السبت ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٧ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

[وجوب إظهار المهديّ على النّاس]

بناء على هذا، فإنّ خلق اللّه للمهديّ، إن لم يكن قد خُلق حتّى الآن، وظهوره إن كان قد خُلق، يتوقّف على إرادة النّاس وفعلهم الإختياريّ؛ بمعنى أنّه سيكون ممكنًا إذا أزالوا مانع ظهوره، وإلّا فلن يكون ممكنًا، ومن الواضح أنّ إزالة مانع ظهور المهديّ ممكنة لهم؛ لأنّ كلّ من يقدر على فعل شيء[١] فهو قادر على تركه أيضًا[٢]، وهم كانوا قادرين على جعل مانع لظهور المهديّ، ولذلك فمن الواضح أنّ إزالة مانع ظهور المهديّ واجبة عليهم؛ لأنّهم بمقتضى وجودهم يحتاجون إلى البقاء، وذلك غير ممكن إلّا بإقامة الإسلام بشكل كامل وخالص، وإقامة الإسلام بشكل كامل وخالص تتوقّف على ظهور المهديّ، وظهور المهديّ يتوقّف على عدم وجود مانع لذلك، والمانع لذلك ما كسبته أيدي النّاس، وبالتّالي فهم يستطيعون إزالته، ولذلك فلا بحث في وجوب إزالته عليهم، والمراد بمانع ظهور المهديّ كلّ ما يصدّ سيطرته على الأرض، كعدم وجود ما يكفيه من الأنصار والأموال والأسلحة، وجامع ذلك عدم دعم النّاس له بما فيه الكفاية، وهم الذين يوفّرون الأنصار والأموال والأسلحة؛ نظرًا لأنّ وجود الأنصار والأموال والأسلحة الكافية ضروريّ لتأسيس حكومته، بل لضمان أمنه أيضًا؛ لأنّه، بشهادة الحسّ والتجربة، لا يمكن لأحد أن يسيطر على الأرض دون دعم النّاس له بما فيه الكفاية من خلال تزويده بالأنصار والأموال والأسلحة الكافية، ومن الواضح أنّ المهديّ ليس مستثنى من هذه القاعدة المحسوسة والمجرّبة. بناء على هذا، فإنّ ظهور المهديّ معلّق على دعم النّاس له بما فيه الكفاية، ومتى توفّر له هذا الدّعم فذلك وقت ظهوره، ومن الواضح أنّ دعم النّاس له بما فيه الكفاية يرجع إلى اختيارهم، وهو أمر طبيعيّ وممكن لهم، وليس أمرًا غير عاديّ وغير عمليّ؛ كما فعلوا مثل ذلك لغير المهديّ، ومن خلاله أوصلوهم إلى السلطة مرّات عديدة.

↑[١] . يعني باختيار منه.
↑[٢] . هذه قاعدة عقليّة تنبّه لها كثير من أهل العلم؛ كما قال عبد القاهر البغداديّ (ت٤٢٩هـ) في «الفرق بين الفرق» (ص١١٦): «قَالُوا: إِنَّ الْقَادِرَ عَلَى الْعَدْلِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى الظُّلْمِ، وَالْقَادِرَ عَلَى الصِّدْقِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى الْكَذِبِ، لِأَنَّ الْقُدْرَةَ عَلَى الشَّيْءِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قُدْرَةً عَلَى ضِدِّهِ»، وقال الفخر الرازيّ (ت٦٠٦هـ) في «تفسيره» (ج١٠، ص١٤٨): «مُحَالٌ عِنْدَهُمْ أَنْ يَكُونَ الْقَادِرُ عَلَى الشَّيْءِ غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى ضِدِّهِ»، وقال ابن التلمسانيّ (ت٦٤٤هـ) في «شرح المعالم» (ج١، ص٣٦٢): «الْقُدْرَةُ عِنْدَهُمْ عَلَى الشَّيْءِ قُدْرَةٌ عَلَى ضِدِّهِ»، وقال الصفيّ الهنديّ (ت٧١٥هـ) في «نهاية الوصول» (ج٢، ص٧٣١): «الْقَادِرُ عَلَى الشَّيْءِ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى ضِدِّهِ»، وقال المؤيّد العلويّ (ت٧٤٥هـ) في «الطراز لأسرار البلاغة» (ج٢، ص١٧٥): «كُلُّ مَنْ قَدَرَ عَلَى النَّفْعِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الضَّرَرِ وَعَكْسُهُ أَيْضًا، لِأَنَّ حَقَّ مَنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى شَيْءٍ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى ضِدِّهِ، لِأَنَّ الْقُدْرَةَ صَالِحَةٌ لِلْأَمْرَيْنِ الضِّدَّيْنِ جَمِيعًا».