الآية ٥
وجوب الردّ إلى الرسول وإلى أولي الأمر من بعده، وهم خلفاؤه الراشدون.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾، فَقَالَ: إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ.
٢ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَ الرَّسُولِ أُولُو أَمْرٍ يَأْمُرُونَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الرَّسُولُ، وَيَنْهَوْنَ عَمَّا نَهَى عَنْهُ الرَّسُولُ، وَيَعْلَمُونَ الْأَمْرَ كَمَا عَلِمَهُ الرَّسُولُ، فَأَمَرَ بِطَاعَتِهِمْ وَالرَّدِّ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[٢]، وقال: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾، فَلَوْ أَنَّ النَّاسَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَصَامُوا رَمَضَانَ وَحَجَّوُا الْبَيْتَ، وَلَمْ يَعْرِفُوا مَنْ كَانَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ فِي زَمَانِهِمْ فَيُطِيعُوهُ وَيَرُدُّوا إِلَيْهِ، لَكَانُوا مِنَ الْهَالِكِينَ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا نَعْرِفُ فِي الْحُكَّامِ مَنْ كَانَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ، قَالَ: فَالْتَمِسُوهُ فِي الرَّعِيَّةِ وَحَكِّمُوهُ!
٣ . أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَارِي الْقَنْدَهَارِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: هَلْ يَكُونُ وَلِيَّ الْأَمْرِ إِلَّا مَنْ كَانَ حَاكِمًا؟! قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَكَيْفَ تَقُولُ لِلْمَهْدِيِّ أَنَّهُ وَلِيُّ الْأَمْرِ وَمَا هُوَ بِحَاكِمٍ؟! قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَجُلٍ كَانَ لَهُ ثَوْبٌ، فَأَتَاهُ ظَالِمٌ فَغَصَبَهُ، أَيُّهُمَا الْمَالِكُ؟ قُلْتُ: الرَّجُلُ، قَالَ: كَذَلِكَ الْمَهْدِيُّ جُعِلَتْ لَهُ الْحُكُومَةُ، فَأَتَاهُ ظَالِمٌ فَغَصَبَهَا، لَيْسَ وَلِيُّ الْأَمْرِ إِلَّا هُوَ.
