الآية ٤
وجوب الرجوع إلى إمام الهدى من عقب إبراهيم عليه السلام
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، فَقَالَ: هِيَ إِمَامَةُ الْهُدَى، جَعَلَهَا بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ، قُلْتُ: يَرْجِعُونَ إِلَى مَاذَا؟ قَالَ: إِلَى إِمَامِ الْهُدَى مِنْ عَقِبِهِ.
٢ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ أَنَّ الْكَلِمَةَ الْبَاقِيَةَ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ فِي عَقِبِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هِيَ إِمَامَةُ الْهُدَى، فَقَالَ: صَدَقَ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ قَوْلِهِ: ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[٢]، وَقَوْلِهِ: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾[٣]، قُلْتُ: فَمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾؟ قَالَ: لَعَلَّ النَّاسَ يَرْجِعُونَ إِلَى إِمَامِ الْهُدَى الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِمْ مِنْ عَقِبِهِ، فَيَسْأَلُونَ عَنْ أَمْرِ دِينِهِمْ.
