الآية ٣٧
إنّ الأرض لا تخلو من إمام جعله اللّه فيها، وهو الخليفة والملك، وإن كان مستضعفًا لا سلطان له.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَنَا: مَا بَالُكُمْ تَقُولُونَ بِإِمَامَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ؟ وَمَا كَانُوا إِلَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ! قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَهَلْ يَجْعَلُ اللَّهُ أَئِمَّةً إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ؟! قَالَ: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾! قُلْتُ: مَا الْإِمَامَةُ؟ قَالَ: فَرْضُ الطَّاعَةِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا.
٢ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: إِنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِي الْإِمَامِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ لِكُلِّ ذِي عِلْمٍ إِمَامًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَنَّ الْإِمَامَ هُوَ الْمَلِكُ -يَعْنِي كُلُّ مَلِكٍ إِمَامٌ-، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقُولُ كَمَا يَقُولُونَ، ﴿إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا﴾[٢]، ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾[٣]، قُلْتُ: مَنِ الْإِمَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ؟ وَمَنِ الْمَلِكُ؟ قَالَ: الْإِمَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ إِمَامَانِ: إِمَامٌ جَعَلَهُ اللَّهُ جَعْلَ تَشْرِيعٍ، فَيَهْدِي بِأَمْرِهِ؛ كَمَا قَالَ: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾[٤]، وَإِمَامٌ جَعَلَهُ اللَّهُ جَعْلَ تَقْدِيرٍ، فَيَدْعُو إِلَى النَّارِ؛ كَمَا قَالَ: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾[٥]، وَالْمَلِكُ فِي قَوْلِ اللَّهِ مَلِكَانِ: مَلِكٌ بَعَثَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ تَشْرِيعًا وَإِنْ كَانُوا لَهُ كَارِهِينَ؛ كَمَا قَالَ: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[٦]، وَمَلِكٌ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ تَقْدِيرًا دُونَ تَشْرِيعٍ؛ كَمَا قَالَ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[٧]، ثُمَّ قَالَ الْمَنْصُورُ: فِي هَذَا هَلَكَ الْقَوْمُ، لَمْ يَفْرِقُوا بَيْنَ التَّشْرِيعِ وَالتَّقْدِيرِ!
٣ . أَخْبَرَنَا ذَاكِرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْمَنْصُورِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ كَلِمَاتٍ لِتَبَيُّنِهَا لِي، فَقَالَ: سَلْ، قَالَ: مَنِ النَّبِيُّ؟ قَالَ: مَنْ يُوحَى إِلَيْهِ شَيْءٌ لِيُبَلِّغَهُ، قَالَ: وَمَنِ الْمُحَدَّثُ؟ قَالَ: مَنْ يُوحَى إِلَيْهِ شَيْءٌ لَا لِيُبَلِّغَهُ، قَالَ: وَمَنِ الْعَالِمُ؟ قَالَ: مَنْ لَا يَخْرُصُ وَلَا يَتَّبِعُ الظَّنَّ، قَالَ: وَمَنِ الْإِمَامُ؟ قَالَ: مَنْ يُؤْخَذُ بِقَوْلِهِ وَلَا يُسْئَلُ لِمَ، قَالَ: وَمَنِ الْخَلِيفَةُ؟ قَالَ: مَنْ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا يَتَّبِعُ الْهَوَى، قَالَ: وَمَنِ الْمَلِكُ؟ قَالَ: مَنْ فَرَضَ اللَّهُ بَيْعَتَهُ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: فَمَا كَانَ مَنْ حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ؟ قَالَ: كَانَ لِصًّا قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ يُقَالَ لَهُ مَلِكٌ، كَمَا قَدَّرَ أَنْ يُقَالَ لِلْأَصْنَامِ آلِهَةٌ! فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلُ قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّ الْمَلِكَ مَنْ كَانَ لَهُ سُلْطَانٌ، وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ، قَالَ: وَهَلْ بَلَغَهُمْ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ كَانُوا ذَوِي سُلْطَانٍ؟! قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَلِمَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾، وَقَالَ: ﴿آتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾[٨]؟! قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: لِأَنَّ طَاعَتَهُمْ كَانَتْ مُفْتَرَضَةً، وَإِنْ كَانُوا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ، فَسَكَتَ هُنَيْهَةً، ثُمَّ قَالَ: كَمْ مِنْ مُسْتَضْعَفٍ ذِي طِمْرَيْنِ يَسِيرُ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ مَلِكٌ عَظِيمٌ، وَكَمْ مِنْ مُسْتَكْبِرٍ ذِي تَاجٍ يَسِيرُ فِي جُنُودِهِ وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ الْجُعَلِ!
٤ . أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ عُبَيْدٍ الْخُجَنْدِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّ الْخَلِيفَةَ هُوَ الْمَلِكُ، قَالَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ هُوَ الْمَلِكُ، وَلَكِنَّ الْمَلِكَ قَدْ يَكُونُ مُسْتَضْعَفًا، قُلْتُ: كَيْفَ يَكُونُ مَلِكٌ مُسْتَضْعَفًا؟! قَالَ: كَمَا كَانَ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِذْ قَالَ لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي﴾[٩]، فَجَعَلَهُ خَلِيفَةً يَمْلِكُ قَوْمَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ وَأَخَذَ بِرَأْسِهِ، ﴿قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾[١٠]، فَكَانَ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَلِكًا مُسْتَضْعَفًا، وَكَذَلِكَ كَانَ آلُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَآلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ، وَيَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَيَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.
٥ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنِ الْإِمَامِ، هَلْ يَكُونُ إِلَّا مَلِكًا؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: إِذًا لَيْسَ الْمُهْدِيُّ بِإِمَامٍ حَتَّى يَمْلِكَ! قَالَ: لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ، إِنَّ الْمُلْكَ مُلْكَانِ: مُلْكٌ ظَاهِرٌ وَمُلْكٌ غَيْرُ ظَاهِرٍ، كَمَا قَالَ: ﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ﴾[١١]، فَمَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا فَهُوَ مَلِكٌ، فَإِنِ انْقَادُوا لَهُ فَهُوَ مَلِكٌ ظَاهِرٌ، وَإِنِ اسْتَضْعَفُوهُ فَهُوَ مَلِكٌ غَيْرُ ظَاهِرٍ، قُلْتُ: وَمَا تُرِيدُ بِالظَّاهِرِ؟ قَالَ: الْمُطَاعَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ طَالُوتَ مَلِكًا وَقَوْمُهُ لَهُ كَارِهُونَ؟ ﴿قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[١٢]، فَكَانَ مَلِكًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُطَاعًا، ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[١٣]، وَقَالَ اللَّهُ: ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾[١٤]، وَلَمْ يَكُنْ لِأَكْثَرِهِمْ مُلْكٌ ظَاهِرٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَاتَ وَلَمْ يَمْلِكِ النَّاسَ، وَهَذَا إِسْحَاقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَاتَ وَلَمْ يَمْلِكِ النَّاسَ، وَهَذَا يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَاتَ وَلَمْ يَمْلِكِ النَّاسَ، وَهَؤُلَاءِ النَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِمْ مَاتُوا وَلَمْ يَمْلِكُوا النَّاسَ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَآتَاهُ ﴿الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ﴾[١٥]، وَكَانَ الْمُلْكُ الْعَظِيمُ طَاعَةً مُفْتَرَضَةً مِنَ اللَّهِ، وَهِيَ الْإِمَامَةُ، وَقَدْ يُؤْتِيهَا اللَّهُ الْمُسْتَضْعَفِينَ أَكْثَرَ مِمَّا يُؤْتِيهَا الْمُسَيْطِرِينَ، كَمَا قَالَ: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾، قُلْتُ: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ نَزَلَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّ اللَّهَ نَجَّاهُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وَجَعَلَهُمْ مُلُوكًا ظَاهِرِينَ! قَالَ: مَتَى جَعَلَهُمْ مُلُوكًا ظَاهِرِينَ؟! وَقَدْ كَانُوا يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ، وَيَتَمَنَّوْنَ الْبَقْلَ وَالْقِثَّاءَ! إِنَّمَا جَعَلَ مِنْهُمْ أَنْبِيَاءَ، وَبَعَثَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، وَمَا كَانَ لَهُمْ مُلْكٌ ظَاهِرٌ حَتَّى ﴿قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا﴾[١٦]، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ مُلْكًا ظَاهِرًا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ، ثُمَّ بَعَثَ عَلَيْهِمْ عِلْجًا، فَسَلَبَ مُلْكَهُمُ الظَّاهِرَ، وَجَعَلَهُمْ مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ، وَبَقِيَ فِيهِمُ الْمُلْكُ غَيْرَ ظَاهِرٍ، حَتَّى إِذَا اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا، رَفَعَ اللَّهُ مُلْكَهُ مِنْهُمْ، وَجَعَلَهُ فِي بَنِي إِسْمَاعِيلَ، مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَلَا يَزَالُ فِيهِمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ تَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَسَيُظْهِرُهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْ مَهْدِيِّهِمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ.