الحديث ١١
إنّ الأمّة لا تخلو من مقاتل على الحقّ حتّى يأتي أمر اللّه.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [ت٢٤١هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: كَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَجُلَ سَوْءٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَإِنَّمَا أَخْرَجْنَا حَدِيثَهُ لِأَنَّهُ تُوبِعَ، وَلَا نَعْتَدُّ بِحَدِيثِ أَهْلِ الشَّامِ إِلَّا إِذَا تَابَعَهُمُ الْأَوَّلُونَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَوْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَا نُسِيءُ الْقَوْلَ فِي أَهْلِ الشَّامِ قَاطِبَةً؛ فَقَدْ كَانَ فِيهِمْ رِجَالٌ صَالِحُونَ؛ كَمَا رُوِيَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَوْمَ صِفِّينَ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ أَهْلَ الشَّامِ»، فَقَالَ عَلِيٌّ: «لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا غَفِيرًا، فَإِنَّ فِيهِمْ قَوْمًا كَارِهُونَ لِمَا تَرَوْنَ، وَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ»[٢].
