الآية ١٠
«كُلُّ إِمَامٍ لَيْسَتْ إِمَامَتُهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُوَ إِمَامُ ضَلَالٍ»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْقَيُّومِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ﴾، فَقَالَ: كُلُّ إِمَامٍ لَيْسَتْ إِمَامَتُهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُوَ إِمَامُ ضَلَالٍ، فَانْظُرُوا مَنْ تَتَّخِذُونَ إِمَامًا.
٢ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْمَنْصُورِ، فَسَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ﴾، فَقَالَ: كُلُّ إِمَامٍ لَيْسَتْ إِمَامَتُهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُوَ إِمَامُ ضَلَالٍ، فَانْظُرُوا مَنْ تَتَّخِذُونَ إِمَامًا، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: كُلُّ مَنِ اتَّخَذَهُ النَّاسُ إِمَامًا فَإِنَّ إِمَامَتَهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا! قَالَ: إِذًا يَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ، قُلْتُ: فَمَنِ الْإِمَامُ الَّذِي إِمَامَتُهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ طَالُوتَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، ﴿قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا﴾[٢]، قُلْتُ: وَهَلْ يَكُونُ فِيهِمْ أَبَدًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ لَا تَنْقَطِعُ، وَكَلِمَاتِهِ لَا تَنْفَدُ، وَسُنَّتَهُ لَا تَتَبَدَّلُ، وَوَعْدَهُ لَا يُخْلَفُ، وَمُلْكَهُ لَا يَزُولُ.
