الإثنين ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢٢ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
درس
 
دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره
ما صحّ عن النّبيّ في ذلك

الحديث ١٥

وجوب قتال من نكث بيعة الإمام أو بغى عليه

رَوَى أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ [ت٣٣٣هـ] فِي «جُزْءٍ مِنْ حَدِيثِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حُزَابَةَ أَبُو زِيَادٍ الْفُقَيْمِيُّ، وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، وَنَافِعُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ:

«أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ حَمَّادٍ ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ عِنْدَهُمْ؛ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ، فَقَالَ: «بَخٍّ، كَيْفَ لَنَا بِمِثْلِهِ؟!»[٢] وَكَذَلِكَ أَبُوهُ اللُّؤْلُؤِيُّ؛ ذَكَرَهُ أَبُو عَوَانَةَ، فَقَالَ: «كَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ، ثِقَةٌ فَقِيهٌ، لَا يُفْتِي بِالرَّأْيِ»[٣]، وَكَذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو وَفُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيَّانِ، وَالْحَدِيثُ مُتَوَاتِرٌ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ عَلْقَمَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ نَاجِدٍ، وَسَعْدُ بْنُ جُنَادَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو أَنَسٍ الْأَزْدِيُّ، وَخُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

الشاهد ١

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ [ت٣٦٠هـ] فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ»[٤]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ».

الشاهد ٢

وَرَوَى الْحَاكِمُ [ت٤٠٥هـ] فِي «الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ»[٥]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ».

الشاهد ٣

وَرَوَى الدُّولَابِيُّ [ت٣١٠هـ] فِي «الْكُنَى وَالْأَسْمَاءِ»[٦]، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَرْقَمِ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ هِنْدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُقَاتِلَ مَعَ عَلِيٍّ الْنَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ».

الشاهد ٤

وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ [ت٥٧١هـ] فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ»[٧]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَرْتَنَا بِقِتَالِ هَؤُلَاءِ، فَمَعَ مَنْ؟ قَالَ: مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ يُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ، قَالَ ابْنُ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ]: «يُرْوَى مِنْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَجْهًا»[٨]، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ قِتَالِ مَنْ نَكَثَ بَيْعَةَ الْإِمَامِ أَوْ بَغَى عَلَيْهِ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ عَلِيًّا كَانَ هُوَ الْإِمَامَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّهُ أَمَرَهُ بِمَا يَقُومُ بِهِ الْإِمَامُ، وَلِذَلِكَ احْتَجَّ بِهِ مُنَاشِدًا يَوْمَ الشُّورَى عَلَى مَا رَوَاهُ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، قَالَ: «كُنْتُ فِي الْبَيْتِ يَوْمَ الشُّورَى، فَسَمِعْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَقُولُ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: تُقَاتِلُ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ غَيْرِي؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا»[٩]، فَاتَّخَذَهُ شَاهِدًا عَلَى أَنَّهُ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ مِنْهُمْ، وَكَانَ وَاللَّهِ شَاهِدًا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ، وَمِمَّا يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُهُ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِي»، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ[١٠]، وَثَعْلَبَةُ الْحِمَّانِيُّ[١١]، وَحَيَّانُ الْأَسَدِيُّ[١٢]، وَغَيْرُهُمْ[١٣]، وَالْحَقُّ أَنَّ وُجُودَ النُّصُوصِ الْخَفِيَّةِ عَلَى إِمَامَتِهِ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَمْرٌ وَاضِحٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُخْتَلَفَ فِيهِ، وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ الصَّحَابَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي وُجُودِ النَّصِّ الْجَلِيِّ؛ كَمَا ذُكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ، وَقَدْ أُلْقِيَ لَهُ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَى خَصْفَةٍ، فَدَعَانِي إِلَى الْأَكْلِ، فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَاحِدَةً، وَأَقْبَلَ يَأْكُلُ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ مِنْ جَرَّةٍ كَانَتْ عِنْدَهُ، وَاسْتَلْقَى عَلَى مِرْفَقَةٍ لَهُ، وَطَفِقَ يَحْمَدُ اللَّهَ يُكَرِّرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قُلْتُ: مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: كَيْفَ خَلَّفْتَ ابْنَ عَمِّكَ؟ فَظَنَنْتُهُ يَعْنِى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ: خَلَّفْتُهُ يَلْعَبُ مَعَ أَتْرَابِهِ، قَالَ: لَمْ أَعْنِ ذَلِكَ، إِنَّمَا عَنَيْتُ عَظِيمَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ -يَعْنِي عَلِيًّا، قُلْتُ: خَلَّفْتُهُ يَمْتَحُ بِالْغَرْبِ[١٤] عَلَى نُخَيْلَاتٍ مِنْ فُلَانٍ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، عَلَيْكَ دِمَاءُ الْبُدْنِ إِنْ كَتَمْتَنِيهَا! هَلْ بَقِيَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الْخِلَافَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَصَّ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَأَزِيدُكَ، سَأَلْتُ أَبِي عَمَّا يَدَّعِيهِ، فَقَالَ: صَدَقَ! فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرِهِ ذَرْوٌ[١٥] مِنْ قَوْلٍ لَا يُثْبِتُ حُجَّةً وَلَا يَقْطَعُ عُذْرًا، وَلَقَدْ كَانَ يُرْبِعُ[١٦] فِي أَمْرِهِ وَقْتًا مَا، وَلَقَدْ أَرَادَ فِي مَرَضِهِ أَنْ يُصَرِّحَ بِاسْمِهِ، فَمَنَعْتُ مِنْ ذَلِكَ إِشْفَاقًا وَحِيطَةً عَلَى الْإِسْلَامِ، لَا وَرَبِّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ لَا تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ أَبَدًا، وَلَوْ وَلِيَهَا لَانْتَقَضَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ أَقْطَارِهَا، فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنِّي عَلِمْتُ مَا فِي نَفْسِهِ، فَأَمْسَكَ، وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا إِمْضَاءَ مَا حَتَمَ»[١٧]، وَهَذَا إِنْ صَحَّ يَدُلُّ عَلَى قَوْلِ عُمَرَ بِوُجُودِ النَّصِّ الْخَفِيِّ، وَقَوْلِ عَلِيٍّ بِوُجُودِ النَّصِّ الْجَلِيِّ، فَكَانَا مُتَّفِقَيْنِ عَلَى وُجُودِ النَّصِّ، وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى وُجُودُهُ عَلَى ذِي عِلْمٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَنَقُولُ بِقَوْلِ عَلِيٍّ؛ لِأَنَّ بَعْضَ مَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِيهَا جَلِيٌّ عِنْدَنَا؛ كَقَوْلِهِ: «عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي»[١٨]، وَقَوْلِهِ: «عَلِيٌّ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بِنَبِيٍّ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَهُوَ خَلِيفَتِي»[١٩]، وَقَوْلِهِ: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِي: كِتَابَ اللَّهِ، وَأَهْلَ بَيْتِي»[٢٠]، وَكَانَ عَلِيٌّ أَفْضَلَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِلَا خِلَافٍ، وَلَسْنَا بِحَمْدِ اللَّهِ مِنْ قَوْمٍ ﴿لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا[٢١].

↑[١] . جزء من حديث أبي العباس بن عقدة، الحديث ٦٧
↑[٢] . المتفق والمفترق للخطيب البغدادي، ج١، ص٣٣٠
↑[٣] . مستخرج أبي عوانة، ج١، ص١٧٢
↑[٤] . المعجم الكبير للطبراني، ج١٠، ص٩١
↑[٥] . المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٣، ص١٥٠
↑[٦] . الكنى والأسماء للدولابي، ج١، ص٣٦٠
↑[٧] . تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٢، ص٤٧١
↑[٨] . علل الشرائع لابن بابويه، ج١، ص٢٢٢
↑[٩] . الخصال لابن بابويه، ص٥٥٨؛ الأمالي للطوسي، ص٥٤٧؛ مناقب علي لابن المغازلي، ص١٧٢
↑[١٠] . انظر: مسند الحارث، ج٢، ص٩٠٥؛ الكنى والأسماء للدولابي، ج١، ص٣١٨؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٣، ص١٥٠؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص٤٤٠؛ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج١٣، ص٥٩؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٢، ص٤٤٧.
↑[١١] . انظر: التاريخ الكبير للبخاري، ج٢، ص٦٤٢؛ حديث ابن ملاعب، الحديث ٤؛ الغارات للثقفي، ج٢، ص٤٨٦؛ مسند البزار، ج٣، ص٩١؛ مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي، ج٢، ص٥٤٥؛ الكامل لابن عدي، ج٧، ص٤٤٤؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص٤٤٠؛ الأمالي للطوسي، ص٤٧٦؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٢، ص٤٤٧.
↑[١٢] . انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٣، ص١٥٣.
↑[١٣] . انظر: عيون أخبار الرضا لابن بابويه، ج٢، ص٧٢؛ الأفراد للدارقطنيّ، ص٦٣؛ الإرشاد للمفيد، ج١، ص٢٨٤؛ الأمالي للطوسي، ص٤٧٦؛ أطراف الغرائب والأفراد لابن القيسرانيّ، ج١، ص٢٥٢؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٢، ص٤٤٧؛ الملاحم والفتن لابن طاووس، ص٢٢٢.
↑[١٤] . أي يستخرج الماء بالدلو.
↑[١٥] . أي طرف.
↑[١٦] . أي يتأنّى ويتدرّج.
↑[١٧] . قال ابن أبي الحديد (ت٦٥٦هـ) في «شرح نهج البلاغة» (ج١٢، ص٢٠ و٢١): «ذَكَرَ هَذَا الْخَبَرَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ [ت٢٨٠هـ] صَاحِبُ كِتَابِ تَارِيخِ بَغْدَادَ فِي كِتَابِهِ مُسْنَدًا».
↑[١٨] . مسند أبي داود الطيالسي، ج٢، ص١٦٨، ج٤، ص٤٨٩؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٣٧٢؛ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج٢، ص٦٠٥ و٦٨٨؛ سنن الترمذي، ج٥، ص٦٣٢؛ السنة لابن أبي عاصم، ج٢، ص٥٦٤؛ خصائص علي للنسائي، ص١١٠؛ مسند أبي يعلى، ج١، ص٢٩٣؛ مسند الروياني، ج١، ص١٢٤؛ صحيح ابن حبان، ج٤، ص١٩٣
↑[١٩] . فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج٢، ص٦٨٢؛ السنة لابن أبي عاصم، ج٢، ص٥٦٥؛ المعجم الكبير للطبراني، ج١٢، ص٩٧؛ الشريعة للآجري، ج٤، ص٢٠٢١؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٣، ص١٤٣
↑[٢٠] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٣٠٩؛ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج٢، ص٦٠٣؛ السنة لابن أبي عاصم، ج٢، ص٣٥١؛ المعجم الكبير للطبراني، ج٥، ص١٥٣؛ تفسير الثعلبي، ج٩، ص٩٠
↑[٢١] . النّساء/ ٧٨
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة دروس السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ
الكتاب: تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ النشر: غرة رجب ١٤٤٥ هـ
مكان النشر: طالقان؛ أفغانستان