الآية ١
لا يخلو أهل زمان ممّن يهديهم بأمر اللّه.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾[١]
ملاحظة
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، فَقَالَ: مَا أَبْيَنَ ذَلِكَ! لَا يَخْلُو قَوْمٌ مِمَّنْ يَهْدِيهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ، قُلْتُ: وَمَا الْقَوْمُ؟ قَالَ: الْقَرْنُ -يَعْنِي أَهْلَ زَمَانٍ وَاحِدٍ[٢].
↑[١] . الرّعد/ ٧
↑[٢] . قال الأزهري (ت٣٧٠هـ) في «تهذيب اللغة» (ج٩، ص٨٤): «إِنَّ الْقَرْنَ أَهْلُ كُلِّ مُدَّةٍ كَانَ فِيهَا نَبِيٌّ أَوْ كَانَ فِيهَا طَبَقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَلَّتِ السِّنُونَ أَوْ كَثُرَتْ، وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُكُمْ قَرْنِي بِمَعْنَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ يَعْنِي التَّابِعِينَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ يَعْنِي الَّذِينَ أَخَذُوا عَنِ التَّابِعِينَ»، وقال الراغب الأصبهانيّ (ت٥٠٢هـ) في «المفردات» (ص٦٦٧): «الْقَرْنُ الْقَوْمُ الْمُقْتَرِنُونَ فِي زَمَنٍ وَاحِدٍ، وَجَمْعُهُ قُرُونٌ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [يونس/ ١٣]، ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ﴾ [الإسراء/ ١٧]، ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ﴾ [مريم/ ٩٨]، ﴿وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾ [الفرقان/ ٣٨]، ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾ [المؤمنون/ ٣١]»، وفي حديث خبّاب: «هَذَا قَرْنٌ قَدْ طَلَعَ»، أراد بالقرن قومًا أحداثًا نبغوا بعد أن لم يكونوا (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، ج٤، ص٥٢).
