وقال: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾. لا شكّ أنّ هؤلاء لو عرفوهم واطّلعوا على عداواتهم معهم، لما جعلوا أنفسهم معتمدين عليهم؛ لأنّ طبيعة الإنسان تمنعه من الإقتراب من الضّرر، وغريزته تدفعه إلى الإبتعاد عن الخطر، لكنّهم قد تركوا العقل وتحوّلوا إلى فئة السّفهاء؛ فلا يميّزون نفعهم من ضرّهم ولا صديقهم من عدوّهم، في حين أنّ الكافرين قد تعرّفوا عليهم بالضبط من أجل السّيطرة عليهم، وأدركوا نقاط قوّتهم وضعفهم ليقلّلوا من قوّتهم ويزيدوا في ضعفهم.
إنّ هؤلاء لجهّال حقًّا، ولكنّ الأجهل منهم المسلمون الذين يوالون الكافرين ويعادون المسلمين، مع أنّ موالاة الكافرين لا تستلزم معاداة المسلمين، وبعض أولياء الكافرين لا يعادون المسلمين؛ كما قال اللّه تعالى فيهم: ﴿سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ﴾. لذلك، من الغريب أنّ بعض المسلمين يوالون الكافرين ويعادون إخوانهم، مع الوهم أنّ الكافرين يريدون خيرهم وإخوانهم يريدون شرّهم؛ كبعض المسلمين في أفغانستان، الذين يعتبرون العشرات من الدّول الكافرة والمعتدية أولياءهم، لكنّهم يحسبون دولتين مسلمتين ومجاورتين عدوًّا لهم!
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ فريقًا من أعداء الإسلام هم المنافقون الذين يُعدّون من المسلمين، مع أنّهم كافرون بما أنزل اللّه على رسوله، ويتعاونون مع الكافرين على تدمير الإسلام وتسليط الكفر على العالم، وهذا في حين أنّ المسلمين لا يعرفونهم وليسوا على بيّنة من كفرهم؛ كما أخبر اللّه تعالى عن كفرهم فقال: ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾. إنّهم في الحقيقة طائفة من الكافرين يُعتبرون حكّامًا مسلمين ويُدعمون من قبل الكافرين لحكم المسلمين من أجل تأمين مصالح الكافرين بين المسلمين. ممّا لا شكّ فيه أنّ على رأسهم الحكّام السّعوديّين الذين هم علنًا يد بيد مع أعداء الإسلام، ويحاولون تدمير الإسلام على الجبهتين السّياسيّة والثقافيّة. فمن جهة، على الجبهة السّياسيّة، يتعاونون مع الكافرين الحربيّين ويدعمون الجماعات المفسدة والمحاربة في البلاد الإسلاميّة، ومن جهة أخرى، على الجبهة الثقافيّة، يفرّقون بين المسلمين ويروّجون العقائد الشّركيّة باسم التوحيد، في حين أنّ الكثير من المسلمين يحسبونهم خدّام الحرمين ومروّجي العقيدة الصّحيحة!