الإثنين ١٨ محرم ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ١٤ يوليو/ حزيران ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: نرجو منكم دراسة الحديث التالي من حيث الصحّة والدلالة: «رجل من أهل قمّ يدعوا الناس إلى الحقّ، يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلّهم الرياح العواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا يجبنون، وعلى اللّه يتوكّلون، والعاقبة للمتقين». يعتقد بعض الشيعة أنّ هذا الحديث يشير إلى روح اللّه الخميني، الذي أسّس الجمهورية الإسلامية في إيران، وأنّ فيه تصديقه وتأييده. اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «الدّرّ المنضود في طرق حديث الرّايات السّود؛ من أمالي السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ أيّده اللّه تعالى». اضغط هنا لقراءته. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

[السوفسطائيّون]

على سبيل المثال، يقال أنّه كان في اليونان القديمة فريق لا يرون للحقّ وجودًا واحدًا، ويحسبونه تابعًا لرأي الإنسان. في زعم هؤلاء الذين سمّوا «السوفسطائيّين»، الحقّ ما يعتبره الإنسان حقًّا ويستطيع إثباته ولو بقوّة الجدل. هذا يعني أنّ الحقّ ليس له وجود ثابت ومستقلّ عن الإنسان، ويتغيّر حسب معرفة الإنسان به. بعبارة أخرى، ليست معرفة الإنسان تابعة للحقّ، بل الحقّ تابع لمعرفة الإنسان، وإذا لم يعرف الإنسان حقًّا فليس هناك حقّ في الواقع!

[الإنسانيّون]

لعلّ هذه «السفسطة» نوع من الإنسانيّة التي لا تزال سائدة في عالم الكفر؛ لأنّ عالم الكفر اليوم، تحت تأثير أمثال مكيافيلي (ت١٥٢٧م) من الفلاسفة الملحدين الذين ورثوا السوفسطائيّين، قد جعلوا القيم الأخلاقيّة تابعة لأهوائهم، وقدّموا للمفاهيم الأساسيّة تعاريف جديدة تختلف عن تعاريفها الفطريّة والتاريخيّة. كمثال على ذلك، قد وجد العدل والحرّيّة في قاموسهم معاني جديدة تقوم أكثر من أيّ شيء آخر على النسبيّة في نظرتهم للعالم. الحقّ في زعمهم، تمامًا كما في زعم السوفسطائيّين، هو تابع لرأيهم، وكلّ شيء يتوافق مع مصالحهم فهو حسن، وكلّ شيء لا يتوافق مع مصالحهم فهو سيّء! من الواضح أنّ إعطاء الأصالة للإنسان هذا هو حركة ضدّ إعطاء الأصالة للّه، والذين أسّسوا بنيانهم على ذلك لم يكونوا مؤمنين باللّه؛ لأنّ في النظرة الإلهيّة للعالم، مصدر الحقّ هو اللّه ويُعتبر الإنسان تابعًا للحقّ، في حين أنّ في النظرة الإلحاديّة للعالم، مصدر الحقّ هو الإنسان ولا دور للّه فيه. بعبارة أخرى، فإنّ الإعتقاد بوحدانيّة الحقّ هو اعتقاد توحيديّ نشأ من الإعتقاد بوحدانيّة اللّه على أنّه مصدر الحقّ، في حين أنّ الإعتقاد بتعدّد الحقّ هو اعتقاد شركيّ نشأ من إنكار وحدانيّة اللّه والإعتقاد بمصادر متعدّدة للحقّ.

[المصوّبون]

لذلك، لا عجب من وجود هذا التيّار بين الكافرين، ولكنّ العجب من وجوده بين المسلمين؛ لأنّ فريقًا من المسلمين في القرنين الثاني والثالث الهجريّين، تحت تأثير بعض العوامل السياسيّة خلال الحكم الأمويّ، وبدافع تصويب اختلافات الصحابة، ورثوا هذه العقيدة الإلحاديّة، واعتقدوا أنّ الحقّ تابع لرأي المجتهد، ويتعدّد بتعدّد رأيه! في زعم هؤلاء الذين سُمّوا «المصوّبة»، كلّ ما يراه المجتهد حقًّا فهو عند اللّه حقّ، وكلّ ما يراه المجتهد غير حقّ فهو عند اللّه غير حقّ!