الإثنين ١٨ محرم ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ١٤ يوليو/ حزيران ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: نرجو منكم دراسة الحديث التالي من حيث الصحّة والدلالة: «رجل من أهل قمّ يدعوا الناس إلى الحقّ، يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلّهم الرياح العواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا يجبنون، وعلى اللّه يتوكّلون، والعاقبة للمتقين». يعتقد بعض الشيعة أنّ هذا الحديث يشير إلى روح اللّه الخميني، الذي أسّس الجمهورية الإسلامية في إيران، وأنّ فيه تصديقه وتأييده. اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «الدّرّ المنضود في طرق حديث الرّايات السّود؛ من أمالي السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ أيّده اللّه تعالى». اضغط هنا لقراءته. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

[العلماء النّصارى]

على سبيل المثال، العلماء النّصارى الذين تولّوا قيادة الكنيسة، هم من الذين لا يعتقدون بحجّيّة العقل ولا يعتبرونه معيار المعرفة. إنّ هؤلاء قد ودّعوا حجّيّة العقل منذ القرن الرابع الميلاديّ الذي اعتقدوا فيه أنّ المسيح هو اللّه وفي نفس الوقت ابنه[١]؛ لأنّ الإعتقاد بألوهيّة المسيح رغم بنوّته للّه، هو تناقض واضح لا يقبله العقل بوجه من الوجوه، والذين كان لديهم مثل هذا الإعتقاد ما كانوا يستطيعون أن يقيموا للعقل وزنًا. لقد أصرّ هؤلاء منذ فترة طويلة على مبدأ أنّ اللّه الواحد هو ثلاثة أقانيم: الأب والإبن وروح القدس[٢]، وهذا يشبه تمامًا القول بأنّ الواحد يساوي الثلاث! لا شكّ أنّ مثل هذا الإعتقاد هو من أمحل المحالات، ولا يستطيع العقل فهم وحدانيّة اللّه على الرّغم من ألوهيّة الأب والإبن وروح القدس. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإعتقاد بنشأة اللّه من نفسه، وتحوّله إلى الإنسان، وأزليّة المسيح رغم تولّده من مريم، وكونه فاديًا بنفسه لمغفرة ذنوب الآخرين، وما شابه ذلك، قد حوّل النّصرانيّة إلى دين متناقض وغير عقلانيّ. لهذا السّبب، قد اعتقد أرباب الكنيسة أنّه ليس من الضروريّ معقوليّة العقيدة؛ لأنّ الإيمان قضيّة قلبيّة، ولا حاجة إلى توافقه مع العقل. في الواقع، معيار المعرفة في رأيهم ليس العقل، بل النّصوص الدّينيّة، وبما أنّ النّصوص الدّينيّة توافق على هذه التناقضات فالإعتقاد بها ضروريّ[٣].

[أهل الحديث المسلمون]

من الغريب رواج هذا النهج المتناقض وغير العقلانيّ في المجتمعات الغربيّة المادّيّة والتجريبيّة، ولكنّ الأغرب من ذلك رواج نهج مشابه له بين المسلمين الذين يلومون النّصارى على هذا النهج! بالتحديد في القرنين الثاني والثالث الهجريّين، ظهر فريق من المسلمين في المعارضة مع فرق مثل المعتزلة وأصحاب الرأي، أنكروا حجّيّة العقل واعتقدوا أنّه لا يمكن أن يكون معيار المعرفة، كما فعل النّصارى.

↑[١] . يشير إلى اجتماعهم في «مجمع نيقية» سنة ٣٢٥ بعد الميلاد، ووضعهم لقانون العقيدة النصرانيّة الحاكم بأنّ المسيح هو اللّه وفي نفس الوقت ابنه، ونصّه هذا: «نؤمن بإله واحد، اللّه الأب، ونؤمن بربّ واحد يسوع المسيح، ابن اللّه الوحيد، المولود من الأب قبل كلّ الدهور، نور من نور، إله حقّ من إله حقّ، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر، الذي به كان كلّ شيء»!
↑[٢] . انظر: قاموس الكتاب المقدّس لمجمع الكنائس الشّرقيّة، ص٢٣٢.
↑[٣] . انظر: نفس المصدر، ص٢٣٣.