الآية ٢٠
«الشَّهِيدُ إِمَامٌ عَادِلٌ اتَّخَذَهُ اللَّهُ»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾، فَقَالَ: لَا يَزَالُ اللَّهُ يَبْتَلِي النَّاسَ وَيَتَّخِذُ مِنْهُمْ شَهِيدًا مَا تَدَاوَلَتِ الْأَيَّامُ، قُلْتُ: وَمَا الشَّهِيدُ؟ قَالَ: الْحُجَّةُ، قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّهُ الْمَقْتُولُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: الشَّهِيدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْحُجَّةُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: ﴿ادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾[٢]، يَعْنِي حُجَجَكُمْ.
٢ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْقَيُّومِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾، فَقَالَ: لَا يَأْتِي النَّاسَ يَوْمٌ إِلَّا وَلِلَّهِ فِيهِ مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ وَشَهِيدٌ مُتَّخَذٌ، قُلْتُ: وَمَنِ الشَّهِيدُ الْمُتَّخَذُ؟ قَالَ: عَالِمٌ عَادِلٌ اتَّخَذَهُ اللَّهُ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾[٣]، ثُمَّ قَالَ: أَلَا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَتَدَبَّرُونَ.
٣ . أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُودَ الْفَيْضآبَادِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾، فَقَالَ: لَا يَأْتِي النَّاسَ يَوْمٌ إِلَّا وَفِيهِ مُؤْمِنٌ وَشَهِيدٌ، وَالشَّهِيدُ إِمَامٌ عَادِلٌ اتَّخَذَهُ اللَّهُ، وَالْمُؤْمِنُ مَنِ اتَّبَعَهُ صَابِرًا وَهُوَ مِنَ الْمُوقِنِينَ.
٤ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾، فَقَالَ: الشُّهَدَاءُ هُمُ الْأَئِمَّةُ، وَإِنَّمَا يَتَّخِذُهُمُ اللَّهُ، وَلَا يَتَّخِذُهُمْ مِنَ الظَّالِمِينَ، كَمَا قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾[٤]، قُلْتُ: وَمَنِ الظَّالِمُونَ؟ قَالَ: أَلَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟! ﴿مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[٥]، قُلْتُ: فَكُلُّ مَنْ تَعَدَّى حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَهُوَ ظَالِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّهُ الْمُشْرِكُ، قَالَ: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[٦].