ . تجنّب تسجيل وإرسال سؤال جديد قبل تلقّي الجواب على سؤالك السابق.
٣ . تجنّب تسجيل وإرسال أكثر من سؤال واحد في كلّ مرّة.
٤ . أولويّتنا هي الإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالإمام المهديّ عليه السلام والتمهيد لظهوره؛ لأنّه الآن أكثر أهمّيّة من أيّ شيء.