الأحد ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ١٢ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
درس
 
دروس من جنابه في سؤال العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره، وطلب العلم عنده بالدّين
ما صحّ عن أهل البيت في ذلك

الحديث ٢٨

حسن سؤال الإمام عن الفرق المهمّة

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ [ت٤٦٠هـ] فِي «أَمَالِيهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدِيِّ -يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ أَبِي كَعْبٍ-، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبَايَةِ بْنِ رِبْعِيٍّ، قَالَ:

كَانَ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: «سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَوَاللَّهِ مَا مِنْ أَرْضٍ مُخْصِبَةٍ وَلَا مُجْدِبَةٍ، وَلَا فِئَةٍ تُضِلُّ مِائَةً أَوْ تَهْدِي مِائَةً، إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ قَائِدَهَا وَسَائِقَهَا وَنَاعِقَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: عَبَايَةُ بْنُ رِبْعِيٍّ، وَيُقَالُ: ابْنُ رَدَّادٍ، مِنْ ثِقَاتِ الشِّيعَةِ، ذَكَرَهُ الْبَرْقِيُّ [ت٢٧٤هـ] فِي خَوَاصِّ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ[٢]، وَقَالَ الْأَعْمَشُ: «قُلْتُ لِمُوسَى بْنِ طَرِيفٍ: مَا كَانَ عَبَايَةُ عِنْدَكُمْ؟ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَصِدْقِهِ»[٣]، وَذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ [ت٢٣٠هـ] فِي الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنَ التَّابِعِينَ، وَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ»[٤]، وَإِنَّمَا نَقَمَ عَلَيْهِ الْجُهَّالُ رِوَايَتَهُ فِي عَلِيٍّ أَنَّهُ قَسِيمُ النَّارِ[٥]، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُمْ عِلْمٌ لَمْ يَنْقِمُوهَا عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهَا تَعْنِي أَنَّ مَنْ وَالَاهُ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ عَادَاهُ فِي النَّارِ، وَهَذَا حَقٌّ لَا رَيْبَ فِيهِ؛ كَمَا رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: «كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي يُرْوَى أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: أَنَا قَسِيمُ النَّارِ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: وَمَا تُنْكِرُونَ مِنْ ذَا؟! أَلَيْسَ رُوِّينَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ؟! قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُ؟ قُلْنَا: فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَيْنَ الْمُنَافِقُ؟ قُلْنَا: فِي النَّارِ، قَالَ: فَعَلِيٌّ قَسِيمُ النَّارِ»[٦]، وَكَذَلِكَ خَلِيفَةُ اللَّهِ فِي كُلِّ زَمَانٍ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ كَانَ مَعَ عَدُوِّهِ فَهُوَ فِي النَّارِ، ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا[٧]، وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ الْعَبْدِيُّ فَهُوَ مَقْبُولٌ عِنْدَهُمْ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانٍ [ت٣٥٤هـ] فِي «الثِّقَاتِ»[٨]، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [ت٢٧٧هـ]: «شَيْخٌ»[٩]، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذَا الْحَدِيثِ، بَلْ تَابَعَهُ عِمْرَانُ بْنُ مِيثَمٍ:

شاهد

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَرِيزٍ[١٠]؛ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ[١١]؛ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ[١٢]، جَمِيعًا عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِيثَمٍ، عَنْ عَبَايَةِ بْنِ رِبْعِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، أَلَا تَسْأَلُونَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابِ؟!».

ملاحظة

قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: لَقَدْ صَحَّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [ت٩٤هـ] أَنَّهُ قَالَ: «مَا كَانَ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ يَقُولُ سَلُونِي غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»[١٣]، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَهُمْ، وَلِذَلِكَ كَانَ سَعِيدٌ يَقُولُ: «مَا كَانَ أَحَدٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»، رَوَاهُ عَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ[١٤]، وَقِيلَ لِعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ [ت١١٥هـ]: أَكَانَ فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: «لَا وَاللَّهِ، مَا أَعْلَمُهُ»[١٥]؛ كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ: «زَوَّجْتُكِ أَكْثَرَهُمْ عِلْمًا»[١٦]، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: «عَلِيٌّ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالسُّنَّةِ»[١٧]، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْ عَلِيٍّ»[١٨]، وَيَقُولُ: «لَقَدْ أُعْطِيَ عَلِيٌّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الْعِلْمِ، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ شَارَكَهُمْ فِي الْعُشْرِ الْعَاشِرِ»[١٩]، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيمَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ، وَيَأْخُذُ بِقَوْلِهِ، وَيَقُولُ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ لَهَا أَبُو حَسَنٍ»[٢٠]، وَيَقُولُ: «لَا أَبْقَانِيَ اللَّهُ لِمُعْضِلَةٍ لَيْسَ لَهَا أَبُو حَسَنٍ»[٢١]، وَيَقُولُ: «لَوْلَا عَلِيٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ»[٢٢]، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ -مَعَ عَدَاوَتِهِ لَهُ- يَكْتُبُ فِيمَا يَنْزِلُ بِهِ لِيَسْأَلُوهُ لَهُ عَنْ ذَلِكَ[٢٣]، فَلَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُهُ قَالَ: «ذَهَبَ الْعِلْمُ بِمَوْتِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ»، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ عُتْبَةُ: «لَا يَسْمَعْ هَذَا مِنْكَ أَهْلُ الشَّامِ»، فَقَالَ لَهُ: «دَعْنِي عَنْكَ»[٢٤]، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ أَمْرِ دِينِهِ إِلَّا أَعْلَمَ النَّاسِ، وَمَنْ عَدَلَ إِلَى غَيْرِهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ؛ لِأَنَّهُ بَابُ الْعِلْمِ، وَلَيْسَ مِنَ الْبِرِّ أَنْ يُدْخَلَ الْبَيْتُ إِلَّا مِنْ بَابِهِ[٢٥]، وَلِذَلِكَ كَانَ عُمَرُ يَأْتِيهِ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، فَيَقُولُ لَهُ: «ائْتِ عَلِيًّا فَسَلْهُ»[٢٦]، وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: «سَلْ عَنْهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَهُوَ أَعْلَمُ»، فَقَالَ: «جَوَابُكَ فِيهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَوَابِ عَلِيٍّ»، فَقَالَ: «بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَلُؤْمَ مَا جِئْتَ بِهِ، لَقَدْ كَرِهْتَ رَجُلًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَغُرُّهُ الْعِلْمَ غَرًّا[٢٧]، وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَأْخُذُ مِنْهُ»[٢٨]، وَكَذَلِكَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّ قَوْمًا سَأَلُوهُ عَنْ بَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ شَدِيدٌ، وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَأْتُوا عَلِيًّا»[٢٩]، وَكَذَلِكَ كَانَ عُثْمَانُ؛ كَمَا رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ، فَائْتِ عَلِيًّا»[٣٠]، وَكَذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ مَعَ عَدَاوَتِهَا لَهُ[٣١]، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «إِذَا جَاءَنَا ثِقَةٌ عَنْ عَلِيٍّ بِفُتْيَا لَا نَعْدُوهَا»[٣٢]، وَرُوِيَ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ -وَهُوَ أَشَدُّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِعَلِيٍّ- سَأَلَ الشَّعْبِيَّ عَنْ أَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ فِي مُعْضِلَةٍ، فَأَخْبَرَهُ بِأَقَاوِيلِهِمْ، فَأَعْجَبَهُ قَوْلُ عَلِيٍّ، فَقَالَ: «قَوْلُ مَنْ هَذَا؟» فَقَالَ: «قَوْلُ أَبِي تُرَابٍ!» فَنَظَرَ الْحَجَّاجُ، فَقَالَ: «إِنَّا لَمْ نَعِبْ عَلَى قَضَائِهِ» يَعْنِي عِلْمَهُ[٣٣]، وَلِذَلِكَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ يَقُولُ: «لَيْسَ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمُ شَيْءٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عَلِيٍّ، وَإِذَا تَشَعَّبَتْ بِهِمُ الْأُمُورُ كَانَ الْخَطَأُ مِنْهُمْ وَالصَّوَابُ مِنْ عَلِيٍّ»[٣٤]، وَهَذَا عِنْدَنَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ أَحَقَّهُمْ بِالْإِمَامَةِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[٣٥]، وَقَدْ بَلَغَنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا وَلَّتْ أُمَّةٌ أَمْرَهَا رَجُلًا قَطُّ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، إِلَّا لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالًا، حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مَا تَرَكُوا»[٣٦]، وَقَدْ رَأَيْنَا ذَهَابَ أَمْرِ الْأُمَّةِ سَفَالًا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ؛ كَمَا رُوِيَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: «كُنَّا عِنْدَ الْأَعْمَشِ، فَتَذَاكَرْنَا الْإِخْتِلَافَ، فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ وَقَعَ الْإِخْتِلَافُ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ وَقَعَ؟ قَالَ: لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَخَلَوْتُ بِهِ، وَقُلْتُ: ذَكَرْنَا الْإِخْتِلَافَ الْوَاقِعَ، وَذَكَرْتَ أَنَّكَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ وَقَعَ، فَسَأَلْتُكَ عَنْ ذَلِكَ، فَقُلْتَ: لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذَلِكَ، وَقَدْ جِئْتُكَ خَالِيًا، فَأَخْبِرْنِي مِنْ أَيْنَ وَقَعَ الْإِخْتِلَافُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلِيَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ، فَسُئِلَ، فَسَأَلَ النَّاسَ، فَاخْتَلَفُوا، فَلَوْ رَدُّوا هَذَا الْأَمْرَ فِي مَوْضِعِهِ مَا كَانَ اخْتِلَافٌ، قُلْتُ: إِلَى مَنْ؟ قَالَ: إِلَى مَنْ كَانَ يُسْئَلُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَمَا سَأَلَ أَحَدًا غَيْرَهُ، إِلَى مَنْ كَانَ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا أَعْلَمَ بِمَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ مِنِّي، إِلَى مَنْ كَانَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْمًا جَمًّا لَمْ أَجِدْ لَهُ حَمَلَةً»، يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ[٣٧]، وَرُوِيَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: «قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنِّي قُلْتُ لِلنَّاسِ: تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ هُوَ الْحُجَّةَ مِنَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قُلْتُ: فَحِينَ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ عَلَى خَلْقِهِ؟ فَقَالُوا: الْقُرْآنُ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ، فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ وَالْقَدَرِيُّ وَالزِّنْدِيقُ الَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِهِ حَتَّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ! فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَا يَكُونُ حُجَّةً إِلَّا بِقَيِّمٍ -أَيْ مُبَيِّنٍ لَهُ-، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ كَانَ حَقًّا، فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا: ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ، وَعُمَرُ يَعْلَمُ، وَحُذَيْفَةُ يَعْلَمُ، قُلْتُ: كُلَّهُ؟ قَالُوا: لَا، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُقَالُ أَنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَّا عَلِيًّا، وَإِذَا كَانَ الشَّيْءُ بَيْنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ هَذَا: لَا أَدْرِي، وَقَالَ هَذَا: لَا أَدْرِي، وَقَالَ هَذَا: لَا أَدْرِي، وَقَالَ هَذَا: أَنَا أَدْرِي، فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً، وَكَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: رَحِمَكَ اللَّهُ»[٣٨].

↑[١] . الأمالي للطوسي، ص ٥٨
↑[٢] . انظر: رجال البرقي، ص٥.
↑[٣] . المعرفة والتاريخ للفسوي، ج٣، ص١٩٢
↑[٤] . الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٨، ص٢٤٨
↑[٥] . على سبيل المثال، انظر: الضعفاء الكبير للعقيلي، ج٣، ص٤١٥.
↑[٦] . ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، ج١، ص١٧٧؛ طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى، ج١، ص٣٢٠
↑[٧] . الفتح/ ٢٣
↑[٨] . الثقات لابن حبان، ج٦، ص٣٧١
↑[٩] . الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، ج٤، ص٥٧
↑[١٠] . بصائر الدرجات للصفار، ص٢٨٦
↑[١١] . بصائر الدرجات للصفار، ص٢٨٧
↑[١٢] . بصائر الدرجات للصفار، ص٢٨٨
↑[١٣] . تاريخ ابن معين (رواية الدوري)، ج٣، ص١٤٣؛ مصنف ابن أبي شيبة (تحقيق الشثري)، ج١٤، ص٤٥١؛ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج٢، ص٦٤٦؛ معجم الصحابة للبغوي، ج٤، ص٣٦١؛ الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٠٣؛ الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي، ج٢، ص٣٥٢
↑[١٤] . انظر: الكنى والأسماء للدولابي، ج٢، ص٦١٣، وفي المطبوع «دَاوُدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ»، وهو تصحيف، والصحيح «دَاوُدَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ».
↑[١٥] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٣٧١؛ التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (السفر الثالث)، ج١، ص٢١٢؛ الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٠٤
↑[١٦] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٣٧٤؛ مسند أحمد، ج٣٣، ص٤٢٢؛ أنساب الأشراف للبلاذري، ج٢، ص١٠٤؛ الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم، ج١، ص١٤٢؛ مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي، ج١، ص٢٥٤، ٢٥٩، ٢٦٥، ٢٧٠ و٢٧٩؛ المعجم الكبير للطبراني، ج٢٠، ص٢٢٩؛ الخصال لابن بابويه، ص٤١٢؛ الإرشاد للمفيد، ج١، ص٣٦؛ الأمالي للطوسي، ص١٥٥؛ المتفق والمفترق للخطيب البغدادي، ج١، ص١٦٢
↑[١٧] . تاريخ ابن معين (رواية ابن محرز)، ج٢، ص٦٣؛ التاريخ الكبير للبخاري، ج٣، ص٨٣؛ السنة لأبي بكر بن الخلال، ج٢، ص٣٤٣؛ المؤتلف والمختلف للدارقطني، ج١، ص٥٢٦
↑[١٨] . الكامل في اللغة والأدب للمبرّد، ج٣، ص١٦٩؛ نثر الدر في المحاضرات للآبي، ج١، ص٢٩١؛ أمالي المرزوقي، ص٦٢
↑[١٩] . الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٠٤؛ أسد الغابة لابن الأثير، ج٤، ص٨٧
↑[٢٠] . الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٢، ص٢٩٣؛ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج٢، ص٦٤٧؛ تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، ص٢٤١؛ معجم الصحابة للبغوي، ج٤، ص٣٦٢؛ المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، ص١٣٠؛ الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٠٣
↑[٢١] . أنساب الأشراف للبلاذري، ج٢، ص٩٩
↑[٢٢] . تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، ص٢٤١؛ فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده، ص٢٢٠؛ تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني، ص٥٤٧؛ الحاوي الكبير للماوردي، ج١٢، ص١١٥؛ الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٠٣
↑[٢٣] . انظر: موطأ مالك (رواية يحيى)، ج٢، ص٧٣٧؛ مسند الشافعي، ص٣٦٢؛ مصنف عبد الرزاق، ج٩، ص٤٣٣؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٥، ص٤٤٩؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج٨، ص٤٠١ و٥٨٥.
↑[٢٤] . الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٠٨
↑[٢٥] . راجع: ملاحظة الدرس ٣٧ من هذا الباب.
↑[٢٦] . انظر: الحجة على أهل المدينة للشيباني، ج٢، ص٤٧؛ الأم للشافعي، ج٧، ص١٩٢؛ مصنف عبد الرزاق (دار التأصيل)، ج٥، ص٣٩٨، ج٦، ص٣٣١؛ الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد، ج١، ص١٨٧؛ الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٢، ص٢٣٠؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٣، ص١٤٩؛ مسائل أحمد (رواية ابنه أبي الفضل صالح)، ج٢، ص٩٢؛ تاريخ واسط لبحشل، ص٣٦؛ أخبار القضاة لوكيع القاضي، ج١، ص٣٠٦؛ أحكام القرآن للطحاوي، ج٢، ص٢٤٥؛ المحلى بالآثار لابن حزم، ج٩، ص١٤٤.
↑[٢٧] . غرّ الطّائر فرخه: أطعمه بمنقاره
↑[٢٨] . فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج٢، ص٦٧٥؛ الجزء الرابع من الفوائد المنتقاة العوالي من حديث القطيعي، ص٢٦؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٢، ص١٧١؛ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحبّ الدين الطبري، ص٧٩
↑[٢٩] . صفة النبي لمحمد بن هارون، ص١٧؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٥٤، ص١٩٧؛ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحبّ الدين الطبري، ص٨٠
↑[٣٠] . انظر: موطأ مالك (رواية يحيى)، ج٢، ص٥٧٢؛ مسند الشافعي، ص٢٩٧؛ مصنف عبد الرزاق، ج٦، ص٣٤١؛ سنن سعيد بن منصور (الفرائض إلى الجهاد)، ج١، ص٣٤٩؛ أحكام القرآن للطحاوي، ج٢، ص٣٣٤؛ معرفة السنن والآثار للبيهقي، ج١١، ص١٨٩.
↑[٣١] . انظر: مسند أبي حنيفة (رواية الحصكفي)، الحديث ١٣؛ الآثار لأبي يوسف، ص١٤؛ مسند أبي داود الطيالسي، ج١، ص٩١؛ مصنف عبد الرزاق، ج٣، ص١٢٨ و٢٠٣؛ مسند الحميدي، ج١، ص١٧٥؛ مسند ابن الجعد، ص٣٣٢؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج١، ص١٦٢، ج٢، ص٣٦؛ مسند أحمد، ج٢، ص١٤٥؛ صحيح مسلم، ج١، ص١٥٩؛ سنن ابن ماجه، ج١، ص١٨٣؛ سنن النسائي، ج١، ص٨٤.
↑[٣٢] . الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٢، ص٢٩٢؛ الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ج٣، ص١١٠٤؛ تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٤٢، ص٤٠٧
↑[٣٣] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٢٦٣
↑[٣٤] . بصائر الدرجات للصفار، ص٥٣٩؛ الكافي للكليني، ج١، ص٣٩٩
↑[٣٥] . يونس/ ٣٥
↑[٣٦] . انظر لهذا المعنى: المسترشد للطبري الصغير، ص٦٠٠؛ الولاية لابن عقدة، ص١٨٨؛ الثاني من أمالي ابن السماك، ص١٩؛ المعجم الأوسط للطبراني، ج٥، ص٢٨؛ الكامل لابن عدي، ج٣، ص٢١٩؛ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال لابن بابويه، ص٢٠٦؛ الأمالي للطوسي، ص٥٦٠ و٥٦٦؛ المتفق والمفترق للخطيب البغدادي، ج٣، ص٢٠١٨؛ مستطرفات السرائر لابن إدريس، ص٢٥٧؛ المغني لابن قدامة، ج٣، ص١٦؛ الترغيب والترهيب للمنذري، ج٣، ص١٢٥؛ الدر النظيم لابن حاتم الشامي، ص٥٠١.
↑[٣٧] . انظر: شرح الأخبار لابن حيّون، ج١، ص١٩٦.
↑[٣٨] . الكافي للكليني، ج١، ص١٦٩؛ رجال الكشي، ج٢، ص٧١٨؛ علل الشرائع لابن بابويه، ج١، ص١٩٢
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة دروس السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ
الكتاب: تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين؛ تقرير دروس العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ النشر: غرة رجب ١٤٤٥ هـ
مكان النشر: طالقان؛ أفغانستان