ما حكم تقبيل أيدي الحكّام أو العلماء أو الوالدين؟ ما حكم تقبيل يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأئمّة أهل البيت عليهم السلام ولا سيّما الإمام المهديّ عليه السلام؟

ما حكم تقبيل أيدي الحكّام أو العلماء أو الوالدين؟ ما حكم تقبيل يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأئمّة أهل البيت عليهم السلام ولا سيّما الإمام المهديّ عليه السلام؟
تقبيل اليد خضوع ولا ينبغي الخضوع للبشر، وإلى هذا أشار عليّ بن موسى الرضا عليه السلام فيما روي عنه إذ قال: «لَا يُقَبِّلُ الرَّجُلُ يَدَ الرَّجُلِ، فَإِنَّ قُبْلَةَ يَدِهِ كَالصَّلَاةِ لَهُ»[١]، إلا أن يكون خليفة اللّه في الأرض؛ لأنّ الخضوع له يرجع إلى الخضوع للّه وعليه، لا ينبغي تقبيل يد أحد غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وغير الإمام من أهل بيته؛ كما روى عليّ بن مزيد صاحب السابريّ قال: «دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ فَتَنَاوَلْتُ يَدَهُ فَقَبَّلْتُهَا، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهَا لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِنَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ»[٢]، وأخبرنا بعض أصحابنا، قال:
«أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يُقَبِّلَ يَدَ الْمَنْصُورِ فَأَبْعَدَ يَدَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُغِرَّنِي كَمَا تُغِرُّ هَؤُلَاءِ الدَّجَاجِلَةَ؟! لَا يُقَبِّلُ الرَّجُلُ يَدَ الرَّجُلِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِمَامًا مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ، قَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ إِلَّا لِأَعْلَمَ أَهُوَ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ أَمْ لَا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ».
نعم، لا بأس بتقبيل أيدي الوالدين المسلمين؛ لأنّ اللّه أمر بالخضوع لهما؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:
«سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ يَدَ وَالِدَيْهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾[٣]؟!»
وأمّا تقبيل أيدي الحكّام الظالمين والعلماء المتّبعين لهم فحرام دون أدنى شكّ؛ لأنه خضوع للظالمين؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:
«سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: مَنْ قَبَّلَ يَدَ ظَالِمٍ يُظْهِرُ بِذَلِكَ وَلَايَتَهُ فَكَأَنَّمَا قَبَّلَ اللَّاتَ وَالْعُزَّى».
وقد جاء في كتاب «العودة إلى الإسلام»[٤] أنّ جنابه امتنع عن تقبيل يد عالم متكبّر.