الأحد ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢١ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
سؤال وجواب
 

ما حكم التأمين في الإسلام؟ مع الأخذ في الإعتبار أنّ العديد من الدول الإسلاميّة قد جعلت التأمين لبعض الأشياء إلزاميًّا، مثل تأمين المركبات، وتأمين العمالة.

«التأمين» معاملة معيوبة ظهرت في إنجلترا في أوائل القرن السابع عشر، ثمّ مع مرور الوقت انتشرت في جميع أنحاء العالم، وأصابت البلاد الإسلاميّة أيضًا. في هذه المعاملة، يتعهّد المؤمّن مقابل الحصول على مال معيّن من المؤمّن له بتعويض خسارته المحتملة في حالة وقوع حادث محتمل خلال فترة زمنيّة معيّنة، وعلى هذا فإنّ العوض فيها معلوم، وهو ما يدفعه المؤمّن له، ولكنّ المعوّض فيها مجهول، وهو ما يدفعه المؤمّن؛ لأنّ الحادثة والخسارة الناشئة عنها غير معلومتين في المقدار، بل قد لا تحصلان في الفترة الزمنيّة المعيّنة أصلًا، كما هو الغالب، وهذا ما يجعل التأمين غررًا بالنسبة للمؤمّن له، وقد نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن الغرر[١]، ولا يجوز للمؤمّن الرّبح دون أن يدفع مقابله شيئًا؛ لأنّه أكل أموال الناس بالباطل، وقد قال اللّه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ[٢].

نعم، الإطمئنان الحاصل من التأمين شيء موجود ومعلوم للمؤمّن له، ولكنّه ليس بالمعوّض فيه كما لا يخفى، وإنّما هو ثمرة غير مقصودة منه، كالسرور بالمعاملة؛ بغضّ النظر عن حقيقة أنّه غير نافع للمؤمّن له، بل قد يضرّ به من حيث لا يشعر؛ لأنّه يغرّر به، فيبعثه على ترك الحذر والإحتياط، لعلمه أنّه لو تسبّب في خسارة أدّاها عنه المؤمّن، فتهون عليه الخسارة؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى[٣]، فيكون ممّا قال اللّه فيه: ﴿وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[٤].

بناء على هذا، فإنّ التأمين معاملة غير شرعيّة، بل يرى السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى أنّه من «الميسر»؛ لأنّه استفادة من الصدفة؛ فإن حدثت للمؤمّن له حادثة في الفترة الزمنيّة المعيّنة صدفةً، فقد استفاد المؤمّن له وخسر المؤمّن، وإن لم تحدث للمؤمّن له حادثة في الفترة الزمنيّة المعيّنة صدفةً، فقد استفاد المؤمّن وخسر المؤمّن له؛ فهما يتعاملان اعتمادًا على مجرّد الحظّ والإحتمال، وهذا هو «القمار» بعينه؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: إِنَّ لَهُمْ مُعَامَلَةً يُسَمُّونَهَا التَّأْمِينَ، وَفِيهَا يَلْتَزِمُ الْمُؤَمِّنُ جَبْرَ خَسَارَةٍ مُعَيَّنَةٍ إِذَا حَصَلَتْ لِلْمُسْتَأْمِنِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فِي مُقَابِلِ أَنْ يَدْفَعَ الْمُسْتَأْمِنُ مَالًا مُعَيَّنًا، قَالَ: هِيَ الْمَيْسِرُ بِعَيْنِهِ، قُلْتُ: لِمَاذَا؟! قَالَ: لِأَنَّهَا مُعَامَلَةٌ عَلَى الصُّدْفَةِ.[٥]

وأخبرنا بعض أصحابنا أيضًا، قال:

قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: إِنَّ مِمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْنَا مَعْرِفَتَكَ وَالدُّخُولَ عَلَيْكَ، لِتُعَلِّمَنَا مَعَالِمَ دِينِنَا، وَتُوقِفَنَا عَلَى حَلَالِنَا وَحَرَامِنَا، فَأَخْبِرْنِي عَنِ التَّأْمِينِ، فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ عِنْدَنَا يَسْتَصْوِبُونَهُ، وَيَقُولُونَ إِنَّهُ مِنَ الْعُقُودِ، قَالَ: كَلَّا، إِنَّهُ مِنَ الْمَيْسِرِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ مُعَاوَضَةٌ عَلَى الْإِحْتِمَالَاتِ؟![٦]

وأخبرنا بعض أصحابنا أيضًا، قال:

كُنْتُ عِنْدَ الْمَنْصُورِ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ التَّأْمِينِ، فَقَالَ: مَيْسِرٌ مَجْهُولٌ، فَحَزِنَ الرَّجُلُ حُزْنًا شَدِيدًا، فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: أَلَا لَوْ لَا أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُزَكِّيَكَ لَمَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ.[٧]

بناء على هذا، فلا يجوز التأمين في الإسلام، وكلّ مال يؤكل فيه فهو سحت، كما يؤكل في القمار، ومن أمّن أو أُمّن له بعد أن جاءه العلم فهو آثم، إلّا أن يكون مضطرًّا إلى شيء يُكره السلطان الجائر على تأمينه؛ فإنّه لا إثم على المضطرّ والمكرَه إذا كان من المؤمنين؛ لقول اللّه تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[٨]، وقوله: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ[٩]، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا[١٠].

↑[١] . انظر: مسند أبي حنيفة (رواية الحصكفي)، الحديث ٩؛ موطأ مالك (رواية يحيى)، ج٢، ص٦٦٤؛ الخراج لأبي يوسف، ص١٠٠؛ جماع العلم للشافعي، ص٥٨؛ مصنف عبد الرزاق، ج٨، ص١٠٨؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٤، ص٣١٢؛ مسند أحمد، ج٤، ص٤٨٠؛ مسند الدارمي، ج٣، ص١٦٦٣؛ سنن ابن ماجه، ج٢، ص٧٣٩؛ سنن أبي داود، ج٣، ص٢٥٤؛ سنن الترمذي، ج٣، ص٥٢٤؛ مسند البزار، ج١٢، ص٢٠؛ الخلافيات للبيهقي، ج٧، ص٥٥٧.
↑[٢] . النّساء/ ٢٩
↑[٣] . العلق/ ٦-٧
↑[٤] . البقرة/ ٢١٦
↑[٥] . القول ٧٩، الفقرة ١
↑[٦] . القول ٧٩، الفقرة ٢
↑[٧] . القول ٧٩، الفقرة ٣
↑[٨] . البقرة/ ١٧٣
↑[٩] . النّحل/ ١٠٦
↑[١٠] . الطّلاق/ ٢-٣
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الإجابة على الأسئلة
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
كتابة السؤال
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة سؤالك حول آراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرساله إلينا لتتمّ الإجابة عليه في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للسؤال.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت الإجابة على سؤالك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الأسئلة والأجوبة ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة سؤالك.
٢ . تجنّب تسجيل وإرسال سؤال جديد قبل تلقّي الجواب على سؤالك السابق.
٣ . تجنّب تسجيل وإرسال أكثر من سؤال واحد في كلّ مرّة.
٤ . أولويّتنا هي الإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالإمام المهديّ عليه السلام والتمهيد لظهوره؛ لأنّه الآن أكثر أهمّيّة من أيّ شيء.