الآية ٨
كراهية السؤال قبل الذكر
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سُئِلَ الْمَنْصُورُ عَنْ قَوْلِ خَضِرٍ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾، فَقَالَ: مَنْ صَاحَبَ إِمَامًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَلَا يَقُلْ لَهُ: «لِمَ فَعَلْتَ هَذَا» حَتَّى يُحْدِثَ لَهُ مِنْهُ ذِكْرًا، فَسَكَتَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ شَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا».[٢]
٢ . أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَتْلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: لَا تُكْثِرُوا عَلَى الْإِمَامِ: «لِمَاذَا فَعَلْتَ؟»، فَإِنَّهُ يَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وَلَوْ سَأَلْتُمُوهُ عَنِ الْعِلَّةِ فِي كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ لَشُقَّ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَأْنٌ غَيْرُ التَّوْضِيحِ وَالْإِقْنَاعِ، أَلَا إِنَّهُ يُبَيِّنُهَا لَكُمْ عِنْدَ الْحَاجَةِ، فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ، قُلْتُ: أَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَانَ لَهُ فِعْلٌ يُدَاوِمُ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَرَكَهُ مَرَّةً، فَاسْأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَلَعَلَّهُ نَسِيَ، كَمَا نَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ قَبْلُ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنِّي بَشَرٌ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي.
 
         
        