الخميس ١٨ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ١١ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
سؤال وجواب
 

هل قضيّة الإسراء والمعراج حقّ؟ وهل كانت في اليقظة أو كانت في المنام فقطّ؟

إنّ إسراء النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومعراجه من ضروريّات الإسلام، وذلك لأنّ اللّه تعالى قد أخبر عنهما في كتابه صراحة، إذ قال في الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[١]، وقال في المعراج بعد ذكر رؤية النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لملك الوحي: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۝ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۝ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۝ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۝ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۝ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى[٢]؛ فلا مجال للشكّ في أصل وقوعهما، وقد كانا من معجزات النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ لأنّهما ثبتا لقومه بالدلائل الواضحة؛ كما جاء في سيرة ابن هشام أنّه لمّا حدّث الناس بذلك قال المشركون: «مَا آيَةُ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَإِنَّا لَمْ نَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ»، فقال: «آيَةُ ذَلِكَ أَنِّي مَرَرْتُ بِعِيرِ بَنِي فُلَانٍ بِوَادِي كَذَا وَكَذَا، فَأَنْفَرَهُمْ حِسُّ الدَّابَّةِ، فَنَدَّ لَهُمْ بَعِيرٌ، فَدَلَلْتُهُمْ عَلَيْهِ، وَأَنَا مُوَجَّهٌ إلَى الشَّامِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إذَا كُنْتُ بِضَجَنَانَ مَرَرْتُ بِعِيرِ بَنِي فُلَانٍ، فَوَجَدْتُ الْقَوْمَ نِيَامًا، وَلَهُمْ إنَاءٌ فِيهِ مَاءٌ قَدْ غَطَّوْا عَلَيْهِ بِشَيْءِ، فَكَشَفْتُ غِطَاءَهُ وَشَرِبْتُ مَا فِيهِ، ثُمَّ غَطَّيْتُ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ عِيرَهُمْ الْآنَ يَصُوبُ مِنْ الْبَيْضَاءِ، ثَنِيَّةِ التَّنْعِيمِ، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ، عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ، إحْدَاهُمَا سَوْدَاءُ، وَالْأُخْرَى بَرْقَاءُ»، فابتدر القوم الثنيّة فلم يلقهم أوّل من الجمل كما وصف لهم، وسألوهم عن الإناء، فأخبروهم أنّهم وضعوه مملوءًا ماء ثمّ غطّوه، وأنّهم هبّوا فوجدوه مغطّى كما غطّوه، ولم يجدوا فيه ماء، وسألوا الآخرين وهم بمكّة، فقالوا: «صَدَقَ وَاللَّهِ، لَقَدْ أُنْفِرْنَا فِي الْوَادِي الَّذِي ذَكَرَ، وَنَدَّ لَنَا بَعِيرٌ، فَسَمِعْنَا صَوْتَ رَجُلٍ يَدْعُونَا إِلَيْهِ، حَتَّى أَخَذْنَاهُ»[٣]، وفي رواية أخرى أنّ المشركين قالوا: «وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟» وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ، فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ، حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ، فَنَعَتُّهُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ»، فقال القوم: «أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ»[٤].

مع هذا، فقد زعم بعض الناس أنّ ذلك كان رؤيا رآها النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في النوم، ولعلّ أوّل من زعم ذلك معاوية؛ فقد روي أنّه كان إذا سئل عن مسرى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «كَانَتْ رُؤْيَا مِنَ اللَّهِ صَادِقَةً»[٥]، ولكنّه زعم مخالف للقرآن والسنّة؛ لأنّ في القرآن أنّ اللّه تعالى ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ، وهذا كالصريح في إسرائه حقيقةً في اليقظة، ولولا ذلك لم يكن فيه فضل، بل لم يكن جديرًا بالذكر؛ لأنّ النائم قد يرى في النوم أنّه يسري أبعد من المسجد الأقصى في لحظة واحدة، وليس ذلك بشيء لوقوعه لجميع الناس كأمر عاديّ، وفي القرآن أيضًا أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم رأى صاحب الوحي ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وهذا كالصريح في أنّه بلغ ذلك الموضع حقيقةً في اليقظة، ولو كان المراد أنّه بلغه في المنام لكان في هذا إغراء بالجهل، وهو غير جائز على اللّه تعالى، وفي السنّة أيضًا أنّه وقع حقيقةً في اليقظة، ومن أجل ذلك كذّبه المشركون، ولو كان المراد أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم رأى ذلك في المنام لم يكن لتكذيبه وجه، وهذا واضح جدًّا، وبه قال ابن عبّاس، حيث قال: «هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، وَلَيْسَتْ بِرُؤْيَا مَنَامٍ»[٦]، ووافقه عليه أكثر الصحابة والتابعين وأهل العلم.

نعم، يحتمل أن يكون ذلك قد وقع في اليقظة، ولكن بروحه، دون جسده؛ بمعنى أنّ روحه قد فارقت جسده، فذهبت إلى المسجد الأقصى، ثمّ عرجت في السماء، فشاهدت تلك الآيات، ثمّ رجعت إلى جسده في ليلة واحدة أو في ليلتين، وإنّما يحتمل ذلك لأنّه ليس من قبيل الرؤيا التي قد يراها كلّ أحد وليس فيها حجّة ولا فضل، ولكنّه من قبيل الموت الذي يُكشف فيه الغطاء وتظهر فيه الملائكة وتتراءى فيه الجنّة والنار بغير شكّ ولا مرية، وقد يقرّب هذا ما جاء في الحديث من أنّه مرّ على عير، فرآهم ولم يروه؛ إذ لو كان جسدًا لرأوه كما رآهم، وبهذا قالت عائشة، حيث قالت: «مَا فُقِدَ جَسَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَسْرَى بِرُوحِهِ»[٧]، وقالت طائفة: كان الإسراء إلى المسجد الأقصى بالجسد، وإلى السماء بالروح، واحتجّوا بقول اللّه تعالى: ﴿سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى؛ إذ لو كان إلى السماء لذكرها ليكون أبلغ للمدح، ولم يقتصر على المسجد الأقصى، وهذا وجيه إذا كان الإسراء إلى السماء قد وقع في تلك الليلة، ولكنّه غير ثابت، وقد يظهر من بعض الروايات أنّه وقع في ليلة أخرى، ومن أجل ذلك لم يذكره في هذه الآية، وقد ذكره في آية أخرى، حيث قال: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۝ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۝ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۝ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۝ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۝ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى، وليست دلالة هذه الآيات دون دلالة الآية الأخرى، ولذلك لا وجه للتفصيل بين الإسراء والمعراج في كونهما بالروح أو بالجسد، والأظهر أنّهما كانا بالجسد لتبادر ذلك من الآيات وعدم دليل قطعيّ للعدول عن ذلك، وإن كان وقوعهما بالروح -على سبيل الموت دون المنام- محتملًا أيضًا، وممّا يؤيّد وقوعهما بالجسد ما وقع لإلياس عليه السلام؛ فقد أرسل اللّه له مركبة من نار تجرّها خيل من نار، فرفعه فيها إلى السماء، حسبما جاء في التوراة[٨]، فكان معراجه بالجسد، مع أنّه لم يرجع، والنبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أولى بذلك لفضله ورجوعه، واللّه أعلم.

↑[١] . الإسراء/ ١
↑[٢] . النّجم/ ١٣-١٨
↑[٣] . سيرة ابن هشام، ج١، ص٤٠٢
↑[٤] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٣١٢؛ مسند أحمد، ج٥، ص٢٩؛ أخبار مكة للفاكهي، ج٣، ص٢٦٧؛ مسند الحارث، ج١، ص١٦٥؛ مسند البزار، ج١١، ص٤٤٣؛ السنن الكبرى للنسائي، ج١٠، ص١٤٧
↑[٥] . سيرة ابن هشام، ج١، ص٤٠٠؛ تفسير الطبري، ج١٧، ص٣٤٩
↑[٦] . تفسير عبد الرزاق، ج٢، ص٣٠٢؛ مسند أحمد، ج٣، ص٣٩٦؛ صحيح البخاري، ج٥، ص٥٤؛ سنن الترمذي، ج٥، ص٢٠٤؛ السنة لابن أبي عاصم، ج١، ص٢٠١؛ السنن الكبرى للنسائي، ج١٠، ص١٥٢؛ تهذيب الآثار مسند ابن عباس للطبري، ج١، ص٤٥٦
↑[٧] . سيرة ابن اسحاق، ص٢٩٥؛ سيرة ابن هشام، ج١، ص٣٩٩؛ تهذيب الآثار مسند ابن عباس للطبري، ج١، ص٤٤٧
↑[٨] . انظر: الأصحاح الثاني من السفر الثاني من الملوك.
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الإجابة على الأسئلة
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
كتابة السؤال
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة سؤالك حول آراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرساله إلينا لتتمّ الإجابة عليه في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للسؤال.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت الإجابة على سؤالك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الأسئلة والأجوبة ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة سؤالك.
٢ . تجنّب تسجيل وإرسال سؤال جديد قبل تلقّي الجواب على سؤالك السابق.
٣ . تجنّب تسجيل وإرسال أكثر من سؤال واحد في كلّ مرّة.
٤ . أولويّتنا هي الإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالإمام المهديّ عليه السلام والتمهيد لظهوره؛ لأنّه الآن أكثر أهمّيّة من أيّ شيء.