السبت ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٧ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
درس
 
دروس من جنابه في أنّ الأرض لا تخلو من رجل عالم بالدّين كلّه، جعله اللّه فيها خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره.
ما صحّ عن أهل البيت في ذلك

الحديث ٤٠

«عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي حَيَاتِهِ، وَإِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ خَلِيفَةً صَالِحًا»

رَوَى أَبُو عُبَيْدٍ [ت٢٢٤هـ] فِي «الْأَمْوَالِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ، وَالْأَشْجَعِيُّ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَلِمَاتٍ أَصَابَ فِيهِنَّ الْحَقَّ، قَالَ:

«حَقٌّ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَأَنْ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا، وَيُجِيبُوهُ إِذَا دَعَا».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَجَابِرُ بْنُ نُوحٍ، وَحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ مُصْعَبًا سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ[٢]، فَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ قَرِيبُ الْإِسْنَادِ، وَهُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ۝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[٣]، فَكَلَّفَ الْإِمَامَ بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى أَهْلِهَا وَالْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ بِالْعَدْلِ، وَكَلَّفَ النَّاسَ بِطَاعَةِ الْإِمَامِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمْ لَمْ يَفْقَهُوا الْمُرَادَ بِأَدَاءِ الْإِمَامِ الْأَمَانَةَ إِلَى أَهْلِهَا، وَالْمُرَادُ بِهِ أَدَاؤُهُ الْإِمَامَةَ إِلَى أَهْلِهَا قَبْلَ الْمَوْتِ عَلَى سَبِيلِ الْوَصِيَّةِ؛ لِأَنَّ الْإِمَامَةَ أَكْبَرُ الْأَمَانَاتِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ[٤]، وَإِنَّمَا حَمَلَ الْإِنْسَانُ إِمَامَةَ الْخَلْقِ، وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْإِمَارَةُ أَمَانَةٌ»، رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ[٥]، فَأَرَادَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي حَيَاتِهِ، وَإِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ خَلِيفَةً صَالِحًا، فَمَتَى فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ»، وَبِمِثْلِ قَوْلِي هَذَا قَالَ الْأَئِمَّةُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ:

الشاهد ١

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ»[٦]، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْمِسْمَعِيِّ؛ وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ [ت٤٦٠هـ] فِي «تَهْذِيبِ الْأَحْكَامِ»[٧]، عَنْ جَمَاعَةٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ -يَعْنِي حُمَيْدَ بْنَ الْمُثَنَّى-، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ؛ جَمِيعًا عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ، فَقَالَ: «عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَدْفَعَ مَا عِنْدَهُ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَأُمِرَتِ الْأَئِمَّةُ أَنْ يَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ، وَأُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَتَّبِعُوهُمْ».

الشاهد ٢

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْكَافِي»[٨]، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، فَقَالَ: «أَمَرَ اللَّهُ الْإِمَامَ الْأَوَّلَ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ».

الشاهد ٣

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»[٩]، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ زُرَارَةَ؛ وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ؛ جَمِيعًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ -يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، قَالَ: «الْإِمَامُ إِلَى الْإِمَامِ، لَيْسَ لَهُ أَنْ يَزْوِيَهَا عَنْهُ».

الشاهد ٤

وَرَوَى الْكُلَيْنِيُّ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْكَافِي»[١٠]، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، قَالَ: «هُمُ الْأَئِمَّةُ، يُؤَدِّي الْإِمَامُ إِلَى الْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ، وَلَا يَخُصُّ بِهَا غَيْرَهُ، وَلَا يَزْوِيهَا عَنْهُ».

الشاهد ٥

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ [ت‌نحو٣٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»[١١]، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ، قَالَ: «أَمَرَ اللَّهُ الْإِمَامَ مِنَّا أَنْ يُؤَدِّيَ الْإِمَامَةَ إِلَى الْإِمَامِ بَعْدَهُ، لَيْسَ لَهُ أَنْ يَزْوِيَهَا عَنْهُ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ؟ إِنَّهُمُ الْحُكَّامُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ خَاطَبَ بِهَا الْحُكَّامَ؟»

الشاهد ٦

وَرَوَى الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»[١٢]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ فِيمَنْ نَزَلَتْ؟» قُلْتُ: يَقُولُونَ فِي النَّاسِ، قَالَ: «أَفَكُلُّ النَّاسِ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ؟! اعْقِلْ فِيمَنْ نَزَلَتْ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا ظَاهِرٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْمُفَسِّرِينَ؛ كَمَا يَرْوُونَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَمَكْحُولٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ نَزَلَ فِي وُلَاةِ الْأَمْرِ[١٣]، وَقَالَ الطَّبَرِيُّ [ت٣١٠هـ] فِي «تَفْسِيرِهِ»[١٤]: «أَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ: هُوَ خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ إِلَى وُلَاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا وَعَظَ بِهِ الرَّعِيَّةَ فِي: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، فَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِمْ، وَأَوْصَى الرَّاعِي بِالرَّعِيَّةِ، وَأَوْصَى الرَّعِيَّةَ بِالطَّاعَةِ».

الشاهد ٧

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «مَعَانِي الْأَخْبَارِ»[١٥]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، فَقَالَ: «هَذِهِ مُخَاطَبَةٌ لَنَا خَاصَّةً، أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ إِمَامٍ مِنَّا أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ وَيُوصِيَ إِلَيْهِ، ثُمَّ هِيَ جَارِيَةٌ فِي سَائِرِ الْأَمَانَاتِ».

الشاهد ٨

وَرَوَى الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»[١٦]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ؛ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ؛ جَمِيعًا عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، قَالَ: «هُوَ وَاللَّهِ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَى الْإِمَامِ وَالْوَصِيَّةُ».

الشاهد ٩

وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ بَابَوَيْهِ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْإِمَامَةِ وَالتَّبْصِرَةِ»[١٧]، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، فَقَالَ: «الْإِمَامُ يُؤَدِّي إِلَى الْإِمَامِ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا يَحْيَى، إِنَّهُ وَاللَّهِ لَيْسَ مِنْهُ، إِنَّمَا هُوَ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ».

الشاهد ١٠

وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ بَابَوَيْهِ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْإِمَامَةِ وَالتَّبْصِرَةِ»[١٨]، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، قَالَ: سَأَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمَّارٍ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ -يَعْنِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ: فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُوصِيَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَيَعْهَدَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَرِيضَةٌ مِنَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

↑[١] . الأموال لأبي عبيد، ص١٢
↑[٢] . انظر: التاريخ الكبير للبخاري، ج٩، ص١٣٨؛ الكنى والأسماء لمسلم بن الحجاج، ج١، ص٣٤٩؛ الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم، ج٣، ص٣٦٠.
↑[٣] . النّساء/ ٥٨-٥٩
↑[٤] . الأحزاب/ ٧٢
↑[٥] . انظر: مسند أبي حنيفة (رواية الحصكفي)، كتاب الأحكام، الحديث ١؛ الآثار لأبي يوسف، ص٢١٣؛ مسند أبي داود الطيالسي، ج١، ص٣٩١؛ الأموال لأبي عبيد، ص١١؛ الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٤، ص٢١٧؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٤١٩؛ مسند أحمد، ج٣٥، ص٤٠٤؛ فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم، ص٣١٧؛ صحيح مسلم، ج٦، ص٧؛ المعرفة والتاريخ للفسوي، ج٢، ص٤٨٤؛ شرح مشكل الآثار للطحاوي، ج١، ص٤٦؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٤، ص١٠٣؛ أمالي ابن بشران (الجزء الثاني)، ص٢٧٨؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج١٠، ص١٦٣.
↑[٦] . من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج٣، ص٣
↑[٧] . تهذيب الأحكام للطوسي، ج٦، ص٢٢٣
↑[٨] . الكافي للكليني، ج١، ص٢٧٧
↑[٩] . بصائر الدرجات للصفار، ص٤٩٥
↑[١٠] . الكافي للكليني، ج١، ص٢٧٦
↑[١١] . الغيبة للنعماني، ص٦١
↑[١٢] . بصائر الدرجات للصفار، ص٤٩٦
↑[١٣] . انظر: مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٤٢١؛ تفسير الطبري، ج٧، ص١٦٩ و١٧٠؛ تفسير ابن أبي حاتم، ج٣، ص٩٨٦.
↑[١٤] . تفسير الطبري، ج٧، ص١٧١
↑[١٥] . معاني الأخبار لابن بابويه، ص١٠٧
↑[١٦] . بصائر الدرجات للصفار، ص٤٩٦ و٤٩٧
↑[١٧] . الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه، ص٣٨
↑[١٨] . الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه، ص٣٧
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة دروس السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ
الكتاب: تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ النشر: غرة رجب ١٤٤٥ هـ
مكان النشر: طالقان؛ أفغانستان