الحديث ١٧
إنّ اللّه يبعث الخليفة ويعصمه من أن يضلّ.
رَوَى الْبُخَارِيُّ [ت٢٥٦هـ] فِي «صَحِيحِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْبَغُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ، وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ، -وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا وَلَا خَلِيفَةً[٢]- إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ تَعَالَى».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ يَرْوِيهِ أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ النَّبِيَّ وَيَبْعَثُ الْخَلِيفَةَ وَيَعْصِمُهُمَا مِنْ أَنْ يَضِلَّا، فَهُمَا مَعْصُومَانِ مَبْعُوثَانِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، أَحَدُهُمَا لِتَبْلِيغِ أَحْكَامِهِ وَالْآخَرُ لِتَطْبِيقِهَا، وَإِنِّي لَأَتَعَجَّبُ مِنْ قَوْمٍ يَرْوُونَ مِثْلَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَلَا يَتَدَبَّرُونَهَا، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لُطْفًا مِنَ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُمْ لَوْ فَقِهُوهَا لَمْ يَرْوُوهَا، فَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ حِفْظًا لِلسُّنَنِ، وَقَدْ صَدَقَ رَسُولُهُ إِذْ قَالَ: «رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَلَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ»[٣]!
الشاهد ١
وَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [ت٢١٣هـ] فِي «سِيرَتِهِ»[٤]، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَتَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ بَيْحَرَةُ بْنُ فِرَاسٍ: وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي أَخَذْتُ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ، لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ! ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ نَحْنُ تَابَعْنَاكَ عَلَى أَمْرِكَ، ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَكَ، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: «الْأَمْرُ إِلَى اللَّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ»، فَقَالَ لَهُ: أَفَتُهْدَفُ نُحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَكَ، فَإِذَا أَظْهَرَكَ اللَّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا؟! لَا حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِكَ! فَأَبَوْا عَلَيْهِ.
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: انْظُرُوا إِلَى قَوْلِهِ: «الْأَمْرُ إِلَى اللَّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ»، أَلَيْسَ ذَلِكَ بِصَرِيحٍ فِي أَنَّ الْخِلَافَةَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ دُونِهِ أَنْ يَجْعَلَ خَلِيفَةً؟ بَلَى، وَلَكِنَّ الْقَوْمَ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا، وَقَوْلُ اللَّهِ أَكْبَرُ صَرَاحَةً إِذْ قَالَ: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾[٥]، وَقَالَ: ﴿وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ﴾[٦]، وَقَالَ: ﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا﴾[٧]، وَقَالَ: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾[٨]، وَلَكِنْ جَعَلَ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ، إِذْ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْلِهِ، لَيَقُولُونَ أَنَّ الْمُلْكَ بِيَدِ اللَّهِ، وَلَيْسَ لِلنَّاسِ فِيهِ اخْتِيَارٌ، ثُمَّ يُصَحِّحُونَ الْخِلَافَةَ بِاخْتِيَارٍ مِنَ النَّاسِ! كَمَثَلِ الَّذِينَ ﴿قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾[٩]، أَوْ ﴿قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾[١٠]! هَذَا ابْنُ جَرِيرٍ [ت٣١٠هـ] يَقُولُ فِي تَفْسِيرِهِ: «يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّ الْمُلْكَ لِلَّهِ وَبِيَدِهِ، دُونَ غَيْرِهِ، يُؤْتِي ذَلِكَ مَنْ يَشَاءُ، فَيَضَعُهُ عِنْدَهُ، وَيَخُصُّهُ بِهِ، وَيَمْنَحُهُ مَنْ أَحَبَّ مِنْ خَلْقِهِ، فَلَا تَتَخَيَّرُوا عَلَى اللَّهِ»[١١]، وَيَرْوِي عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ [ت١١٠هـ] أَنَّهُ قَالَ: «الْمُلْكُ بِيَدِ اللَّهِ، يَضَعُهُ حَيْثُ شَاءَ، لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَخْتَارُوا فِيهِ»[١٢]، وَيُرْوَى مِثْلُهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ [ت١١٠هـ][١٣]، وَغَيْرِهِ[١٤]، وَهُمْ مِنَ الَّذِينَ يُصَحِّحُونَ الْخِلَافَةَ بِاخْتِيَارِ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِ وَاحِدٍ[١٥]، فَيُنَاقِضُونَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَإِذَا شَعَرَ بِذَلِكَ أَحَدُهُمْ إِذَا لَهُ مَكْرٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ؛ كَالَّذِي قَالَ مُتَأَوِّلًا: «الْمُلْكُ النُّبُوَّةُ»[١٦]، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ الْمُلْكَ غَيْرُ النُّبُوَّةِ، لِقَوْلِ اللَّهِ: ﴿قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا﴾[١٧]، وَقَوْلِهِ: ﴿جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا﴾[١٨]، وَلَكِنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُنَاقِضَ نَفْسَهُ، فَلَجَأَ إِلَى التَّأْوِيلِ لِيُخَادِعَهَا، وَمَا كَانَتْ مُخَادَعَتُهَا بِخَيْرٍ مِنْ مُنَاقَضَتِهَا، لَوْ كَانَ يَعْلَمُ!
الشاهد ٢
وَرَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ [ت١٥٣هـ] فِي «الْجَامِعِ»[١٩]، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: جَاءَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أُسْلِمُ يَا مُحَمَّدُ وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: فَيَكُونُ لِيَ الْوَبَرُ وَلَكَ الْمَدَرُ؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: فَمَا تُعْطِينِي؟ قَالَ: «أُعْطِيكَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ تُقَاتِلُ عَلَيْهَا، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ فَارِسٌ»، قَالَ: أَوَلَيْسَتْ أَعِنَّةُ الْخَيْلِ بِيَدِي؟! وَاللَّهِ لَأَمْلَأَنَّ عَلَيْكَ بَنِي عَامِرٍ خَيْلًا وَرِجَالًا! ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ أَهْلِكْ عَامِرًا»، فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ حِينَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ: زَحْزِحْ قَدَمَيْكَ لَا أُنْفِذَ الرُّمْحَ حُضْنَيْكَ، فَوَاللَّهِ لَوْ سَأَلْتَنَا سَيَابَةً مَا أُعْطِيتَهَا، يَعْنِي بِالسَّيَابَةِ بُسْرَةً خَضْرَاءَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا.
الشاهد ٣
وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ [ت٤٣٠هـ] فِي «دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ»[٢٠]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْجَابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ، عَنْ أَشْيَاخِ قَوْمِهِ، أَنَّهُمْ حَدَّثُوهُ قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ يَنْصُرُهُ أَهْلُ مَدَرٍ وَنَخْلٍ، فَأَتَى كِنْدَةَ، فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي أَنَّهُ يَنْصُرُنِي أَهْلُ مَدَرٍ وَنَخْلٍ، فَأَنْتُمْ أَهْلُ مَدَرٍ وَنَخْلٍ، فَهَلْ لَكُمْ فِي ذَلِكَ؟» قَالُوا: نَعَمْ، إِنْ جَعَلْتَ لَنَا الْوِلَايَةَ بَعْدَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَسْتُ فَاعِلَهُ»، وَأَدْبَرُوا عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «وُجُوهُ مُلُوكٍ، وَأَعْقَابُ غَدَرَةٍ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَّخِذَ خَلِيفَةً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَكَيْفَ يَكُونُ لِغَيْرِهِ؟! ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[٢١]، وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يُوَلِّي أَحَدًا طَلَبَ وِلَايَةً.
الشاهد ٤
كَمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ [ت٢٥٦هـ] فِي «صَحِيحِهِ»[٢٢]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ؛ وَرَوَى مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ [ت٢٦١هـ] فِي «صَحِيحِهِ»[٢٣]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَمِّي، فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلَّاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ الْآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا وَاللَّهِ لَا نُوَلِّي عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ، وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا مِنْ أَصَحِّ الْأَحَادِيثِ عِنْدَهُمْ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ صِحَّةِ خِلَافَةِ مَنْ تَغَلَّبَ أَوْ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ مِمَّنْ لَمْ يَأْمُرِ اللَّهُ بِبَيْعَتِهِ؛ لِأَنَّهُ سَأَلَهَا وَحَرَصَ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ صِحَّةِ خِلَافَةِ مَنْ حَضَرَ السَّقِيفَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ لِأَنَّهُمْ حَضَرُوهَا طَالِبِينَ لِلْإِمَارَةِ، وَلَوْ كَانَ النَّبِيُّ حَيًّا لَمَنَعَهُمْ مِنْهَا جَمِيعًا، لِقَوْلِهِ: «إِنَّا وَاللَّهِ لَا نُوَلِّي عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ، وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ»، وَهَذَا بَعْضُ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لِتُحَاجُّوهُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّهِمْ، فَخُذُوهُ، وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْغَافِلِينَ.