الآية ٤٠
«لَا يَخْلُو قَرْنٌ مِنْ لِسَانِ صِدْقٍ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ عَالِمٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ يَذْكُرُ مِلَّتَهُ وَيُبَيِّنُهَا»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾[١]
ملاحظات
١ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ دُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾، فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ أَنَّهُ ثَنَاءٌ حَسَنٌ، فَقَالَ: لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ، إِنَّمَا لِسَانُ الْمَرْئِ فِي النَّاسِ مَنْ يَنْطِقُ عَنْهُ، فَإِذَا كَانَ صَادِقًا فَهُوَ لِسَانُ صِدْقٍ لَهُ فِيهِمْ، ﴿فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾[٢]؟! ثُمَّ قَالَ: لَا يَخْلُو قَرْنٌ مِنْ لِسَانِ صِدْقٍ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ عَالِمٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ يَذْكُرُ مِلَّتَهُ وَيُبَيِّنُهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
٢ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْقَيُّومِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: لَا نَدْرِي مَا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾، فَقَالَ: أَلَيْسَ اللِّسَانُ عِنْدَكُمْ مَا يَنْطِقُ؟! قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ نَاطِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ يَنْطِقُ عَنْهُ فَيَصْدُقُ، وَذَلِكَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: «لِسَانِي فِيكُمْ فُلَانٌ»، إِذَا كَانَ يَنْطِقُ عَنْهُ وَهُوَ صَادِقٌ، فَسَأَلَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ فِي كُلِّ قَرْنٍ مِنَ الْآخِرِينَ مَنْ يُعَلِّمُهُمْ سُنَّتَهُ خَالِصَةً، فَأُوتِيَ مَا سَأَلَ، وَهُوَ لِسَانُ صِدْقٍ لَهُ فِي الْآخِرِينَ.
