الحديث ٢١
جواب عمر وجواب عليّ
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ت١٩٧هـ] فِي «جَامِعِهِ»[١]، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،
أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ يَوْمًا، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «سَلُونِي، فَإِنَّكُمْ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ»، فَقَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾[٢]؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: «وَيْلَكَ، وَاللَّهِ مَا الْعِلْمَ تُرِيدُ، هِيَ، وَيْلَكَ، الرِّيَاحُ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ﴿الْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾[٣]؟ قَالَ: «هِيَ، وَيْلَكَ، السَّحَابُ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا ﴿الْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴾[٤]؟ قَالَ: «هِيَ، وَيْلَكَ، السُّفُنُ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا ﴿الْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾[٥]؟ قَالَ: «هِيَ، وَيْلَكَ، الْمَلَائِكَةُ»، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ﴿الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾[٦]، مَنْ هُمْ؟ قَالَ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي الْمَطْبُوعِ بَيَاضٌ.
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: زَعَمَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [ت٢٤١هـ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ [ت١٠٨هـ] لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ [ت٤٠هـ]، وَإِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ وَشَبَثِ بْنِ رِبْعِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ[٧]، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ [ت٢٧٥هـ] أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ[٨]، وَقَالَ الْعَلَائِيُّ [ت٧٦١هـ]: «هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ»[٩]، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [ت٢٧٩هـ]: «سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»[١٠]، وَعَلَى هَذَا فَلَا يَنْبَغِي الشَّكُّ فِي سَمَاعِهِ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: «سَمِعْتُ عَلِيًّا» فِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، وَعَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، وَأَبِي مَعْشَرٍ الْمَدَنِيِّ، وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ»[١١]، وَقَدْ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ [ت٣٢هـ] قَبْلَ أَنْ بُويِعَ لِعَلِيٍّ، وَالظَّاهِرُ عِنْدِي أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا وَحَفِظَ مِنْهُ بَعْضَ الشَّيْءِ، وَسَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ت٩٣هـ]، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [ت٧٨هـ]، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ [ت٧٤هـ]، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [ت٧٣هـ]، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ [ت٧٢هـ]، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ [ت٦٨هـ]، وَابْنِ عَبَّاسٍ [ت٦٨هـ]، وَمُعَاوِيَةَ [ت٦٠هـ]، وَأَبِي هُرَيْرَةَ [ت٥٩هـ] وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ [ت٥١هـ].
الشاهد ١
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ت١٩٧هـ] فِي «جَامِعِهِ»[١٢]، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ هِلَالٍ -هُوَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ- أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾؟ فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، سَلْ تَفَقُّهًا، وَلَا تَسْأَلْ تَعَنُّتًا»، قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ سَأَلْتُكَ إِلَّا تَفَقُّهًا، فَقَالَ: «فَتِلْكَ الرِّيحُ وَالسَّحَابُ، تَحْمِلُ الْمَطَرَ»، قَالَ: فَمَنِ الْقَوْمُ ﴿الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلًا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: «فَأُولِئَكَ قَتْلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، قَتَلَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَلْقَاهُمْ فِي الْقَلِيبِ»، قَالَ: فَمَنِ الْقَوْمُ ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾[١٣]؟ قَالَ: «أُولَئِكَ أَقْوَامٌ كَانُوا عَلَى حَسَنَاتٍ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، فَمَلُّوهَا وَبَدَّلُوهَا بِغَيْرِهَا، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»، ثُمَّ أَدْخَلَ عَلِيٌّ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ هَتَفَ بِصَوْتِهِ حَتَّى خَرَجَ صَوْتُهُ مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «وَمَا ابْنُ الْكَوَّاءِ مِنْهُمْ بِبَعِيدٍ» -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ [ت١٧٠هـ] لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
الشاهد ٢
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ت١٩٧هـ] فِي «جَامِعِهِ»[١٤]، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ -يَعْنِي حُمَيْدَ بْنَ زِيَادٍ-، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ»، فَقَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَمَّا سَأَلَ عَنْهُ صَبِيغٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: «الرِّيَاحُ»، قَالَ: ﴿فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾؟ قَالَ: «السَّحَابُ»، قَالَ: ﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴾؟ قَالَ: «السُّفُنُ»، قَالَ: ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾؟ قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»، قَالَ: وَقَوْلُ اللَّهِ: ﴿هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾[١٥]؟ قَالَ: فَرَقِيَ إِلَيْهِ دَرَجَتَيْنِ، فَتَنَاوَلَهُ بِعَصًى كَانَتْ بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: «أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ»!
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: قِصَّةُ صَبِيغٍ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ، وَهِيَ أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ مِثْلِ هَذَا فِي زَمَانِ عُمَرَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى رَطَائِبَ مِنَ الْجَرِيدِ، فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى تَرَكَ ظَهْرَهُ دَبِرَةً[١٦]، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرِئَ، ثُمَّ عَادَ لَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرِئَ، فَدَعَا بِهِ لِيَعُودَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ صَبِيغٌ: «إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلِي فَاقْتُلْنِي قَتْلًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُدَاوِيَنِي فَقَدْ وَاللَّهِ بَرِئْتُ»، فَأَذِنَ لَهُ إِلَى أَرْضِهِ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَلَّا يُجَالِسَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَنْ قَدْ حَسُنَتْ هَيْئَتُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِ[١٧]. هَكَذَا فَعَلَ عُمَرُ بِمَنْ سَأَلَ عَنْ مِثْلِ هَذَا، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَلَمْ يَفْعَلْ بِهِ هَكَذَا، بَلْ أَجَابَهُ بِمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ ضَرَبَهُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ؛ لِأَنَّ أَبَا صَخْرٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَ النَّسَائِيِّ [ت٣٠٣هـ][١٨]، وَضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [ت٢٣٣هـ] وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [ت٢٤١هـ] فِي رِوَايَةٍ عَنْهُمَا[١٩]، وَضَعَّفَهُ ابْنُ شَاهِينَ [ت٣٨٥هـ][٢٠]، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: «أَبُو الصَّهْبَاءِ ضَعِيفٌ»[٢١]، فَلَعَلَّهُمَا وَهِمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَخَلَّطَاهُ بِحَدِيثِ صَبِيغٍ مَعَ عُمَرَ، وَكَانَ فِي عُمَرَ غِلْظَةٌ لَا يَرْضَاهَا عَلِيٌّ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ ذَمَّهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «صَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ، يَجْفُو مَسُّهَا، وَيَغْلُظُ كَلْمُهَا[٢٢]، وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا»[٢٣]، وَكَانَ عَلِيٌّ رَحِيمًا بِالْمُؤْمِنِينَ شَدِيدًا عَلَى الْكَافِرِينَ، كَسَائِرِ مَنْ مَدَحَهُ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾[٢٤]، وَكَانَ عُمَرُ لَا يَرْضَى مِنْهُ رَحْمَتَهُ هَذِهِ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ ذَكَرَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ إِنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ حَمَلَ النَّاسَ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيْضَاءَ لَوْلَا دُعَابَةٌ فِيهِ»[٢٥]، وَلِذَلِكَ لَمْ يَسْتَخْلِفْهُ، بَلْ أَدْخَلَهُ فِي الشُّورَى، وَتَمَنَّى أَنْ يُوَلُّوهُ، فَقَالَ: «لِلَّهِ دَرُّهُمْ إِنْ وَلَّوْهَا الْأُصَيْلِعَ[٢٦]! كَيْفَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْحَقِّ، وَلَوْ كَانَ السَّيْفُ عَلَى عُنُقِهِ»، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «إِنْ وَلَّوْهَا الْأَجْلَحَ[٢٧] سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ»، فَقِيلَ لَهُ: «تَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَا تُوَلِّيِهِ؟!» فَاعْتَذَرَ[٢٨]، وَقَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا دُعَابَةٌ فِيهِ مَا شَكَكْتُ فِي وِلَايَتِهِ، وَإِنْ نَزَلَتْ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ قُرَيْشٍ»[٢٩]، وَكَانَ عَلِيٌّ فِي دُعَابَتِهِ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمَرَ فِي غِلْظَتِهِ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[٣٠]، وَقَالَ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[٣١]، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ مُدَاعَبَتِهِ لِأَصْحَابِهِ شَيْءٌ كَثِيرٌ[٣٢]، فَقَالُوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا»، فَقَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»[٣٣].