الثلاثاء ١٤ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٣ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم التأمين في الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
درس
 
دروس من جنابه في سؤال العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره، وطلب العلم عنده بالدّين
ما صحّ عن أهل البيت في ذلك

الحديث ٢١

جواب عمر وجواب عليّ

رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ت١٩٧هـ] فِي «جَامِعِهِ»[١]، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،

أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ يَوْمًا، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «سَلُونِي، فَإِنَّكُمْ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ»، فَقَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا[٢]؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: «وَيْلَكَ، وَاللَّهِ مَا الْعِلْمَ تُرِيدُ، هِيَ، وَيْلَكَ، الرِّيَاحُ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ﴿الْحَامِلَاتِ وِقْرًا[٣]؟ قَالَ: «هِيَ، وَيْلَكَ، السَّحَابُ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا ﴿الْجَارِيَاتِ يُسْرًا[٤]؟ قَالَ: «هِيَ، وَيْلَكَ، السُّفُنُ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا ﴿الْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا[٥]؟ قَالَ: «هِيَ، وَيْلَكَ، الْمَلَائِكَةُ»، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ﴿الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ[٦]، مَنْ هُمْ؟ قَالَ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي الْمَطْبُوعِ بَيَاضٌ.

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: زَعَمَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [ت٢٤١هـ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ [ت١٠٨هـ] لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ [ت٤٠هـ]، وَإِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ وَشَبَثِ بْنِ رِبْعِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ[٧]، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ [ت٢٧٥هـ] أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ[٨]، وَقَالَ الْعَلَائِيُّ [ت٧٦١هـ]: «هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ»[٩]، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [ت٢٧٩هـ]: «سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»[١٠]، وَعَلَى هَذَا فَلَا يَنْبَغِي الشَّكُّ فِي سَمَاعِهِ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: «سَمِعْتُ عَلِيًّا» فِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، وَعَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، وَأَبِي مَعْشَرٍ الْمَدَنِيِّ، وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ»[١١]، وَقَدْ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ [ت٣٢هـ] قَبْلَ أَنْ بُويِعَ لِعَلِيٍّ، وَالظَّاهِرُ عِنْدِي أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا وَحَفِظَ مِنْهُ بَعْضَ الشَّيْءِ، وَسَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ت٩٣هـ]، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [ت٧٨هـ]، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ [ت٧٤هـ]، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [ت٧٣هـ]، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ [ت٧٢هـ]، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ [ت٦٨هـ]، وَابْنِ عَبَّاسٍ [ت٦٨هـ]، وَمُعَاوِيَةَ [ت٦٠هـ]، وَأَبِي هُرَيْرَةَ [ت٥٩هـ] وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ [ت٥١هـ].

الشاهد ١

وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ت١٩٧هـ] فِي «جَامِعِهِ»[١٢]، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ هِلَالٍ -هُوَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ- أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ۝ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا؟ فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، سَلْ تَفَقُّهًا، وَلَا تَسْأَلْ تَعَنُّتًا»، قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ سَأَلْتُكَ إِلَّا تَفَقُّهًا، فَقَالَ: «فَتِلْكَ الرِّيحُ وَالسَّحَابُ، تَحْمِلُ الْمَطَرَ»، قَالَ: فَمَنِ الْقَوْمُ ﴿الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلًا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: «فَأُولِئَكَ قَتْلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، قَتَلَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَلْقَاهُمْ فِي الْقَلِيبِ»، قَالَ: فَمَنِ الْقَوْمُ ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا[١٣]؟ قَالَ: «أُولَئِكَ أَقْوَامٌ كَانُوا عَلَى حَسَنَاتٍ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، فَمَلُّوهَا وَبَدَّلُوهَا بِغَيْرِهَا، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»، ثُمَّ أَدْخَلَ عَلِيٌّ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ هَتَفَ بِصَوْتِهِ حَتَّى خَرَجَ صَوْتُهُ مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «وَمَا ابْنُ الْكَوَّاءِ مِنْهُمْ بِبَعِيدٍ» -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ [ت١٧٠هـ] لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.

الشاهد ٢

وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ت١٩٧هـ] فِي «جَامِعِهِ»[١٤]، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ -يَعْنِي حُمَيْدَ بْنَ زِيَادٍ-، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ»، فَقَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَمَّا سَأَلَ عَنْهُ صَبِيغٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: «الرِّيَاحُ»، قَالَ: ﴿فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا؟ قَالَ: «السَّحَابُ»، قَالَ: ﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا؟ قَالَ: «السُّفُنُ»، قَالَ: ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا؟ قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»، قَالَ: وَقَوْلُ اللَّهِ: ﴿هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا[١٥]؟ قَالَ: فَرَقِيَ إِلَيْهِ دَرَجَتَيْنِ، فَتَنَاوَلَهُ بِعَصًى كَانَتْ بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: «أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ»!

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: قِصَّةُ صَبِيغٍ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ، وَهِيَ أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ مِثْلِ هَذَا فِي زَمَانِ عُمَرَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى رَطَائِبَ مِنَ الْجَرِيدِ، فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى تَرَكَ ظَهْرَهُ دَبِرَةً[١٦]، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرِئَ، ثُمَّ عَادَ لَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرِئَ، فَدَعَا بِهِ لِيَعُودَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ صَبِيغٌ: «إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلِي فَاقْتُلْنِي قَتْلًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُدَاوِيَنِي فَقَدْ وَاللَّهِ بَرِئْتُ»، فَأَذِنَ لَهُ إِلَى أَرْضِهِ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَلَّا يُجَالِسَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَنْ قَدْ حَسُنَتْ هَيْئَتُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِ[١٧]. هَكَذَا فَعَلَ عُمَرُ بِمَنْ سَأَلَ عَنْ مِثْلِ هَذَا، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَلَمْ يَفْعَلْ بِهِ هَكَذَا، بَلْ أَجَابَهُ بِمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ ضَرَبَهُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ؛ لِأَنَّ أَبَا صَخْرٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَ النَّسَائِيِّ [ت٣٠٣هـ][١٨]، وَضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [ت٢٣٣هـ] وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [ت٢٤١هـ] فِي رِوَايَةٍ عَنْهُمَا[١٩]، وَضَعَّفَهُ ابْنُ شَاهِينَ [ت٣٨٥هـ][٢٠]، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: «أَبُو الصَّهْبَاءِ ضَعِيفٌ»[٢١]، فَلَعَلَّهُمَا وَهِمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَخَلَّطَاهُ بِحَدِيثِ صَبِيغٍ مَعَ عُمَرَ، وَكَانَ فِي عُمَرَ غِلْظَةٌ لَا يَرْضَاهَا عَلِيٌّ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ ذَمَّهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «صَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ، يَجْفُو مَسُّهَا، وَيَغْلُظُ كَلْمُهَا[٢٢]، وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا»[٢٣]، وَكَانَ عَلِيٌّ رَحِيمًا بِالْمُؤْمِنِينَ شَدِيدًا عَلَى الْكَافِرِينَ، كَسَائِرِ مَنْ مَدَحَهُ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ[٢٤]، وَكَانَ عُمَرُ لَا يَرْضَى مِنْهُ رَحْمَتَهُ هَذِهِ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ ذَكَرَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ إِنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ حَمَلَ النَّاسَ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيْضَاءَ لَوْلَا دُعَابَةٌ فِيهِ»[٢٥]، وَلِذَلِكَ لَمْ يَسْتَخْلِفْهُ، بَلْ أَدْخَلَهُ فِي الشُّورَى، وَتَمَنَّى أَنْ يُوَلُّوهُ، فَقَالَ: «لِلَّهِ دَرُّهُمْ إِنْ وَلَّوْهَا الْأُصَيْلِعَ[٢٦]! كَيْفَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْحَقِّ، وَلَوْ كَانَ السَّيْفُ عَلَى عُنُقِهِ»، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «إِنْ وَلَّوْهَا الْأَجْلَحَ[٢٧] سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ»، فَقِيلَ لَهُ: «تَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَا تُوَلِّيِهِ؟!» فَاعْتَذَرَ[٢٨]، وَقَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا دُعَابَةٌ فِيهِ مَا شَكَكْتُ فِي وِلَايَتِهِ، وَإِنْ نَزَلَتْ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ قُرَيْشٍ»[٢٩]، وَكَانَ عَلِيٌّ فِي دُعَابَتِهِ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمَرَ فِي غِلْظَتِهِ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[٣٠]، وَقَالَ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[٣١]، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ مُدَاعَبَتِهِ لِأَصْحَابِهِ شَيْءٌ كَثِيرٌ[٣٢]، فَقَالُوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا»، فَقَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»[٣٣].

↑[١] . تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج٢، ص١١٣
↑[٢] . الذّاريات/ ١
↑[٣] . الذّاريات/ ٢
↑[٤] . الذّاريات/ ٣
↑[٥] . الذّاريات/ ٤
↑[٦] . إبراهيم/ ٢٨
↑[٧] . انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد (رواية ابنه عبد اللّه) ج١، ص٥٢٧.
↑[٨] . انظر: تهذيب الكمال للمزي، ج٢٦، ص٣٤٣؛ سير أعلام النبلاء للذهبي، ج٥، ص٦٧؛ تهذيب التهذيب لابن حجر، ج٩، ص٤٢١.
↑[٩] . جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي، ص٢٦٨
↑[١٠] . سنن الترمذي، ج٥، ص١٧٦
↑[١١] . التاريخ الكبير للبخاري، ج١، ص٥٧٢؛ سنن الترمذي، ج٥، ص١٧٥
↑[١٢] . تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج٢، ص٦٦
↑[١٣] . الكهف/ ١٠٤
↑[١٤] . تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج١، ص٩٦
↑[١٥] . الكهف/ ١٠٣
↑[١٦] . أي مجروحة
↑[١٧] . انظر: الجامع لمعمر بن راشد، ج١١، ص٤٢٦؛ موطأ مالك (رواية يحيى)، ج٢، ص٤٥٥؛ تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج١، ص٩٥؛ تفسير عبد الرزاق، ج٢، ص١١٠؛ الأموال لأبي عبيد، ص٣٨٣؛ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج١، ص٤٤٦؛ مسند الدارمي، ج١، ص٢٥٢ و٢٥٤؛ فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم، ص١٩٥ و١٩٦؛ تاريخ المدينة لابن شبة، ج٣، ص٩٢٤؛ البدع والنهي عنها لابن وضاح، ص١١١؛ مسند البزار، ج١، ص٤٢٣؛ تاريخ الطبري، ج٤، ص٢٢٩؛ تفسير الطبري، ج١٣، ص٣٦٤؛ الشريعة للآجري، ج١، ص٤٨١؛ الأفراد للدارقطني، ص٩٩؛ الإبانة الكبرى لابن بطة، ج١، ص٤١٤؛ فوائد ابن نصر، ص٩١.
↑[١٨] . انظر: الضعفاء والمتروكون للنسائي، ص٣٣.
↑[١٩] . انظر: الضعفاء الكبير للعقيلي، ج١، ص٢٧٠؛ الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، ج٣، ص٢٢٢؛ الكامل لابن عدي، ج٣، ص٦٨ و٧٠.
↑[٢٠] . انظر: تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين، ص٧٥.
↑[٢١] . انظر: تهذيب الكمال للمزي، ج١٣، ص٢٤٢؛ ميزان الإعتدال في نقد الرجال للذهبي، ج٢، ص٣٢١.
↑[٢٢] . الكلم: الجرح
↑[٢٣] . علل الشرائع لابن بابويه، ج١، ص١٥١؛ نهج البلاغة للشريف الرضي، ص٤٨؛ الإرشاد للمفيد، ج١، ص٢٨٨؛ نثر الدر في المحاضرات للآبي، ج١، ص١٨٦؛ رسائل الشريف المرتضى، ج٢، ص١١٠؛ الأمالي للطوسي، ص٣٧٣
↑[٢٤] . الفتح/ ٢٩
↑[٢٥] . انظر: مصنف عبد الرزاق، ج٥، ص٤٤٧؛ غريب الحديث لأبي عبيد، ج٣، ص٣٣١؛ الرسائل الأدبية للجاحظ، ص٤٥٦؛ أنساب الأشراف للبلاذري، ج١٠، ص٣٤٤؛ البدء والتاريخ للمقدسي، ج٥، ص١٩٠؛ الأحكام السلطانية للماوردي، ص٣٣؛ الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١١٩ و١١٢٠؛ المبسوط للسرخسي، ج١١، ص٦؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٤، ص٤٣٨.
↑[٢٦] . تصغير «الأصلع»، وهو من سقط شعر مقدّم رأسه أو وسطها.
↑[٢٧] . هو من انحسر شعره عن جانبي رأسه.
↑[٢٨] . انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٣، ص٣١٧؛ أنساب الأشراف للبلاذري، ج٥، ص٥٠١، ج١٠، ص٤١٩؛ مسند الحارث، ج٢، ص٦٢٢؛ الكامل لابن عدي، ج٦، ص٦٩؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٣، ص١٠١؛ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، ج٨، ص١٤٦٧؛ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني، ج٤، ص١٥١؛ الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٣٠؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٢، ص٤٢٨.
↑[٢٩] . العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي، ج٥، ص٣٤
↑[٣٠] . آل عمران/ ١٥٩
↑[٣١] . التّوبة/ ١٢٨
↑[٣٢] . على سبيل المثال، انظر: الجامع لمعمر بن راشد، ج١٠، ص٤٥٤؛ مسند أبي داود الطيالسي، ج٣، ص٥٦١؛ السنن المأثورة للشافعي، ص١٧٤؛ مسند ابن الجعد، ص٢١٣؛ الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٣، ص٤٦٩؛ مسند أحمد، ج١٩، ص١٨٥ و٢٠٦، ج٢٠، ص٩٠، ج٢١، ص٣٢٣؛ صحيح البخاري، ج٨، ص٤٥؛ صحيح مسلم، ج٦، ص١٧٦؛ سنن ابن ماجه، ج٢، ص١٢٢٦؛ سنن أبي داود، ج٤، ص٢٩٣، ٣٠٠ و٣٠١؛ سنن الترمذي، ج٤، ص٣٥٧؛ مسند البزار، ج١٣، ص١٩١، ٣١٩؛ السنن الكبرى للنسائي، ج٩، ص١٣٢.
↑[٣٣] . مسند أحمد، ج١٤، ص٣٣٩؛ الأدب المفرد للبخاري، ص١٠٢؛ سنن الترمذي، ج٤، ص٣٥٧؛ الصمت لابن أبي الدنيا، ص٢١١؛ أمالي المحاملي (رواية ابن مهدي الفارسي)، ص١٤٠؛ المعجم الأوسط للطبراني، ج٨، ص٣٠٥؛ عمل اليوم والليلة لابن السني، ص٣٧٠؛ الآداب للبيهقي، ص١٣٤
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة دروس السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ
الكتاب: تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ النشر: غرة رجب ١٤٤٥ هـ
مكان النشر: طالقان؛ أفغانستان