الآية ١٨
«لَا يَخْلُو أَهْلُ زَمَانٍ مِنْ شَهِيدٍ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾، فَقَالَ: لَا تَخْلُو أُمَّةٌ مِنْ شَهِيدٍ يَشْهَدُ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قُلْتُ: وَمَا أَرَادَ بِالْأُمَّةِ؟ قَالَ: الْقَرْنَ -يَعْنِي أَهْلَ زَمَانٍ وَاحِدٍ.
٢ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾، فَقَالَ: لَا يَخْلُو أَهْلُ زَمَانٍ مِنْ شَهِيدٍ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ شَهِيدًا عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِ، كَمَا قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾[٢]، فَلَمَّا تُوُفِّيَ كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِهِ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾[٣].
٣ . أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبْزَوَارِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾، فَقَالَ: لَا يَخْلُو قَرْنٌ مِنْ شَهِيدٍ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، أَتَدْرِي لِمَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ اللَّهَ قَالَ: ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾[٤]؟ قَالَ: لِيَشْهَدَ هَلْ عَمِلُوا بِالْكِتَابِ أَمْ كَانُوا لَهُ تَارِكِينَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمُهُ لَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يَشْهَدَ.
