الحديث ٢٩
فضل السؤال عن الحلال والحرام
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «عِلَلِ الشَّرَائِعِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زُرَارَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَبُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ، قَالُوا:
قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنُونَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ لِي ابْنًا قَدْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَكَ عَنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ، لَا يَسْأَلُكَ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ، فَقَالَ: «وَهَلْ يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْ شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ؟!»
شاهد
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ [ت٢٧٤هـ] فِي «الْمَحَاسِنِ»[٢]، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ لِي ابْنًا قَدْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَكَ عَنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ، لَا يَسْأَلُكَ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ، فَقَالَ لِي: «وَهَلْ يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْ شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ؟!»
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَرَادَ بِالنَّاسِ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُمْ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي الْأَرْضِ، فَالْأَفْضَلُ لَهُمُ السُّؤَالُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ حَتَّى يَكُونُوا مُتَّقِينَ، وَأَمَّا سَائِرُ النَّاسِ فَالْأَفْضَلُ لَهُمُ السُّؤَالُ عَنِ اللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، وَمَا يَصْنَعُ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ وَخَلِيفَتَهُ فِي الْأَرْضِ؟! كَمَثَلِ مَنْ جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ يَكُونُ فِي ثَوْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: «مِمَّنْ أَنْتَ؟» قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: «انْظُرُوا إِلَى هَذَا! يَسْأَلُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»[٣] -يَعْنِي حُسَيْنًا، وَكَانَ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ.
