كاتب السؤال: هادي هنرجو تاريخ السؤال: ١٤٣٦/١١/١٧

ما رأي السيّد المنصور في التوسّل؟ هل يجوز التوسّل بالأموات؟ هل يجوز التوسّل بالإمام المهديّ -جعلنا اللّه فداه- بناء على القول بحياته؟ ما هو التوسّل الصحيح الذي يأمر به هذا العالم الكبير؟

الاجابة على السؤال: ١٢ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٦/١١/١٨

«التوسّل» بالمعنى الأعمّ هو اتّخاذ وسيلة لنيل ما عند اللّه من الفضل والمغفرة، ولا شكّ أنّه جائز في الجملة؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ[١]، وقوله تعالى: ﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ[٢]، و«التوسّل» بالمعنى الأخصّ هو «التشفّع»، وحكمه كما يلي:

١ . لا يجوز التشفّع بالأشياء، وكلّ شيء يُتشفّع به من حجر أو شجر أو غيرهما فهو من الأصنام؛ لقول اللّه تعالى: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ[٣]، وقوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[٤].

٢ . يجوز التشفّع بالنبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين في حال حياتهم، بأن يأتيهم المرؤ، فيسألهم الإستغفار له؛ كما فعل إخوة يوسف عليه السلام، إذ جاؤوا أباهم، فـ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ۝ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[٥]، وإنّما جاز التشفّع بهم دون الأشياء لأنّهم أقرب إلى اللّه في الواقع ويستطيعون الشفاعة بخلاف الأشياء، ولا يشفعون إلّا لمن أذن اللّه بأن يُشفع له، وهو من لم يشرك باللّه شيئًا؛ كما قال تعالى: ﴿مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ[٦]، وقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ[٧]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى[٨]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[٩]، بل يرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّ التشفّع بخليفة اللّه في الأرض واجب مع الإستطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ[١٠]، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا[١١].

٣ . يجوز التشفّع بالنبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين عند قبورهم؛ لأنّهم ﴿أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[١٢]، ويرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّهم يسمعون أصوات الزائرين، وممّا يدلّ على هذا قول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «مَنْ زَارَ قَبْرِي بَعْدَ وَفَاتِي كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي»[١٣]، وقوله: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ»[١٤]، وقوله في عيسى بن مريم عليه السلام: «لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَأُجِيبَنَّهُ»[١٥]، يعني بعد نزوله في آخر الزمان، وقوله: «الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ»[١٦]، وقوله: «مَرَرْتُ بِمُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ»[١٧]، وقوله لأهل القبور: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ»[١٨]، وقوله لأصحابه لمّا قالوا له: «كَيْفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لَا أَرْوَاحَ فِيهَا؟!» فقال: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا»[١٩]، وما روي عن أبي بكر الحضرميّ، قال: «قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَأْتِي قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ يَسْمَعُكَ مِنْ قَرِيبٍ»[٢٠]، وما روي عن عامر بن عبد اللّه، قال: «قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي زِدْتُ جَمَّالِي دِينَارَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ عَلَى أَنْ يَمُرَّ بِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، مَا أَيْسَرَ هَذَا، تَأْتِي قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ، أَمَا إِنَّهُ يَسْمَعُكَ مِنْ قَرِيبٍ»[٢١]، وما روي عن ابن عمر أنّه كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فقال: «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ»[٢٢]، وما روي عن داود بن أبي صالح، قال: «أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا، فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ؟! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: نَعَمْ، جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: <لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ، وَلَكِنِ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ>»[٢٣]، وما روي عن سعد بن أبي وقّاص «أَنَّهُ كَانَ يَرْجِعُ مِنْ ضَيْعَتِهِ، فَيَمُرُّ بِقُبُورِ الشُّهَدَاءِ، فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّا بِكُمْ لَلَاحِقُونَ، ثُمَّ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا تُسَلِّمُونَ عَلَى الشُّهَدَاءِ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْكُمْ؟»[٢٤]، وما روي عن زيد بن أسلم، قال: «مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ وَصَاحِبٌ لَهُ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَلِّمْ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أُسَلِّمُ عَلَى قَبْرٍ؟! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ كَانَ رَآكَ فِي الدُّنْيَا يَوْمًا قَطُّ إِنَّهُ لَيَعْرِفُكَ الْآنَ»[٢٥]، وليس ذلك مخالفًا لقول اللّه تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى[٢٦]؛ لأنّه أراد بالموتى أهل الكفر، وأراد بالإسماع الهداية، كما يظهر من قوله تعالى: ﴿إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ[٢٧].

٤ . لا يجوز دعاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين بالغيب كأنّهم شهود، وإن كان للتشفّع بهم إلى اللّه؛ لأنّهم لا يعلمون الغيب، ويرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّ ذلك من الغلوّ؛ كما أخبرنا بعض أصحابه، قال:

كَانَ الْمَنْصُورُ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: «يَا عَلِيُّ»، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدَ قَبْرِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّهُ غُلُوٌّ.

بل يراه شركًا؛ كما أخبرنا بعض أصحابه، قال:

كُنْتُ عِنْدَ الْمَنْصُورِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الشِّيعَةِ، وَسَأَلُوهُ عَنْ قَوْلِهِمْ عِنْدَ الْحَاجَةِ: يَا مُحَمَّدُ، يَا عَلِيُّ، فَقَالَ لَهُمْ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ يَقُولَانِ عِنْدَ الْحَاجَةِ: يَا اللَّهُ، فَإِنْ تَقُولُوا كَمَا كَانَا يَقُولَانِ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، فَقَالُوا: الْآنَ تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّكَ وَهَّابِيٌّ! فَغَضِبَ الْمَنْصُورُ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أَمَا لَئِنْ قُلْتُمْ ذَلِكَ لَقَدْ جَاءَ مِنَ اللَّهِ بُرْهَانٌ أَنَّهُ مَنْ دَعَا غَيْرَهُ بِالْغَيْبِ فَقَدْ أَشْرَكَ! ﴿فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ[٢٨]! ثُمَّ قَالَ: اغْرُبُوا عَنِّي -أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ- قَبْلَ أَنْ أَلْعَنَكُمْ لَعْنًا يُمْلِئُ قُبُورَكُمْ نَارًا! فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ مُسْرِعِينَ!

نعم، يجوز للرجل أن يقول بالغيب: «اللّهم إنّي أتوسّل إليك بنبيّك، أو بوليّك، في قضاء حاجتي، فشفّعه فيّ»؛ لأنّه من دعاء اللّه، ولكن لا يقول: «يا نبيّ، أو يا وليّ، اقض حاجتي، أو اشفع لي عند اللّه أن يقضي حاجتي»، إذا لم يكن عنده، ولا عند قبره؛ لأنّه دعاء من لا يسمع ولا يستجيب إلى يوم القيامة، وهو ضلال بعيد؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ[٢٩]، وقال إبراهيم عليه السلام لعبدة الأصنام: ﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ[٣٠]، فذمّهم على دعاء من لا يسمع، وهو شامل لدعاء نبيّ أو وليّ في غيبته؛ لأنّه لا يسمع فيها، وأمّا ما روي عن عثمان بن حنيف أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمر رجلًا أعمى أن يدعو بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ»[٣١]، فلا ينافي ذلك؛ لأنّ الظاهر أنّه أمره بالدعاء عنده قبل أن يغيب، فدعا وهو يسمع؛ كما جاء في رواية: «فَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ، فَقَامَ وَقَدْ أَبْصَرَ»[٣٢]، وكذلك ما روي عن عثمان بن حنيف أنّه قال لرجل بعد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يختلف إلى عثمان بن عفّان، فلا يقضي حاجته: «ائْتِ الْمِيضَأَةَ، فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ، فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي، فَيَقْضِي لِي حَاجَتِي، وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ»[٣٣]؛ لأنّ المراد بالمسجد فيه مسجد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وهو كان عند قبره، ولم يكن يومئذ كبيرًا، فكان لمن دخله أن يدعو النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ كما كانوا يتنحنحون فيه أحيانًا ليخرج إليهم النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[٣٤]، ولم يصحّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا أحد من أهل بيته أو أصحابه دعاء غائب، بمعنى سؤاله، وليس في أمثال قولهم: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» في تسليم الصلاة سؤال، وإن كان قد روي أنّهم كانوا يقولونه وهو بين ظهرانيهم، فلمّا مات قالوا: «السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ»[٣٥].

٥ . لا يجوز دعاء الإمام المهديّ عليه السلام في غيبته وإن كان حيًّا؛ لأنّه من دعاء الغائب، وقد سبق تحريمه، وبذلك يظهر لك قبح ما شاع بين الشيعة من الجلوس في المساجد والبيوت، ونداء الإمام المهديّ عليه السلام، وسؤاله الحوائج من بعيد، وقد فرض اللّه عليهم أن يأتوه رجالًا وعلى كلّ ضامر ليستغفر لهم، ويعلّمهم الدّين، ويصلح أمورهم، وإن كان قد خفي عليهم مكانه فذلك بما قدّمت أيديهم، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[٣٦]، ويرى السيّد المنصور أيّده اللّه تعالى أنّهم يستطيعون الوصول إليه إذا تركوا موالاة الظالمين منقطعين إليه، ومهّدوا له كما مهّد أهل المدينة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. فينبغي لهم أن يفعلوا ذلك بدلًا من هذه الأفعال الغبيّة التي لا طائل منها ولا أصل لها في الشرع.

↑[١] . المائدة/ ٣٥
↑[٢] . الإسراء/ ٥٧
↑[٣] . الزّمر/ ٤٣
↑[٤] . يونس/ ١٨
↑[٥] . يوسف/ ٩٧-٩٨
↑[٦] . يونس/ ٣
↑[٧] . البقرة/ ٢٥٥
↑[٨] . الأنبياء/ ٢٨
↑[٩] . الزّخرف/ ٨٦
↑[١٠] . المنافقون/ ٥
↑[١١] . النّساء/ ٦٤
↑[١٢] . آل عمران/ ١٦٩
↑[١٣] . فضائل مكة للحسن البصري، ص٣٧؛ أخبار مكة للفاكهي، ج١، ص٤٣٦، ج٣، ص١٦٠؛ فضائل المدينة للجندي، ص٣٩؛ المعجم الكبير للطبراني، ج١٢، ص٤٠٦؛ كامل الزيارات لابن قولويه، ص٤٥؛ سنن الدارقطني، ج٣، ص٣٣٣؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج٥، ص٤٠٣
↑[١٤] . مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري، ص٤٦٠؛ حديث أبي بكر بن خلاد النصيبي، ص٥٤؛ الفصول المختارة للمفيد، ص١٣٠؛ حياة الأنبياء في قبورهم للبيهقي، ص١٠٣؛ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج٤، ص٤٦٨
↑[١٥] . أشراط الساعة وذهاب الأخيار وبقاء الأشرار لعبد الملك بن حبيب، ج٤، ص١٦١؛ مسند أبي يعلى، ج١١، ص٤٦٢؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٧، ص٤٩٣
↑[١٦] . مسند البزار، ج١٣، ص٦٢؛ مسند أبي يعلى، ج٦، ص١٤٧؛ الكامل لابن عدي، ج٣، ص١٧٣؛ فوائد تمام، ج١، ص٣٣؛ أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني، ج٢، ص٤٤؛ حياة الأنبياء في قبورهم للبيهقي، ص٦٩
↑[١٧] . سيرة ابن إسحاق، ص٢٩٧؛ من حديث سفيان الثوري، ص١٣٦؛ مصنف عبد الرزاق، ج٣، ص٥٧٧؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٧، ص٣٣٥؛ مسند أحمد، ج١٩، ص٢٤٣؛ صحيح مسلم، ج٧، ص١٠٢؛ مسند البزار، ج١٣، ص٦٢؛ سنن النسائي، ج٣، ص٢١٥؛ مسند أبي يعلى، ج٦، ص٧١؛ التوحيد لابن خزيمة، ج٢، ص٨٨٢؛ مستخرج أبي عوانة، ج١٨، ص٣٤٥؛ صحيح ابن حبان، ج٤، ص٢٠
↑[١٨] . موطأ مالك (رواية يحيى)، ج١، ص٢٨؛ حديث علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر، ص٤٥٦؛ مسند أبي داود الطيالسي، ج٣، ص٤٨؛ الطهور لأبي عبيد، ص١٢١؛ الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٢، ص٢٠٣؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٣، ص٢٧؛ مسند إسحاق بن راهويه، ج٣، ص١٠١٣؛ مسند أحمد، ج١٤، ص٤٦٣؛ صحيح مسلم، ج١، ص١٥٠؛ تاريخ المدينة لابن شبة، ج١، ص٩٠؛ سنن ابن ماجه، ج١، ص٤٩٣؛ سنن أبي داود، ج٣، ص٢١٩؛ السنة لعبد اللّه بن أحمد، ج١، ص٣٠٩؛ مسند البزار، ج١٥، ص٧٩؛ سنن النسائي، ج٤، ص٩٤؛ مسند أبي يعلى، ج٨، ص٦٩
↑[١٩] . حديث علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر، ص١٧٠؛ سيرة ابن هشام، ج٢، ص٢٠٤؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٧، ص٣٦٢؛ مسند أحمد، ج١٩، ص٤٥٦؛ من عوالي مسند عبد بن حميد، ص١٥؛ صحيح البخاري، ج٥، ص٧٦؛ صحيح مسلم، ج٨، ص١٦٣؛ السنة لابن أبي عاصم، ج٢، ص٤٢٥؛ مسند البزار، ج١٣، ص١٥٠؛ سنن النسائي، ج٤، ص١٠٨؛ مسند أبي يعلى، ج١، ص١٢٩؛ مسند الروياني، ج٢، ص١٥٦؛ تاريخ الطبري، ج٢، ص٤٥٧
↑[٢٠] . كامل الزيارات لابن قولويه، ص٤٣
↑[٢١] . كامل الزيارات لابن قولويه، ص٤٣
↑[٢٢] . مصنف عبد الرزاق، ج٣، ص٥٧٦؛ الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٤، ص١٤٦؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٣، ص٢٨؛ فضل الصلاة على النبي لإسماعيل القاضي، ص٨٤؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج٥، ص٤٠٢
↑[٢٣] . مسند أحمد، ج٣٨، ص٥٥٨؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٤، ص٥٦٠؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٥٧، ص٢٤٩
↑[٢٤] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٣، ص٢٧؛ تهذيب الآثار (مسند عمر) للطبري، ج٢، ص٥١٥؛ المؤتلف والمختلف للدارقطني، ج٤، ص١٨٩٣؛ الإستذكار لابن عبد البر، ج١، ص١٨٥
↑[٢٥] . مصنف عبد الرزاق، ج٣، ص٥٧٦
↑[٢٦] . النّمل/ ٨٠
↑[٢٧] . النّمل/ ٨١
↑[٢٨] . المرسلات/ ٣٩
↑[٢٩] . الأحقاف/ ٥
↑[٣٠] . الشّعراء/ ٧٢
↑[٣١] . مسند أحمد، ج٢٨، ص٤٧٨؛ المنتخب من مسند عبد بن حميد، ص١٤٧؛ سنن ابن ماجه، ج١، ص٤٤١؛ سنن الترمذي، ج٥، ص٥٦٩؛ عمل اليوم والليلة للنسائي، ص٤١٧؛ صحيح ابن خزيمة، ج٢، ص٢٢٥؛ معجم الصحابة لابن قانع، ج٢، ص٢٥٧؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج١، ص٤٥٨؛ معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني، ج٤، ص١٩٥٨؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص١٦٦
↑[٣٢] . معجم الصحابة لابن قانع، ج٢، ص٢٥٧؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج١، ص٧٠٧؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص١٦٦
↑[٣٣] . مشيخة يعقوب بن سفيان الفسوي، ص٩٤؛ التعازي للمبرّد، ص٢٩٧؛ الدعاء للطبراني، ص٣٢٠؛ معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني، ج٤، ص١٩٥٩؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص١٦٧
↑[٣٤] . انظر: مسند أحمد، ج٣٥، ص٤٩٧؛ سنن أبي داود، ج٢، ص٦٩؛ تفسير الطبري، ج٢٣، ص٤٧٨؛ مستخرج أبي عوانة، ج٢، ص٣٣؛ شرح مشكل الآثار للطحاوي، ج٢، ص٧٣؛ أمالي المحاملي (رواية ابن يحيى البيع)، ص٤٠٠؛ المعجم الكبير للطبراني، ج٥، ص١٤٤.
↑[٣٥] . انظر: مصنف عبد الرزاق، ج٢، ص٢٠٤؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج١، ص٢٦٠؛ مسند أحمد، ج٧، ص٥٠؛ مسند أبي يعلى، ج٩، ص٢٣٦؛ حديث السراج، ج٢، ص١٧٧؛ مستخرج أبي عوانة، ج١، ص٥٤١؛ المسند للشاشي، ج٢، ص٣١٤؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج٢، ص١٩٨.
↑[٣٦] . آل عمران/ ١٨٢