الآية ٨
«مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ هَادِيًا فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾، فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ هَادِيًا فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ.
٢ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الْمَنْصُورِ مَنِ اتَّخَذَ النَّاسُ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَرَأَيْتَ إِنِ اتَّخَذُوا إِمَامًا عَادِلًا، كَمَا اتَّخَذُوا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقَالَ: لَوْ كَانَ إِمَامًا عَادِلًا لَاتَّخَذَهُ اللَّهُ، ﴿أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[٢]، لَا وَاللَّهِ، إِنْ يَتَّخِذُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا طَاغُوتًا وَإِنْ يَتَّخِذُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا، ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾، يَعْنِي: مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ إِمَامًا عَادِلًا فَمَا لَهُ مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ.
٣ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾[٣]، فَقَالَ: هُوَ شِرْكُ الرَّجُلِ بِاللَّهِ، يُبَايِعُ سُلْطَانًا لَمْ يَأْمُرِ اللَّهُ بِمُبَايَعَتِهِ، فَهُوَ مَوْجٌ يَغْشَاهُ، وَيَرْضَى حُكْمًا لَمْ يُنْزِلْهُ اللَّهُ، فَهُوَ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِ الْمَوْجِ، وَيُؤْمِنُ بِخَالِقٍ أَوْ رَازِقٍ غَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ سَحَابٌ مِنْ فَوْقِ الْمَوْجَيْنِ، ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾.
 
         
        