أيّ أخذ واقتباس من كتاب «العودة إلى الإسلام» وسائر الموادّ المنشورة في هذا الموقع الإسلاميّ مع الذكر الكامل للمصدر والتصريح باسم مالكها المعنويّ أي العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى جائز، ولكن لا يجوز بدون ذكر كامل للمصدر وتصريح باسم جنابه، ولا فرق بين ذلك وبين السرقة والخديعة.
للأسف قد لوحظ أنّ بعض المستغلّين والإنتهازيّين والذين لا تقوى لهم، يذكرون الموادّ العلميّة المنشورة في هذا الموقع الإسلاميّ بدون ذكر كامل للمصدر وبدون تصريح باسم العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في سياق مشابه لأقوالهم، بهذه الحجّة التي هي أسوأ من الخطيئة أنّهم لا يريدون الترويج لها، في حين أنّهم يريدون الترويج لأنفسهم! لا شكّ أنّ هذا هو مثال واضح على التدليس وخيانة الأمانة وإعانة أعداء الحقّ على كتمانه وتلبيسه بالباطل، وهو إثم كبير جدًّا؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
من المؤسف أنّه قد تمّ مرّات عديدة إرسال الموادّ العلميّة والملاحظات البديعة المنشورة في هذا الموقع الإسلاميّ إلى عالم دينيّ أو أستاذ جامعيّ أو موقع إلكترونيّ أو ناشط سياسيّ ليكون سببًا لاستبصاره وهدايته إلى الحقّ، لكنّها قد تمّ نشرها بعد حين كرأي من آرائه دون أدنى إشارة إلى مصدرها الأصليّ ومالكها المعنويّ، في حين أنّه لا يعلم الواقع إلا اللّه ونحن والرّجل نفسه، ويحسب الآخرون أنّه رأي من آراء الرّجل! لا شكّ أنّ ما أفسح المجال لهذا الإستغلال الجبان في إيران، بغضّ النظر عن انتشار التكبّر وانحطاط الأخلاق بين الأصناف المختلفة من الناس، هو احتجاب هذا الموقع الإسلاميّ في هذا البلد، الذي مكّن المستغلّين والإنتهازيّين والذين لا تقوى لهم من القيام بهذا الفعل القبيح، دون أن يفطن لذلك أحد من الناس؛ لأنّ أكثر الناس في هذا البلد لا يستطيعون الوصول إلى هذا الموقع الإسلاميّ، في حين أنّ وصولهم إلى هؤلاء الأشخاص سهل ووفير، بالإضافة إلى أنّ لديهم وثوق وحسن ظنّ بهم ولا يعطون مثل هذا الإحتمال بشأنهم!
بالإضافة إلى المستغلّين والإنتهازيّين والذين لا تقوى لهم، هناك أناس آخرون يسرقون الموادّ العلميّة والملاحظات البديعة المنشورة في هذا الموقع الإسلاميّ، وهم المدّعون الكاذبون للإمامة والمهديّة، الذين يستحلّون أيّ ظلم وكذب لأنفسهم وأتباعهم، ولا يحترمون الممتلكات المادّيّة والمعنويّة لمخالفيهم، ويعتقدون أنّه يمكن مصادرة آثارهم وملاحظاتهم لمصلحتهم واستخدامها في الترويج لهم، ويحاولون عمدًا ابتذال الحقّ وجعله كاسدًا لكي لا يفقدوا سوقهم بين الناس بزعمهم! هم بالتأكيد بلاء عظيم!
طبعًا من الواضح أنّ هذه الإساءات لا تضرّ بالعالم المظلوم والغريب العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى وأصحابه المخلصين والمغمورين الذين يتكلّمون ويكتبون للّه؛ لأنّ أجرهم محفوظ عند اللّه ولا يضيَّع بشرّ السفلة وأذاهم؛ كما أنّ الحقيقة لن تخفى إلى الأبد وستظهر في النهاية يومًا من الأيّام، لكنّ هذه الإساءات تضرّ بالناس دون أدنى شكّ؛ لأنّ المسيئين لا يتكلّمون ولا يكتبون للّه، بل يتكلّمون ويكتبون لمصالحهم الشخصيّة ومطامعهم الدنيويّة، وفي معظم الحالات يخلّطون الحقّ الذي سرقوه منّا بباطلهم، ويتسبّبون في ابتذاله وانحراف الناس أكثر من قبل! هذه بلا شكّ فتنة للناس وتوقعهم في الشبهة، ولذلك أشار إليها العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في بعض حِكمه فقال:
دَعْنِي مِنْ هَؤُلَاءِ السَّفَلَةِ الْمَرَدَةِ الْقَائِلِينَ عَلَى اللَّهِ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ، أَلَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ هَبَطَ مِنْهَا مَعَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ انْتَقَلَ مِنْهُ إِلَى النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، حَتَّى يَرْجِعَ مَعَ آخِرِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ؟! أَفَتُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَ مِثْلَ هَذَا الْكَنْزِ فِي أَيْدِي الصِّبْيَانِ وَالْمَجَانِينِ وَالْمُدْمِنِينَ عَلَى الْمُخَدِّرَاتِ؟! لَا وَاللَّهِ لَيْسَ هَؤُلَاءِ بِمَأْمُونِينَ عَلَيْهِ وَلَا مِنْ أَهْلِهِ، وَإِنَّ فِيهِمْ سَارِقِينَ يَسْرُقُونَهُ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا وَيَسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى حُجَجِ اللَّهِ وَأَوْلِيَائِهِ، ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ﴾.
كما قال في حكمة أخرى مشيرًا إلى أصحابه الصدّيقين والصالحين:
حِينَئِذٍ تَجِدُهُمْ لِي رُفَقَاءَ رَاسِخِينَ وَأَعْوَانًا مُخْلِصِينَ؛ يَحْمِلُونَ عِلْمِي وَيَحْفَظُونَهُ مِنَ السَّرِقَةِ، وَيُفَجِّرُونَ يَنَابِيعَهُ وَيَتَسَابَقُونَ فِي الْعَمَلِ بِهِ؛ لِأَنَّ لَهُمْ أَعْيُنًا مُبْصِرَةً وَأُذُنًا وَاعِيَةً، وَيَعْرِفُونَ قَدْرَ الْعَالِمِ.
من هنا يعلم أنّ أيّ أخذ واستفادة من آثار العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى لا بدّ أن يكون مع التصريح باسمه والذكر الكامل للمصدر، حتّى لا يدخل الحقّ في خدمة المبطلين، ولا يصبح العلم درعًا في أيدي الجاهلين، ولا تساعد الحكمة على ازدهار سوق السفهاء، ولا يتحوّل الصّدق إلى وسيلة لترويج الكذب، وليتمكّن الذين يرغبون في معرفة المزيد من الرجوع إلى المصدر الأصليّ ومشاهدة المحتويات والملاحظات ذات الصلة، بعيدين عن إيحاءات الآخرين وتفسيراتهم، لعلّهم يهتدون.
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني
قسم الإجابة على الأسئلة