الحديث ٣٤
«كَرَاهِيَةُ سُؤَالِ الْإِمَامِ عَمَّا لَا يَنْفَعُ عِلْمُهُ وَلَا يَضُرُّ جَهْلُهُ»، و«اسْتِحْبَابُ سُؤَالِهِ فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ لِيَنْتَفِعُوا بِجَوَابِهِ»
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ [ت٦٤٣هـ] فِي «الْأَحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ»[١]، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِيِّ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبِسْطَامِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ ذَعَرَنِي[٢] ذُعْرًا شَدِيدًا، وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي، وَكَانَتْ لِي حَاجَةٌ فِي السُّوقِ لِثِيَابٍ اشْتَرَيْتُهَا، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ فِي ظِلٍّ جُلُوسٍ، نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَإِذَا سِلْسِلَةٌ مُعَلَّقَةٌ مَعْرُوضَةٌ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَأَدْخُلَنَّ، فَلَأَنْظُرَنَّ، قَالَ: فَذَهَبْتُ لِأَدْخُلَ، فَمَنَعَنِي الْبَوَّابُ، فَقَالُوا: دَعِ الرَّجُلَ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا أَشْرَافُ النَّاسِ، وَإِذَا وِسَادَةٌ مَعْرُوضَةٌ، فَجَلَسْتُ، فَجَاءَ رَجُلٌ جَمِيلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ، ثُمَّ جَلَسَ، فَلَمْ يُنْكِرْ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي، فَقَالَ: «سَلُونِي، وَلَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ أَوْ يَضُرُّ»، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا قُلْتَ حَتَّى أَحْبَبْتَ أَنْ تَقُولَ! أَنَا أَسْأَلُكَ! فَقَالَ: «سَلْ، وَلَا تَسْأَلْ إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ أَوْ يَضُرُّ»، فَقَالَ: مَا ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾[٣]؟ قَالَ: «﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ الرِّيَاحُ، ﴿فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾ السَّحَابُ، ﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴾ السُّفُنُ، ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾ الْمَلَائِكَةُ»[٤]، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ، فَقَالَ: «سَلْ، وَلَا تَسْأَلْ إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ أَوْ يَضُرُّ»، فَقَالَ: مَا ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ﴾[٥]؟ قَالَ: «السَّمَاءُ»، قَالَ: فَمَا ﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا﴾[٦]؟ قَالَ: «الرِّيَاحُ»، قَالَ: فَمَا ﴿الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾[٧]؟ قَالَ: «الْكَوَاكِبُ»، قَالَ: فَمَا ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾[٨]؟ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِأَصْحَابِهِ: «مَا تَقُولُونَ؟» قَالُوا: نَقُولُ: هُوَ الْبَيْتُ الْحَرَامُ، قَالَ: «بَلْ هُوَ بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ: الضُّرَاحُ[٩]، حِيَالَ هَذَا الْبَيْتِ، حُرْمَتُهُ فِي السَّمَاءِ كَحُرْمَةِ هَذَا فِي الْأَرْضِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ»، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾[١٠]، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِأَوَّلِ بَيْتٍ كَانَ، قَدْ كَانَ نُوحٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ فِي الْبُيُوتِ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ قَبْلَهُ، وَكَانَ فِي الْبُيُوتِ، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ فِيهِ الْبَرَكَةُ، ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾، ثُمَّ حَدَثَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ ضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَبْنِيهِ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ السَّكِينَةَ، وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ[١١] لَهَا رَأْسٌ، فَتَطَوَّقَتْ لَهُ بِالْحَجِّ، فَكَانَ يَبْنِي عَلَيْهَا كُلَّ يَوْمٍ سَافًا[١٢]، وَمَكَّةُ شَدِيدَةُ الْحَرِّ، فَلَمَّا بَلَغَ الْحَجَرَ قَالَ لِإِسْمَاعِيلَ: اذْهَبْ فَالْتَمِسْ لِي حَجَرًا أَضَعُهُ، فَذَهَبَ يَطُوفُ فِي الْجِبَالِ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ بِالْحَجَرِ فَوَضَعَهُ، فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَ: جَاءَ بِهِ مَنْ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى بِنَائِي وَبِنَائِكَ، فَوَضَعَهُ، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَنَازَعُوا فِي وَضْعِهِ، قَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ يَضَعُهُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَبُسِطَ، وَوَضَعَ الْحَجَرَ فِي وَسَطِ الثَّوْبِ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ فَخْذٍ[١٣] رَجُلًا أَنْ يَأْخُذَ نَاحِيَةَ الثَّوْبِ، فَأَخَذُوهُ فَرَفَعُوهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ»، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا﴾[١٤] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ، قَالَ: «عَنْ مِثْلِ هَذَا فَسَلُوا، هَذَا الْعِلْمُ، هُوَ الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ امْرَأَتَانِ، إِحْدَاهُمَا قَدْ عَجَزَتْ[١٥] وَهِيَ دَمِيمَةٌ[١٦]، فَيُصَالِحُهَا أَنْ يَأْتِيَهَا كُلَّ يَوْمٍ أَوْ ثَلَاثَةٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ»، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ، فَسَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾[١٧]، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ.
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ؛ فَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَسَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَالْحَسَنُ بْنِ عُمَارَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَتَمُّهُمْ رِوَايَةً حَمَّادٌ؛ لِأَنَّهُ أَتَى سِمَاكًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَمْسَ مَرَّاتٍ[١٨]، وَسِمَاكٌ مَقْبُولٌ عِنْدَهُمْ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ[١٩]، وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: «لَمْ يَتْرُكْ حَدِيثَهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَرْغَبْ عَنْهُ أَحَدٌ»[٢٠]، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «خُذُوا الْعِلْمَ مِنْ سِمَاكٍ»[٢١]، وَخَالِدُ بْنُ عَرْعَرَةَ كُوفِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، ذَكَرَهُ الْعِجْلِيُّ[٢٢]، وَابْنُ حِبَّانٍ[٢٣]، وَقَدْ أَوْرَدَ حَدِيثَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ [ت٢٨٢هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[٢٤]، وَإِنَّمَا لَمْ أَكْتُبْ مِنْهُ عَلَى عُلُوِّهِ لِأَنَّهُ رَوَاهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ الْعَبْدِيِّ الْأَزْرَقِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَهُمْ، وَطَرِيقُ الْمَقْدِسِيِّ طَرِيقٌ صَحِيحٌ[٢٥]، وَقَوْلُ عَلِيٍّ: «لَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ أَوْ يَضُرُّ» يَدُلُّ عَلَى كَرَاهِيَةِ سُؤَالِ الْإِمَامِ عَمَّا لَا يَنْفَعُ عِلْمُهُ وَلَا يَضُرُّ جَهْلُهُ، وَهُوَ مَا لَا يُعْمَلُ بِهِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيًا، وَلِذَلِكَ اسْتَحْسَنَ السُّؤَالَ عَنْ آيَةِ الصُّلْحِ، فَقَالَ: «عَنْ مِثْلِ هَذَا فَسَلُوا، هَذَا الْعِلْمُ»، وَلَمْ يَسْتَحْسِنِ السُّؤَالَ عَنِ الْأَشْيَاءِ، بَلْ قَالَ لِلسَّائِلِ عَنْهَا فِي رِوَايَةِ الْحَارِثِ: «وَيْحَكَ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيَضُرُّ؟!»[٢٦]، وَفِي رِوَايَةِ سَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ وَإِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا رَجُلٌ يَسْأَلُ، فَيَنْتَفِعُ، وَيَنْتَفِعُ جُلَسَاؤُهُ؟»[٢٧]، وَفِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ وَسَمِعَ الْقَوْمُ»[٢٨]، وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ سُؤَالِ الْإِمَامِ فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ لِيَنْتَفِعُوا بِجَوَابِهِ كَمَا يَنْتَفِعُ السَّائِلُ، إِلَّا إِذَا كَانَ أَمْرًا مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[٢٩].
شاهد رَوَى ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ [ت٤٨٣هـ] فِي «مَنَاقِبِ عَلِيٍّ»[٣٠]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيِّعُ مُكَاتَبَةً، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرْضِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «مَا نَزَلَتْ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُ مَتَى نَزَلَتْ، وَفِيمَ نَزَلَتْ، وَمَا مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ نَزَلَتْ فِيهِ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَسُوقُهُ إِلَى جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ»، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا نَزَلَ فِيكَ؟ فَقَالَ: «لَوْلَا أَنَّكَ سَأَلْتَنِي عَلَى رُؤُوسِ الْمَلَإِ مَا حَدَّثْتُكَ، أَمَا تَقْرَأُ: ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾[٣١]؟ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ، وَأَنَا شَاهِدٌ مِنْهُ، أَتْلُوهُ وَأَتْبَعُهُ[٣٢]، وَاللَّهِ لَأَنْ تَعْلَمُونَ مَا خَصَّنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ ذَهَبَةٍ حَمْرَاءَ أَوْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ».