الخميس ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٥ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم التأمين في الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
درس
 
دروس من جنابه في سؤال العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره، وطلب العلم عنده بالدّين
ما صحّ عن النّبيّ في ذلك

الحديث ٢٨

«الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ قَدْ وَرِثُوا الْأَنْبِيَاءَ هُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ، وَلَيْسُوا أَهْلَ الْحَدِيثِ، وَلَا أَهْلَ الرَّأْيِ»

رَوَى ابْنُ مَاجَهْ [ت٢٧٣هـ] فِي «سُنَنِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَتَيْتُكَ مِنَ الْمَدِينَةِ، مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَمَا جَاءَ بِكَ تِجَارَةٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلَا جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

«مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ قَدْ وَرِثُوا الْأَنْبِيَاءَ هُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ؛ كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ: «الْعُلَمَاءُ خُلَفَاءُ الْأَنْبِيَاءُ»[٢]، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «حَمَلَةُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا خُلَفَاءُ الْأَنْبِيَاءِ»[٣]، وَلَيْسُوا أَهْلَ الْحَدِيثِ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ وَرِثُوا شُيُوخَهُمْ، وَلَا أَهْلَ الرَّأْيِ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَرِثُوا أَحَدًا لِاعْتِمَادِهِمْ عَلَى رَأْيِهِمْ، وَالْحَدِيثُ يَحُثُّ عَلَى الرُّجُوعِ إِلَى الْعُلَمَاءِ طَلَبًا لِلْعِلْمِ، وَالْعِلْمُ لَا يُوجَدُ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِلَّا قَلِيلًا؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ أَخْبَارُ آحَادٍ، وَهِيَ لَا تُفِيدُ عِلْمًا، وَكَذَلِكَ عِنْدَ أَهْلِ الرَّأْيِ؛ لِأَنَّهُمْ يَعْتَمِدُونَ عَلَى الْقِيَاسِ وَالْإِسْتِحْسَانِ، وَهُمَا لَا يُفِيدَانِ عِلْمًا، فَمَنْ أَخَذَ بِمَا عِنْدَ هَؤُلَاءِ أَوْ هَؤُلَاءِ لَمْ يَأْخُذْ بِحَظٍّ وَافِرٍ؛ كَمَا رُوِيَ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَاءَ أَجَلُهُ وَهُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ الْيَقِينِيَّ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّينَ إِلَّا دَرَجَةُ النُّبُوَّةِ»[٤]، فَحَثَّ عَلَى طَلَبِ «الْعِلْمِ الْيَقِينِيِّ»، وَمِنَ الْوَاضِحِ أَنَّهُ لَا يَتَحَصَّلُ بِخَبِرِ الْوَاحِدِ وَالْقِيَاسِ وَالْإِسْتِحْسَانِ، وَلِذَلِكَ لَا بُدَّ مِنْ حَمْلِ الْحَدِيثِ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ السَّابِقُ، وَهُوَ وُجُوبُ التَّمَسُّكِ بِسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ، لَهُ طُرُقٌ وَشَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ:

الشاهد ١

قَالَ الْبُخَارِيُّ [ت٢٥٦هـ] فِي «التَّارِيخِ الْكَبِيرِ»[٥]: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، يَعْنِي عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

الشاهد ٢

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ [ت٢٧٥هـ] فِي «سُنَنِهِ»[٦]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: لَقِيتُ شَبِيبَ بْنَ شَيْبَةَ، فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَاهُ.

الشاهد ٣

وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ [ت٣٨٥هـ] فِي «التَّرْغِيبِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ»[٧]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَدَا لِعِلْمٍ يَتَعَلَّمُهُ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَفَرَشَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَكْنَافَهَا، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَحِيتَانُ الْبَحْرِ، وَلِلْعَالِمِ مِنَ الْفَضْلِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَالْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ أَخَذَ بِحَظِّهِ، وَمَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لَا تُجْبَرُ، وَثُلْمَةٌ لَا تُسَدُّ، وَنَجْمٌ طُمِسَ وَمَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: الظَّاهِرُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَيْمَنَ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ، وَاسْمُ أَبِي سَوْدَةَ أَيْمَنُ.

الشاهد ٤

وَرَوَى الْآجُرِيُّ [ت٣٦٠هـ] فِي «أَخْلَاقِ الْعُلَمَاءِ»[٨]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ زَنْجَوَيْهِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».

الشاهد ٥

وَرَوَى الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ [ت٤٦٣هـ] فِي «تَارِيخِ بَغْدَادَ»[٩]، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَلَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ».

الشاهد ٦

[من حديث أبي هريرة]

وَرَوَى مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ [ت٢٦١هـ] فِي «صَحِيحِهِ»[١٠]، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

الشاهد ٧

[من حديث صفوان بن عسّال]

وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَاقِ [ت٢١١هـ] فِي «مُصَنَّفِهِ»[١١]، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ أَبْتَغِي الْعِلْمَ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ عِلْمٍ، إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًى بِمَا يَصْنَعُ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَكَذَا رَوَاهُ مَعْمَرٌ مَرْفُوعًا، وَوَافَقَهُ عَلَى رَفْعِهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَهَمَّامٌ وَشُعْبَةُ مَوْقُوفًا، وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ [ت٢٢٧هـ] فِي «سُنَنِهِ»[١٢]، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: «أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ لِي: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقُلْتُ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ بَلَغَنِي: أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَفْعَلُ»، فَلَعَلَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَوْ غَيْرِهِ.

الشاهد ٨

[من حديث عبد اللّه بن عمرو]

وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ [ت٤٣٠هـ] فِي الْمَحْكِيِّ عَنْهُ[١٣]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَائِرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ».

الشاهد ٩

[من حديث عبد اللّه بن مسعود]

وَرَوَى حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ [ت٤٢٧هـ] فِي «تَارِيخِ جُرْجَانَ»[١٤]، قَالَ: رَوَى أَبُو الطَّيِّبِ قَيْسُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَوْثَرَةَ الْعَطَّارُ الْجُرْجَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ هِلَالٍ الْبَصْرِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ نُعْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ».

الشاهد ١٠

[من حديث عليّ بن أبي طالب]

وَرَوَى الرَّافِعِيُّ [ت٦٢٣هـ] فِي «أَخْبَارِ قَزْوِينَ»[١٥]، قَالَ: سَمِعَ الْخَلِيلُ الْقُرَّائِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ كِتَابَ «الْإِسْتِنْصَارِ فِي الْأَخْبَارِ» مِنْ جَمْعِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَرْزَبَانِ، وَفِيهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَثْكِينَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْكَلْوَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْعُلَمَاءُ مَصَابِيحُ الْأَرْضِ، وَخُلَفَاءُ الْأَنْبِيَاءِ، وَوَرَثَتِي، وَوَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ».

الشاهد ١١

[من حديث عبد اللّه بن عمر]

وَرَوَى الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ [ت٤٦٣هـ] فِي «تَارِيخِ بَغْدَادَ»[١٦]، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَسْطَامِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَمَلَةُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا خُلَفَاءُ الْأَنْبِيَاءِ، وَفِي الْآخِرَةِ مِنَ الشُّهَدَاءِ».

الشاهد ١٢

[من حديث أمّ هانئ]

وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ [ت٤٣٠هـ] فِي «مُسْنَدِ أَبِي حَنِيفَةَ»[١٧]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْعِلْمُ مِيرَاثِي وَمِيرَاثُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، فَمَنْ كَانَ يَرِثُنِي فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ».

الشاهد ١٣

[من حديث ابن عبّاس]

وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ [ت٥٧١هـ] فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ»[١٨]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ الْأَكْفَانِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ الْفَتْحِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعِرَاقِيُّ بِسَمَرْقَنْدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَاكِمُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْهَرَوَيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى اللَّخْمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَالِكٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الْعُلَمَاءَ، فَإِنَّهُمْ يَعْنِي وَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ».

الشاهد ١٤

وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ [ت٥٣٥هـ] فِي «التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ»[١٩]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَيُّوبَ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الرَّهَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا الضَّحَاكُ بْنُ حَجْرَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الْعُلَمَاءَ، فَإِنَّهُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».

الشاهد ١٥

[من حديث جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ]

وَرَوَى الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ [ت٤٦٣هـ] فِي «تَارِيخِ بَغْدَادَ»[٢٠]، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْبَلْخِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ بِأَنْطَاكِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّحَّاكُ بْنُ حَجْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الْعُلَمَاءَ، فَإِنَّهُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».

الشاهد ١٦

[من حديث أبي سعيد الخدريّ]

وَرَوَى الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ [ت٢٨٢هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[٢١]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: لَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ، وَابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَهُوَ لَا يَصِحُّ إِلَّا إِذَا أُرِيدَ بِالْعَالِمِ رَجُلٌ جَعَلَهُ اللَّهُ إِمَامًا لِلنَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّهُ خَلِيفَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، وَلَهُ مِنَ الْفَضْلِ عَلَيْهِمْ مِثْلُ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا سَائِرُ مَنْ يُقَالُ لَهُ الْعَالِمُ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ هَذَا الْفَضْلِ؛ لِأَنَّهُ بَعْضُ أُمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فَضْلُ بَعْضِ أُمَّتِهِ عَلَى بَعْضٍ كَفَضْلِهِ عَلَى أُمَّتِهِ.

الشاهد ١٧

[من حديث أبي أمامة الباهليّ]

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ [ت٢٧٩هـ] فِي «سُنَنِهِ»[٢٢]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ».

الشاهد ١٨

[من حديث أبي أيّوب الأنصاريّ]

وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ [ت٣٨٥هـ] فِي «شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ»[٢٣]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ رَيْسَانَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَرْضِهِ وَالنُّونَ فِي الْبَحْرِ، يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْخَيْرَ».

الشاهد ١٩

[من حديث البراء بن عازب]

وَرَوَى الْوَاحِدِيُّ [ت٤٦٨هـ] فِي «تَفْسِيرِهِ»[٢٤]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّمْجَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ السَّعْدِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، يُحِبُّهُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

الشاهد ٢٠

[من حديث جابر أيضًا]

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ [ت٣٦٠هـ] فِي «الْمُعْجَمِ الْأَوْسَطِ»[٢٥]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ».

الشاهد ٢١

[من حديث ابن عبّاس أيضًا]

وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ [ت٣٨٥هـ] فِي «التَّرْغِيبِ»[٢٦] وَ«شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ»[٢٧]، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الصَّبَّاحِ السَّمُرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْبَزَّارُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ الدَّوَابُّ كُلُّهَا، حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ».

الشاهد ٢٢

[من حديث عائشة]

وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ [ت٢٩٢هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[٢٨]، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةَ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ».

الشاهد ٢٣

وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ [ت٣٨٥هـ] فِي «شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ»[٢٩]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ، عَنْ أُمِّ النُّعْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْخَلْقُ كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ الْخَيْرِ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ».

الشاهد ٢٤

[من حديث عليّ أيضًا]

وَرَوَى يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الشَّجَرِيُّ [ت٤٩٩هـ] فِي «الْأَمَالِي الْخَمِيسِيَّةِ»[٣٠]، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ الْبَطْحَانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنِ أَبِي الْحَسَنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْعَالِمُ فِي الْأَرْضِ يَدْعُو لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ».

الشاهد ٢٥

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ [ت٤٦٠هـ] فِي «أَمَالِيهِ»[٣١]، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِجُرْجَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُجَاشِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ الْمُجَاشِعِيُّ: وَحَدَّثَنَاهُ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْعَالِمُ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وَهَوَامُّهُ وَسِبَاعُ الْبَرِّ وَأَنْعَامُهُ، فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ، فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ».

الشاهد ٢٦

[من حديث عمر بن الخطاب]

وَرَوَى أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ [ت٣٨١هـ] فِي «حَدِيثِهِ»[٣٢]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا سَلْمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْفَقِيهَ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ وَرِعٍ وَأَلْفِ مُجْتَهِدٍ وَأَلْفِ مُتَعَبِّدٍ، فَإِنَّ طَيْرَ الْهَوَاءِ وَنِينَانَ الْبِحَارِ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ الْخَيْرِ وَمُتَعَلِّمِهِ».

الشاهد ٢٧

وَرَوَى أَبُو الْحَسَنِ الْأَزْدِيُّ [ت٤٤٣هـ] فِيمَا رَوَاهُ «مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ»[٣٣]، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّينَوَرِيُّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَاكِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَمُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ».

الشاهد ٢٨

[من حديث أنس أيضًا]

وَرَوَى ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ [ت٤٦٣هـ] فِي «جَامِعِ بَيَانِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ»[٣٤]، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلَابِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْفَلَّاسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَطَالِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ».

الشاهد ٢٩

وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ [ت٤٦٣هـ] أيضًا[٣٥]: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ زِيَادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَبْسُطُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ»، قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ».

↑[١] . سنن ابن ماجه، ج١، ص٨١
↑[٢] . مسند البزار، ج١٠، ص٨٠
↑[٣] . تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج٦، ص٣٠؛ التدوين في أخبار قزوين للرافعي، ج٢، ص١٢٨
↑[٤] . ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، ج١، ص٧٥
↑[٥] . التاريخ الكبير للبخاري، ج١٠، ص٣٥٥
↑[٦] . سنن أبي داود، ج٣، ص٣١٧
↑[٧] . الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين، ص٧٣
↑[٨] . أخلاق العلماء للآجري ص٢٢
↑[٩] . تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج٢، ص٢٨٦
↑[١٠] . صحيح مسلم، ج٨، ص٧١
↑[١١] . مصنف عبد الرزاق، ج١، ص٢٠٤
↑[١٢] . سنن سعيد بن منصور (بداية التفسير)، ج٥، ص١١٩
↑[١٣] . تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي، ج٣، ص١٠ حكاية عن أبي نعيم
↑[١٤] . تاريخ جرجان لحمزة السهمي، ص٣٣٥
↑[١٥] . التدوين في أخبار قزوين للرافعي، ج٢، ص١٢٨
↑[١٦] . تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج٦، ص٣٠
↑[١٧] . مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم الأصبهاني، ص٥٧
↑[١٨] . تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٣٧، ص ١٠٣ و١٠٤
↑[١٩] . الترغيب والترهيب لقوام السنة، ج١، ص١٦٠
↑[٢٠] . تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج٦، ص١٢٧
↑[٢١] . مسند الحارث، ج١، ص١٨٤
↑[٢٢] . سنن الترمذي، ج٥، ص٥٠
↑[٢٣] . شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين، ص٤٧
↑[٢٤] . التفسير الوسيط للواحدي، ج١، ص ٤٥ و٤٦
↑[٢٥] . المعجم الأوسط للطبراني، ج٦، ص٢١٤
↑[٢٦] . الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين، ص٧٣
↑[٢٧] . شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين، ص٤٨
↑[٢٨] . مسند البزار، ج١٨، ص١٨٤
↑[٢٩] . شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين، ص٤٧
↑[٣٠] . ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، ج١، ص٦٨
↑[٣١] . الأمالي للطوسي، ص٥٢١
↑[٣٢] . حديث أبي الفضل الزهري، ص٤٥٨
↑[٣٣] . من حديث مالك بن أنس لأبي الحسن الأزدي، ص١٥
↑[٣٤] . جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ج١، ص٢٥
↑[٣٥] . جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ج١، ص٦٨
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة دروس السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ
الكتاب: تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ النشر: غرة رجب ١٤٤٥ هـ
مكان النشر: طالقان؛ أفغانستان