الآية ١٩
لا يزال اللّه يتّخذ من الناس شهيدًا ليكون حجّته عليهم يوم القيامة.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَتْلَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾، فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ لَبَيِّنٌ، لَا يَخْلُو أَهْلُ زَمَانٍ مِنْ شَهِيدٍ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَهُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.
٢ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾، فَقَالَ: مَاذَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ إِنَّهُمُ النَّبِيُّونَ، قَالَ: كَيْفَ يَقُولُونَ هَذَا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ﴾[٢]؟! قُلْتُ: فَمَنْ هُمْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: هُمُ الْأَئِمَّةُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾[٣]، يَعْنِي الْإِمَامَ الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِهِمْ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا دُعُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ وَصِيًّا دُعُوا بِهِ، لِيَكُونَ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَاعْرِفُوا شَهِيدَ زَمَانِكُمْ وَاتَّبِعُوهُ قَبْلَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَنْهُ غَافِلِينَ[٤].
