الحديث ٣٨
«إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ هَادٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ خَلَتْ لَسَاخَتْ بِأَهْلِهَا»
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ [ت٢٨٦هـ] فِي «جُزْءٍ لَهُ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ -يَعْنِي ضَحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ-، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
«النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ ضَحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَقُرَانُ بْنُ تَمَّامٍ، وَسَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَخَبَّابُ بْنُ قِسْطَاسٍ، جَمِيعًا عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، وَهُوَ رَجُلٌ عَدَّوْهُ مِنَ الْعُبَّادِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ جَعَلَ رِيحُ الْمِسْكِ يَفُوحُ مِنْ قَبْرِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ وَكِيعٌ، وَالْعِجْلِيُّ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَضَعَّفَهُ سَائِرُ الْقَوْمِ، وَإِنَّمَا نَقَمُوا عَلَيْهِ رِوَايَتَهُ بَعْضَ مَا يُنْكِرُونَهُ؛ كَمَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [ت٢٤١هـ]: «كَانَ رَجُلًا صَالِحًا حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ»[٢]، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [ت٢٣٣هـ]: «لَيْسَ بِالْكَذُوبِ، وَلَكِنَّهُ رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ»[٣]، وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ [ت٢٦٢هـ]: «صَدُوقٌ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ»[٤]، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [ت٣٥٤هـ]: «كَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ نُسُكًا وَفَضْلًا وَعِبَادَةً وَصَلَاحًا، إِلَّا أَنَّهُ غَفَلَ عَنِ الْإِتْقَانِ فِي الْحِفْظِ، حَتَّى يَأْتِيَ بِالشَّيْءِ الَّذِي لَا أَصْلَ لَهُ مُتَوَهِّمًا، وَيَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ الْأَثْبَاتِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ لَهُ، فَبَطَلَ الْإِحْتِجَاجُ بِهِ مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ، وَإِنْ كَانَ فَاضِلًا فِي نَفْسِهِ»[٥]، وَقَالَ الْبَزَّارُ [ت٢٩٢هـ]: «فِي حَدِيثِهِ نَكِرَةٌ وَخَطَأٌ، كَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ تَشْغَلُهُ عَنْ تَحَفُّظِ الْحَدِيثِ، وَغَيْرُنَا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُضَعِّفُهُ وَلَا يَحْتَجُّ بِهِ، وَلَكِنْ ذَكَرْنَاهُ لِعِبَادَتِهِ بِأَحْسَنِ مَا يُذْكَرُ مِثْلُهُ لِنَرْجُوَ بِذَلِكَ السَّلَامَةَ»[٦]، وَمِثْلُ هَذَا الْجَرْحِ لَيْسَ بِمَسْمُوعٍ عِنْدَنَا؛ لِأَنَّهُ اجْتِهَادٌ مِنَ الْقَوْمِ، وَقَدْ شَهِدُوا عَلَى صِدْقِ الرَّجُلِ وَصَلَاحِهِ عَنْ حِسٍّ، فَنَقْبَلُ شَهَادَتَهُمْ، وَلَا نُقَلِّدُهُمْ فِي قَوْلِهِمْ أَنَّ أَحَادِيثَهُ مُنْكَرَةٌ، وَلَا نُسَلِّمُ بِذَلِكَ؛ فَقَدْ كَانُوا يُنْكِرُونَ مِنَ الْأَحَادِيثِ مَا يُخَالِفُ آرَاءَهُمْ، وَيَكْرَهُونَ رِوَايَاتِ قَوْمٍ يَرْوُونَ فَضَائِلَ أَهْلِ الْبَيْتِ، فَيُضَعِّفُونَهَا لِتَكُونَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ حُجَّةٌ فِي مُخَالَفَتِهَا، وَيَخْدَعُونَ بِذَلِكَ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ، وَلَوْ كَانَ لِلرَّجُلِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ فَلَعَلَّهَا مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ؛ كَحَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَرَادَتِ الْمَرْأَةُ أَنْ تُحْرِمَ فَلْتُلَطِّخْ ثَدْيَهَا بِحِنَّاءَ»، فَقَالُوا: «هَذَا مُنْكَرٌ»، وَحَمَلُوهُ عَلَيْهِ[٧]، وَلَعَلَّهُ مِمَّا أَخْطَأَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ كَثِيرَ الْخَطَإِ فِي أَحَادِيثِهِ. ثُمَّ إِنَّ مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذَا الْحَدِيثِ، بَلْ تَابَعَهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَهُمْ:
الشاهد ١
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ [تبعد٣٢٠هـ] فِي «مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»[٨]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَمْ يَقِفُوا عَلَيْهِ، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ، وَجَابِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَالْمُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ:
[حديث عليّ]
الشاهد ٢
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [ت٢٤١هـ] فِي «فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ»[٩]، قَالَ: فِيمَا كَتَبَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ نَفِيسٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، إِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ ذَهَبَ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي ذَهَبَ أَهْلُ الْأَرْضِ».
الشاهد ٣
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا»[١٠]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الشَّاهِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَحَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَكْرٍ الْخُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهُ الْخُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِيُّ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْفَرَّاءِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي».
الشاهد ٤
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الشَّجَرِيُّ [ت٤٩٩هـ] فِي «الْأَمَالِي الْخَمِيسِيَّةِ»[١١]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْأَرَجِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَنْبَكٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الْأُشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ الْأَعْوَرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، فَوَيْلٌ لِمَنْ خَذَلَهُمْ وَعَانَدَهُمْ».
[حديث جابر بن عبد اللّه]
الشاهد ٥
وَرَوَى الْحَاكِمُ [ت٤٠٥هـ] فِي «الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ»[١٢]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّكُونِيُّ بِالْكُوفَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: «أَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي أَتَاهُمْ مَا يُوعَدُونَ».
[حديث عبد اللّه بن عباس]
الشاهد ٦
وَرَوَى الْحَاكِمُ [ت٤٠٥هـ] فِي «الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ»[١٣]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَرْكُونُ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ أَبُو عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ، أَظُنُّهُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْإِخْتِلَافِ، فَإِذَا خَالَفَتْهَا قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ اخْتَلَفُوا، فَصَارُوا حِزْبَ إِبْلِيسَ».
الشاهد ٧
قَالَ أَبُو سَعْدٍ الْآبِي [ت٤٢١هـ] فِي «الْمُحَاضَرَاتِ»[١٤]: كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ إِذَا بُشِّرَ بِمَوْلُودٍ مِنَ الْعَلَوِيَّةِ أَعْطَى بِشَارَةً، وَإِذَا نُعِيَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ جَلَسَ لِلتَّعْزِيَةِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: يَذْهَبُ أَمَانٌ، وَيَزِيدُ أَمَانٌ، هُمْ أَمَانُ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْعَذَابِ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي».
[حديث المنكدر بن عبد اللّه]
الشاهد ٨
وَرَوَى الْحَاكِمُ [ت٤٠٥هـ] فِي «الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ»[١٥]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمْدَانَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: «النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، فَإِنْ طُمِسَتِ النُّجُومُ أَتَى أَهْلَ السَّمَاءَ مَا يُوعَدُونَ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ».
[حديث أبي سعيد الخدري]
الشاهد ٩
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ [تبعد٤٠٠هـ] فِي «كِفَايَةِ الْأَثَرِ»[١٦]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَرْقَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو إِسْمَاعِيلَ جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ».
[حديث أبي موسى الأشعري]
الشاهد ١٠
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ [ت٤٦٠هـ] فِي «أَمَالِيهِ»[١٧]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ الدِّعْبِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بُدَيْلِ أَخُو دِعْبِلِ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَخِي دِعْبِلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ ذَهَبَ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي ذَهَبَ أَهْلُ الْأَرْضِ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: زَعَمَ بَعْضُ الْكَارِهِينَ لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَنَّ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ هُمْ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمُوا، بَلْ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ يُوَافِقُ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، وَيُوَافِقُ الْعَقْلَ، كَمَا صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ [ت٤٠٥هـ] فِي «الْمُسْتَدْرَكِ»[١٨]، وَالْمَوْضُوعُ حَدِيثٌ صَحَّحُوهُ لِيُعَارِضُوا بِهِ الْحَقَّ، وَفِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»[١٩]، وَهُوَ حَدِيثٌ بَاطِلٌ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، وَيُخَالِفُ الْعَقْلَ؛ لِأَنَّهُ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِـ«مَا يُوعَدُونَ» الْعَذَابَ أَوِ السَّاعَةَ فَلَمْ يَأْتِيَا أُمَّتَهُ إِذْ ذَهَبَ أَصْحَابُهُ، وَإِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ الْإِخْتِلَافَ فَقَدْ أَتَاهُمْ وَأَصْحَابُهُ فِيهِمْ، بَلْ أَصْحَابُهُ أَسَّسُوا بُنْيَانَهُ بِاخْتِلَافِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَمَا كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ مَا لَيْسَ بِحَقٍّ، وَلَمْ يَقُلْهُ، وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، وَهُوَ رَجُلُ سَوْءٍ يُبْغِضُ عَلِيًّا وَيُوَالِي أَعْدَاءَهُ، وَقَدْ شَهِدَ عَلَى حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَمْرٍ مِنْ زِيَادِ بْنِ أَبِيهِ[٢٠]، وَالظَّنُّ أَنَّهُ حَرَّفَ الْحَدِيثَ بُغْضًا لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَالْجَاهِلُ مَنْ أَمِنَهُ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَالصَّحِيحُ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرًا.
الشاهد ١١
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «كَمَالِ الدِّينِ وَتَمَامِ النِّعْمَةِ»[٢١]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ، قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَخْبِرْنَا مَا فَضْلُكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ؟» فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ الْكَوَاكِبَ جُعِلَتْ فِي السَّمَاءِ أَمَانًا لِأَهْلِ السَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ جَاءَ أَهْلَ السَّمَاءِ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: <جُعِلَ أَهْلُ بَيْتِي أَمَانًا لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي جَاءَ أُمَّتِي مَا كَانُوا يُوعَدُونَ>».
الشاهد ١٢
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «عِلَلِ الشَّرَائِعِ»[٢٢]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لِأَيِّ شَيْءٍ يُحْتَاجُ إِلَى النَّبِيِّ وَالْإِمَامِ؟ فَقَالَ: «لِبَقَاءِ الْعَالَمِ عَلَى صَلَاحِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْفَعُ الْعَذَابَ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِذَا كَانَ فِيهَا نَبِيٌّ أَوْ إِمَامٌ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾[٢٣]، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: <النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى أَهْلَ السَّمَاءِ مَا يَكْرَهُونَ، وَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي أَتَى أَهْلَ الْأَرْضِ مَا يَكْرَهُونَ>، يَعْنِي بِأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةَ الَّذِينَ قَرَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَاعَتَهُمْ بِطَاعَتِهِ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[٢٤]».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ هَادٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ خَلَتْ لَسَاخَتْ بِأَهْلِهَا؛ كَمَا قَالَ السَّمْهُودِيُّ [ت٩١١هـ] فِي «جَوَاهِرِ الْعِقْدَيْنِ» بَعْدَ إِيرَادِ الْحَدِيثِ: «يُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِأَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ هُمْ أَمَانٌ لِلْأُمَّةِ عُلَمَاؤُهُمُ الَّذِينَ يُهْتَدَى بِهِمْ كَمَا يُهْتَدَى بِنُجُومِ السَّمَاءِ، وَهُمُ الَّذِينَ إِذَا خَلَتِ الْأَرْضُ مِنْهُمْ جَاءَ أَهْلَ الْأَرْضِ مِنَ الْآيَاتِ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ وَذَهَبَ أَهْلُ الْأَرْضِ، وَذَلِكَ عِنْدَ مَوْتِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»[٢٥]، انْتَهَى قَوْلُ السَّمْهُودِيِّ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ، وَقَدْ أَصَابَ ظَنُّهُ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا مَا تَوَاتَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَكِتَابِ اللَّهِ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيْهِ الْحَوْضَ، وَلِذَلِكَ نَقُولُ بِوُجُودِ إِمَامٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي زَمَانِنَا هَذَا، وَإِنَّمَا نَقُولُ بِأَنَّهُ الْمَهْدِيُّ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُخْبِرْ عَنْ إِمَامٍ غَيْرِهِ فِي مِثْلِ هَذَا الزَّمَانِ، وَلَوْ كَانَ فِيهِ إِمَامٌ غَيْرُهُ لَأَخْبَرَ عَنْهُ، وَلَوْ أَخْبَرَ عَنْهُ لَبَلَغَنَا لِاسْتِحَالَةِ تَوَاطُئِ النَّاسِ كُلِّهِمْ عَلَى الْكِتْمَانِ.