الجمعة ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ١٩ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم التأمين في الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
درس
 
دروس من جنابه في سؤال العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره، وطلب العلم عنده بالدّين
ما صحّ عن النّبيّ في ذلك

الحديث ١٣

تفريط الصحابة، وإفراط الأعراب!

رَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ [ت٢٠٤هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ يَقُولُ:

أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، وَجَاءَتْهُ الْأَعْرَابُ مِنْ جَوَانِبَ -وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ[٢]- فَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ لَا بَأْسَ بِهَا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ، إِلَّا امْرَءًا اقْتَرَضَ امْرَءًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ يَحْرَجُ وَيَهْلِكُ»، وَسَأَلُوهُ عَنِ الدَّوَاءِ، فَقَالَ: «عِبَادَ اللَّهِ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً، إِلَّا دَاءً وَاحِدًا: الْهَرَمَ»، فَكَانَ أُسَامَةُ قَدْ كَبِرَ، فَقَالَ: فَهَلْ تَرَوْنَ لِي مِنْ دَوَاءٍ؟!

الشاهد ١

وَرَوَى الْبُخَارِيُّ [ت٢٥٦هـ] فِي «الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ»[٣]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَتِ الْأَعْرَابُ، نَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَسَكَتَ النَّاسُ، لَا يَتَكَلَّمُونَ غَيْرَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فِي أَشْيَاءَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ لَا بَأْسَ بِهَا، فَقَالَ: «يَا عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ، إِلَّا امْرَءًا اقْتَرَضَ امْرَءًا ظُلْمًا، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: «نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللَّهِ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ»، قَالُوا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْهَرَمُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسَنٌ».

الشاهد ٢

وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ [ت٣٥٤هـ] فِي «صَحِيحِهِ»[٤]، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الرَّخَمَ[٥]، مَا يَتَكَلَّمُ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ، إِذْ جَاءَهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا فِي كَذَا، أَفْتِنَا فِي كَذَا، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَضَعَ عَنْكُمُ الْحَرَجَ، إِلَّا امْرَءًا اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ»، قَالُوا: أَفَنَتَدَاوَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ»، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْهَرَمُ»، قَالُوا: فَأَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا».

الشاهد ٣

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ [ت٣٦٠هـ] فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ»[٦]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، فَأَكَبُّوا عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ، فَأَشْفَقْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَدَنَوْنَا مِنْهُمْ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: هَلْ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ هَلْ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ، إِلَّا رَجُلٌ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ مُسْلِمًا، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَتَدَاوَى مِنْ كَذَا؟ نَتَدَاوَى مِنْ كَذَا؟ قَالَ: «تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «الْخُلُقُ الْحَسَنُ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عِنْدَهُمْ، بَلْ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ [ت١٩٨هـ]: «مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ الْيَوْمَ إِسْنَادٌ أَجْوَدُ مِنْ هَذَا»[٧]، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا، وَهُمْ سُفْيَانُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو حَمْزَةَ، وَالْأَعْمَشُ، وَزُهَيْرٌ، وَشُعْبَةُ، وَشَيْبَانُ، وَمِسْعَرٌ، وَوَرْقَاءُ، وَالْأَجْلَحُ، وَشَرِيكٌ، وَإِسْرَائِيلُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالشَّيْبَانِيُّ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، وَالْمُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، وَكَانَ زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ ثِقَةً عِنْدَهُمْ، لَمْ يَتَّهِمْهُ أَحَدٌ بِسُوءٍ إِلَّا أَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيُّ [ت٣٧٤هـ]، فَإِنَّهُ قَالَ: «كَانَ مُنْحَرِفًا عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، زَائِغًا عَنِ الْحَقِّ»[٨]، لَكِنَّهُ لَمْ يُقَدِّمْ لِقَوْلِهِ شَاهِدًا، وَلِذَلِكَ لَمْ يَقْبَلُوا قَوْلَهُ، وَلِمِثْلِ هَذَا قَدَحَ الذَّهَبِيُّ [ت٧٤٨هـ] فِي تَضْعِيفَاتِهِ، وَقَالَ: «إِنَّهُ ضَعَّفَ جَمَاعَةً بِلَا دَلِيلٍ»[٩]، وَكَانَ زِيَادٌ مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَالنَّصْبُ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ غَرِيبٌ. ثُمَّ إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَحَادِيثِهِ، فَإِذَا فِيهَا مَا يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ، وَمِنْ أَحَادِيثِهِ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ سَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، فَقَالَ: «يَا مُغِيرَةُ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ؟ فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا وَقَدْ مَاتَ؟»، وَمِنْ أَحَادِيثِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَتَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ، كَائِنًا مَنْ كَانَ»، وَهَذَا حَدِيثٌ تَذَرَّعَ بِهِ قَتَلَةُ الْحُسَيْنِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ، فَالصَّوَابُ عِنْدِي أَنْ لَا يُؤْخَذَ بِكُلِّ مَا يَرْوِيهِ الرَّجُلُ، بَلْ يُؤْخَذُ مِنْهُ وَيُتْرَكُ.

الشاهد ٤

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ [ت٣٦٠هـ] فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ»[١٠]، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ الْأَعْرَابُ إِذَا جَاؤُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اغْتَنَمْنَاهُمْ لِجَفَائِهِمْ[١١]، فَجَاؤُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ قَالَ: «لَا حَرَجَ، وُضِعَ الْحَرَجُ عِبَادَ اللَّهِ، إِلَّا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ بِظُلْمٍ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسَنٌ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: يُقَالُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ وَهِمَ فِيهِ، وَالصَّوَابُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، لَكِنَّهُ غَيْرُ وَاضِحٍ؛ لِأَنَّ زِيَادَ بْنَ عِلَاقَةَ سَمِعَ مِنْ قُطْبَةَ كَمَا سَمِعَ مِنْ أُسَامَةَ، وَكَانَ قُطْبَةُ عَمَّهُ، فَلَعَلَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانُوا سُكُوتًا عِنْدَهُ حَتَّى كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ، وَكَانَ الْأَعْرَابُ يَأْتُونَهُ فَيَسْأَلُونَهُ عَنِ الْهَيِّنِ وَالْبَيِّنِ، فَيُكْثِرُونَ عَلَيْهِ، فَلَوْ أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يُفَرِّطُوا فِي سُؤَالِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ، وَلَوْ أَنَّ الْأَعْرَابَ لَمْ يُفْرِطُوا فِي سُؤَالِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ، وَلَكِنْ فَرَّطَ هَؤُلَاءِ وَأَفْرَطَ هَؤُلَاءِ، فَضَاعَ بَيْنَهُمْ كَثِيرٌ مِنَ الدِّينِ بَعْدَ أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ بَعْدَهُ.

↑[١] . مسند أبي داود الطيالسي، ج٢، ص٥٥٩
↑[٢] . التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (السفر الثاني)، ج١، ص٥٣
↑[٣] . الأدب المفرد للبخاري، ص١٠٩
↑[٤] . صحيح ابن حبان، ج٥، ص٢٨٤
↑[٥] . طائر
↑[٦] . المعجم الكبير للطبراني، ج١، ص١٨٣
↑[٧] . صحيح ابن حبان، ج٢، ص٢٤٨
↑[٨] . المخزون في علم الحديث للأزدي، ص١٣١
↑[٩] . سير أعلام النبلاء للذهبي، ج١٦، ص٣٤٨
↑[١٠] . المعجم الكبير للطبراني، ج١، ص١٨٥
↑[١١] . الجفاء: غلظة الطبع وفظاظته.
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة دروس السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ
الكتاب: تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ النشر: غرة رجب ١٤٤٥ هـ
مكان النشر: طالقان؛ أفغانستان