الآية ١٧
«لَا يَكُونُ النَّاسُ إِلَّا وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، وَهُمْ رِجَالٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ عَلَى النَّاسِ»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ إِنَّهُمْ قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ، قَالَ: لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ، إِنَّهُمْ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، إِنَّهُمُ الْمُقَرَّبُونَ، يَقِفُونَ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى بَيْنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَصْحَابِ الشِّمَالِ، فَيَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَيُنَادُونَهُمْ.
٢ . أَخْبَرَنَا ذَاكِرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْعَالِمَ عَنْ آيَاتِ الْأَعْرَافِ، فَقُلْتُ: ﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾، فَقَالَ: هُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ، قُلْتُ: ﴿وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾، فَقَالَ: إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالصِّدِّيقِينَ يُنَادُونَ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، قُلْتُ: ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾، قَالَ: هَذَا مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ، وَلَيْسَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، قُلْتُ: هَاهُنَا زَلَّ الْقَوْمُ! ثُمَّ قُلْتُ: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ﴾، قَالَ: إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالصِّدِّيقِينَ يُنَادُونَ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ أَنَّهُمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، فَيُوَبِّخُونَهُمْ، قُلْتُ: ﴿أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ﴾، قَالَ: هَذَا خِطَابٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ لِرِجَالٍ يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ أَنَّهُمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، فَيُشِيرُونَ فِيهِ إِلَى أَصْحَابِ الْجَنَّةِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ، فَيَقُولُونَ: ﴿أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ﴾، قُلْتُ: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾، قَالَ: هَذَا خِطَابٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ لِأَصْحَابِ الْجَنَّةِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ، قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقَدْ عَلَّمْتَ الْقُرْآنَ وَهَدَيْتَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
٣ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: لَا يَكُونُ النَّاسُ إِلَّا وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، قُلْتُ: وَمَنْ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ؟ قَالَ: رِجَالٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ عَلَى النَّاسِ، وَهُمْ يَقْسِمُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.