الحديث ٣٥
«إِنَّ الْأَرْضَ لَا يَزَالُ فِيهَا وَاحِدٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْإِثْنَيْ عَشَرَ»
رَوَى أَبُو يَعْلَى [ت٣٠٧هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رَجْمِ الْأَسْلَمِيِّ يَقُولُ:
«لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَيَكُونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَرْضَ لَا يَزَالُ فِيهَا وَاحِدٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْإِثْنَيْ عَشَرَ؛ لِأَنَّهُ قَرَنَ بَيْنَ أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، فَإِذَا مَاتَ آخِرُهُمْ وَهُوَ الْمَهْدِيُّ قَامَتِ السَّاعَةُ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ إِنْ أَرَادَ تَأْخِيرًا لِكَيْ لَا يُبَدَّلَ الْقَوْلُ لَدَيْهِ، وَرَوَى سَائِرُ النَّاسِ: «حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً»[٢]، وَهُوَ أَيْضًا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ لِأَنَّ أَوْ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ كَالْوَاوِ، وَالرِّوَايَةُ الْأُخْرَى أَنَّ الْمَهْدِيَّ يَدْفَعُ الْخِلَافَةَ إِلَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، فَإِنْ صَحَّتْ فَقَدْ أُرِيدَ بِقِيَامِ السَّاعَةِ ظُهُورُ عَلَامَاتِهَا الْكُبْرَى، وَمِنْهَا نُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾[٣].
