الثلاثاء ١٠ ربيع الأول ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٦ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٣ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الدروس: دروس من جنابه في أنّ الأرض لا تخلو من رجل عالم بالدّين كلّه، جعله اللّه فيها خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما نزل في القرآن في ذلك؛ الآية ٣٣. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: أريد تفصيلًا من الشيخ المنصور أو من ينوب عنه حول حديث عليّ: «يُدْعَى كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ، وَكِتَابِ رَبِّهِمْ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ». أريد أسانيده في كتب السنّة ومدى صحّتها. اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «فصل الخطاب في الردّ على المدّعي الكذّاب» لمكتب السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى. اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: قول من جنابه في وصف الدّجّالين وأتباعهم. اضغط هنا لقراءتها. جديد الأسئلة والأجوبة: هل يجوز تعلّم السّحر من أجل إبطاله، أو الإستفادة منه لغاية شرعيّة مثل الإضرار بأعداء الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الرسائل: نبذة من رسالة جنابه في توبيخ الذين يرونه يدعو إلى الحقّ ولا يقومون بنصره. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «العصر المقلوب» بقلم «إلياس الحكيمي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأفلام والمدوّنات الصوتيّة: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

لذلك، لا ينبغي أن تؤدّي معارضة الفلسفة إلى معارضة العقل؛ لأنّ العقل لا يساوي الفلسفة، والإلتزام به لا يستلزم الإلتزام بالفلسفة. على الرّغم من أنّ العقل، في الأمور التي لها أهمّيّة خاصّة، يستخدم دقّة نظر خاصّة تشبه دقّة نظر فلسفيّة، ولكن لا ينبغي اعتبار ذلك إقبالًا على الفلسفة بالمعنى المصطلح عليه؛ لأنّ منشأه هو مجرّد بناء العقلاء على النّظر الأكثر دقّة في القضايا الأكثر أهمّيّة؛ كما قال اللّه تعالى لإثبات وحدانيّته: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا[١] بتقريب أنّ الآلهة المتعدّدة كانوا منشأ التضادّ، والتضادّ كان منشأ الفساد، في حين أنّ السّماوات والأرض لم تفسدا، فلا جرم ليس فيهما آلهة إلّا اللّه. من الواضح أنّ هذه دقّة نظر عقليّة، ومع ذلك لا يمكن اعتبارها فلسفة؛ لأنّه من المسلّم به أنّ اللّه ليس فيلسوفًا، ولا يُعتبر كتابه كتابًا فلسفيًّا. بناء على هذا، فإنّ النّظر بدقّة عقليّة في قضايا مهمّة مثل العقائد، حتّى مع عدم قبول الفلسفة، هو ممكن وجائز. كما أنّني أيضًا لا أحبّ الفلسفة؛ لأنّها على الرّغم من أنّ بعض نتائجها صحيحة، إلّا أنّ أسلوبها يختلف عن أسلوب العقلاء، وهي أكثر ذهنيّة وتجريديّة ممّا ينفعهم. لذلك، فإنّي أرى الفلسفة أمرًا غير عقلائيّ؛ لأنّها حسب تعريفي، تفكير في أمور لا يفكّر فيها العقلاء عادة، كأصالة الوجود والماهيّة وأحكام الجوهر والأعراض، وإلّا فإنّ التفكير في أمور يفكّر فيها العقلاء عادة، حتّى إذا كان بدقّة نظر عقليّة، لا يعتبر فلسفة، بل هو مجرّد التعقّل. بناء على هذا، فإنّ ما يميّز الفلسفة من التعقّل أكثر من أسلوبها موضوعها.

مبدأ الحسن والقبح

ممّا قلناه يتّضح أنّ التنازع الذي مضى عليه ألف عام بين الأشاعرة والعدليّة حول مبدأ الحسن والقبح لم يكن له وجه، بل كان تنازعًا لفظيًّا؛ لأنّ عند الأشاعرة، مبدأ الحسن والقبح هو أمر اللّه ونهيه، وليس هناك حسن أو قبح قبل أمر اللّه ونهيه؛ بمعنى أنّ كلّ شيء استحسنه اللّه فهو حسن، وكلّ شيء استقبحه اللّه فهو قبيح، وهذا هو المبدأ الذي سمّوه «الحسن والقبح الشّرعيّين»، وعند العدليّة، ليس مبدأ الحسن والقبح أمر اللّه ونهيه، بل مبدأ أمر اللّه ونهيه هو الحسن والقبح، ومبدأ الحسن والقبح هو العقل وليس الشّرع؛ بمعنى أنّ اللّه أمر بما هو حسن ونهى عمّا هو قبيح، والحسن والقبح من العناوين الحقيقيّة التي لم تنشأ من اعتبار الشّرع، وهذا هو المبدأ الذي سمّوه «الحسن والقبح العقليّين»، في حين أنّ العقل والشّرع، وفقًا لما قلناه، ينبعان من منبع واحد ويرجعان إلى مرجع واحد، وهو اللّه الذي لا تفاوت في أفعاله التكوينيّة والتشريعيّة.

↑[١] . الأنبياء/ ٢٢