الجمعة ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٩ مارس/ آذار ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: اختلف المسلمون في تعيين ليلة القدر، فأيّ ليلة هي عند السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢١. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

كما أنّ الذين يسبّونهم بسبب زلّاتهم لا يضرّونهم شيئًا، وإنّما يكسبون إثمًا على أنفسهم؛ لأنّ السبّ محرّم في الإسلام وإن كان لمن يُعبد من دون اللّه؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ[١]، ولذلك فإنّ الذين يسبّون أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بسبب زلّاتهم، هم فاسقون وظالمون إذا أصرّوا على ذلك، مثل الذين يسبّون سائر المسلمين؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[٢]، ولو أنّهم لا يُكفَّرون بسبب هذا الإثم الكبير وفقًا للقاعدة.

[المهديّ آخر خلفاء النّبيّ]

على أيّ حال، مهما كان الخلفاء الإثنا عشر من أهل بيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فليس بين المسلمين خلاف في آخرهم، وهو رجل سميّ للنّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ولد فاطمة والحسين يقال له «المهديّ»[٣]، ويظهر بعد أن ملئت الأرض ظلمًا وجورًا، فيملأها عدلًا وقسطًا؛ فقد روى خبره عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أكثر من أربعين من أصحابه،

↑[١] . الأنعام/ ١٠٨
↑[٢] . الحجرات/ ١١
↑[٣] . قد جاء في رواية «الحسن» بدلًا من «الحسين»، وهي في سنن أبي داود (ج٤، ص١٠٨)، لكنّه غلط أو تصحيف على الأرجح، والشاهد على ذلك اختلاف النسخ؛ فإنّ القندوزيّ (ت١٢٩٤هـ) رواها عن أبي داود بلفظ «الحسين» (انظر: ينابيع المودّة للقندوزيّ، ج٣، ص٢٥٩)، والظاهر أنّ النسخة الموجودة عنده كانت كذلك. ثمّ الرواية ضعيفة؛ لأنّها منقطعة الإسناد (انظر: الموسوعة في أحاديث المهديّ الضعيفة والموضوعة للبستويّ، ص٣٤٧)، وأنّها مخالفة لكتاب اللّه الذي يدلّ على أولويّة الأولاد من أولاد الأخ كما تبيّن (راجع: ص٢٤٠)، وأنّها معارضة للروايات التي تدلّ على أنّ المهديّ من ذرّيّة الحسين؛ كما روي عن عليّ أنّه ذكر المهديّ وأنّه من ولد الحسين، أجلى الجبين، أقنى الأنف، أزيل الفخذين، أفلج الثّنايا، وهذه رواية مشهورة عنه استشهد بها أهل اللغة في بيان معنى «الزَّيَل» (انظر: تهذيب اللغة للأزهريّ، ج١٣، ص١٧٤؛ الغريبين في القرآن والحديث لأبي عبيد الهرويّ، ج٣، ص٨٤٤؛ المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده، ج٩، ص٩٠؛ لسان العرب لابن منظور، ج١١، ص٣١٧)، وروي عن الحسين أنّه قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ مِنِّي يَعْنِي الْمَهْدِيَّ» (الكامل لابن عديّ، ج٧، ص٣٩٨)، وروي عن حذيفة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذكر المهديّ، فقال سلمان: يا رسول اللّه، من أيّ ولدك هو؟ فقال: «مِنْ وَلَدِي هَذَا»، وضرب بيده على الحسين (انظر: الأربعون حديثًا في المهديّ لأبي نعيم الأصبهانيّ، ص٥٧)، وروي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعده رؤية أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين وقال له: «اعْلَمْ أَنَّ الْمَهْدِيَّ مِنْ وُلْدِهِ» (انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٥٤، ص٢٧٦). نعم، إذا كان نسب المهديّ يصل إلى الحسين من طريق أبي جعفر، صحّ القول بأنّه من ولد الحسن أيضًا؛ لأنّ والدة أبي جعفر كانت فاطمة بنت الحسن (انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٧، ص٣١٥؛ أنساب الأشراف للبلاذريّ، ج٣، ص١٤٧)، وعلى هذا فيمكن اعتبار المهديّ حسينيًّا من جهة الأب، وحسنيًّا من جهة الأمّ، وبذلك يُجمع بين الأخبار والأقوال.