الخميس ١ ذي القعدة ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٩ مايو/ ايّار ٢٠٢٤ م
تمّت رؤية هلال ذي القعدة. توضيح
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
درس
 
دروس من جنابه في سؤال العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره، وطلب العلم عنده بالدّين
ما صحّ عن النّبيّ في ذلك

الحديث ٣٦

«حُسْنُ مُرَاجَعَةِ الْإِمَامِ إِذَا تَشَابَهَ قَوْلُهُ حَتَّى يُبَيِّنَهُ»

رَوَى الْبُخَارِيُّ [ت٢٥٦هـ] فِي «صَحِيحِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حُوسِبَ -يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ- عُذِّبَ»، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَوَ لَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا[٢]؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ فَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ نَافِعٌ، وَأَيُّوبُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَصَالِحُ بْنُ رُسْتَمَ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، وَالْحَرِيشُ بْنُ الْخِرِّيتِ، وَحَمَّادُ بْنُ يَحْيَى السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَكِّيُّ، وَحَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، وَرَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، بَلْ تَابَعَهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ مُرَاجَعَةِ الْإِمَامِ إِذَا تَشَابَهَ قَوْلُهُ حَتَّى يُبَيِّنَهُ، كَمَا بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ أَنَّ مُرَادَهُ بِمَنْ حُوسِبَ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ، وَذَلِكَ هُوَ الْمُرَادُ بِـ«سُوءِ الْحِسَابِ» وَ«الْحِسَابِ الشَّدِيدِ» فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ[٣]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ[٤]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا[٥]، وَلَمْ يَكُنْ كُلُّ مُرَاجَعَةِ عَائِشَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ؛ فَقَدْ كَانَتْ تُرَاجِعُهُ بِمَا يَكْرَهُهُ، وَذَلِكَ فِي غَيْرِ الْعِلْمِ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، وَهِيَ تَقُولُ: «وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي»، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: «يَا ابْنَةَ فُلَانَةَ! لَا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»[٦]، وَلِذَلِكَ كَانَ عُمَرُ يَنْهَى حَفْصَةَ أَنْ تُرَاجِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ![٧]

شاهد

وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ [ت٢٣٥هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[٨]، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ ابْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمَّتِي قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ -وَكَانَتْ تَحْتَ الْمِقْدَادِ-، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْكَ شَكَكْتُ فِيهِ، قَالَ: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الْأَمْرِ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ»، قَالَ: قَوْلُكَ فِي أَزْوَاجِكَ: «إِنِّي لَأَرْجُو لَهُنَّ مِنْ بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ»، قَالَ: «وَمَنْ تَعُدُّونَ الصِّدِّيقِينَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: أَوْلَادَنَا الَّذِينَ يَهْلِكُونَ صِغَارًا، فَقَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الصِّدِّيقِينَ هُمُ الْمُتَصَدِّقُونَ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: كَانَ عَلِيٌّ مِنَ الصِّدِّيقِينَ الَّذِينَ يَرْجُوهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِأَزْوَاجِهِ مِنْ بَعْدِهِ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ ذَكَرَ خُرُوجَ بَعْضِهِنَّ، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ لَهَا: «انْظُرِي يَا حُمَيْرَاءُ أَنْ لَا تَكُونِي أَنْتِ»، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: «إِنْ وَلِيتَ مِنْ أَمْرِهَا شَيْئًا فَارْفُقْ بِهَا»[٩]، فَوَلِيَ عَلِيٌّ أَمْرَهَا يَوْمَ الْجَمَلِ، فَرَفِقَ بِهَا، وَقَوْلُهُ: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الْأَمْرِ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ»، هُوَ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَبِيتَ شَاكًّا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى السُّؤَالِ[١٠].

↑[١] . صحيح البخاري، ج١، ص٣٢
↑[٢] . الإنشقاق/ ٨
↑[٣] . الرّعد/ ٢١
↑[٤] . الرّعد/ ١٨
↑[٥] . الطّلاق/ ٨
↑[٦] . فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج١، ص٧٥؛ مسند البزار، ج٨، ص٢٢٣؛ خصائص علي للنسائي، ص١٢٦؛ شرح مشكل الآثار للطحاوي، ج١٣، ص٣٣٣؛ معجم الصحابة لابن قانع، ج٣، ص١٤٤
↑[٧] . انظر: الأمالي في آثار الصحابة لعبد الرزاق، ص٦٠؛ الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٨، ص١٨٨ و١٩٠؛ مسند أحمد، ج١، ص٣٤٧؛ صحيح البخاري، ج٣، ص١٣٣، ج٧، ص٢٨؛ صحيح مسلم، ج٤، ص١٩٢؛ سنن الترمذي، ج٥، ص٤٢٠؛ مسند البزار، ج١، ص٣١٨؛ السنن الكبرى للنسائي، ج٨، ص٢٥٧؛ مستخرج أبي عوانة، ج١١، ص٥٩٨ و٦٠٢؛ صحيح ابن حبان، ج٧، ص٢٨٨؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج٧، ص٥٨.
↑[٨] . مسند ابن أبي شيبة، ج١، ص٣٣٣
↑[٩] . المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي، ص٢٢؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٣، ص١٢٩؛ مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه، ص١٦٢؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص٤١١؛ كتاب الأربعين في مناقب أمّهات المؤمنين لأبي منصور بن عساكر، ص٧١؛ المناقب للموفق الخوارزمي، ص١٧٦؛ البداية والنهاية لابن كثير، ج٩، ص١٨٩
↑[١٠] . بات الرّجل أي أدركه اللّيل.
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة دروس السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ
الكتاب: تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ النشر: غرة رجب ١٤٤٥ هـ
مكان النشر: طالقان؛ أفغانستان