ما حكم الصلاة في الطائرة وكيفيّتها؟
إنّما يجوز الصلاة في حالة السّير لمن يخاف ضررًا في نفسه أو ماله إلى آخر وقت الصلاة؛ لقول اللّه تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[١]، فإن صلّى سائرًا ثمّ ذهب عنه الخوف وهو في الوقت فعليه الإعادة؛ لقول اللّه تعالى: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾[٢]، وقوله تعالى: ﴿فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[٣]، والمصلّي في حالة السّير يؤدّي ما يستطيع من الصلاة متوجّهًا إلى القبلة وبشكل عاديّ، وما لا يستطيع منها فإلى أيّ جهة وبأيّ شكل يستطيع؛ لقول اللّه تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾[٤]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾[٥]، وينبغي أن يؤدّي تكبيرة الإحرام على الأقلّ متوجّهًا إلى القبلة؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:
«سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الطَّيَّارَةِ، فَقَالَ: اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَكَبِّرْ، ثُمَّ اسْتَقْبِلْ حَيْثُ تَسْتَقْبِلُ الطَّيَّارَةُ، وَلَا تُصَلِّ فِيهَا مَكْتُوبَةً إِلَّا وَأَنْتَ خَائِفٌ، قُلْتُ: أُصَلِّي فِيهَا جَالِسًا؟ قَالَ: تُصَلِّي قَائِمًا أَبَدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبِكَ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِالْإِيمَاءِ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِالنِّيَّةِ، وَهَذَا كَقَوْلِ الْحَدَّادِ لِفَتَاهُ: مُتْ وَأَنْتَ نَافِخٌ![٦]»