الأربعاء ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٤ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم التأمين في الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

ومذهب ابن حنبل نال اعتبارًا بعد أن قرّبه وأمثاله المتوكّل العبّاسيّ (ت٢٤٧هـ) وقام بتأييدهم[١]، ومذهب أبي حنيفة أخذ طابعًا رسميًّا بعد أن تنازل عن موقفه السّياسيّ المتمثّل في تجويز معارضة الحكّام الظالمين، واستبدل به في انتقائيّة واضحة رأي أهل الحديث القائل بوجوب طاعتهم، وتمّ دمجه عمليًّا في حكم العبّاسيّين بواسطة أبي يوسف (ت١٨٢هـ)، التلميذ البارز لأبي حنيفة، الذي تولّى لهم رئاسة القضاء خلافًا لأستاذه[٢]، ومذهب أهل الحديث نال رواجًا بعد أن رتّب الحكم العبّاسيّ من زمن المتوكّل أجرًا وجائزة لمحدّثين بارزين مثل أبي بكر بن أبي شيبة (ت٢٣٥هـ)، ومصعب بن عبد اللّه الزّبيريّ (ت٢٣٦هـ)، وعثمان بن أبي شيبة (ت٢٣٩هـ)، وإبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ (ت٢٤٤هـ)، وإسحاق بن أبي اسرائيل (ت٢٤٥هـ)، وغيرهم، وطلب منهم أن يرووا الأحاديث التي يرضاها[٣].

↑[١] . قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج١٠، ص٣٤٨): «أَظْهَرَ الْمُتَوَكِّلُ إِكْرَامَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَاسْتَدْعَاهُ مِنْ بَغْدَادَ إِلَيْهِ، فَاجْتَمَعَ بِهِ فَأَكْرَمَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ سَنِيَّةٍ فَلَمْ يَقْبَلْهَا، وَخَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةً سَنِيَّةً مِنْ مَلَابِسِهِ، فَاسْتَحْيَا مِنْهُ أَحْمَدُ كَثِيرًا، فَلَبِسَهَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ نَازِلًا فِيهِ، ثُمَّ نَزَعَهَا، وَجَعَلَ الْمُتَوَكِّلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يُرْسِلُ إِلَيْهِ مِنْ طَعَامِهِ الْخَاصِّ يَظُنُّ أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنْهُ، وَكَانَ أَحْمَدُ لَا يَأْكُلُ لَهُمْ طَعَامًا، وَلَكِنْ كَانَ ابْنَاهُ صَالِحٌ وَعَبْدُ اللَّهِ يَقْبَلَانِ تِلْكَ الْجَوَائِزَ، وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَارْتَفَعَ شَأْنُ السُّنَّةِ جِدًّا فِي أَيَّامِ الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ لَا يُوَلِّي أَحَدًا إِلَّا بَعْدَ مَشُورَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ»، وذكر ابن الجوزيّ من إكرام المتوكّل لأحمد أكثر من هذا، فراجع: مناقب أحمد لابن الجوزيّ، ص٤٨٢.
↑[٢] . كما قال عمّار بن أبي مالك (ت٢٤١هـ): «لَوْلَا أَبُو يُوسُفَ مَا ذُكِرَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَلَكِنَّهُ هُوَ الَّذِي نَشَرَ قَوْلَهُ وَبَثَّ عِلْمَهُ» (أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمريّ، ص٩٩؛ تاريخ بغداد للخطيب البغداديّ، ج١٦، ص٣٦٣؛ وفيات الأعيان لابن خلكان، ج٦، ص٣٨٢)، وقال ابن حزم (ت٤٥٦هـ): «مَذْهَبَانِ انْتَشَرَا فِي بَدْءِ أَمْرِهِمَا بِالرِّيَاسَةِ وَالسُّلْطَانِ: مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ، فَإِنَّهُ لَمَّا وَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ أَبُو يُوسُفَ صَاحِبُ أَبِي حَنِيفَةَ كَانَتِ الْقُضَاةُ مِنْ قِبَلِهِ، فَكَانَ لَا يُوَلِّي قَضَاءَ الْبُلْدَانِ مِنْ أَقْصَى الْمَشْرِقِ إِلَى أَقْصَى إِفْرِيقِيَّةَ إِلَّا أَصْحَابَهُ وَالْمُنْتَمِينَ إِلَى مَذْهَبِهِ، وَمَذْهَبُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عِنْدَنَا، فَإِنَّ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى كَانَ مَكِينًا عِنْدَ السُّلْطَانِ مَقْبُولَ الْقَوْلِ فِي الْقُضَاةِ، فَكَانَ لَا يَلِي قَاضٍ فِي أَقْطَارِ بِلَادِ الْأَنْدُلُسِ إِلَّا بِمَشْوَرَتِهِ وَاخْتِيَارِهِ، وَلَا يُشِيرُ إِلَّا بِأَصْحَابِهِ وَمَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِ، وَالنَّاسُ سِرَاعٌ إِلَى الدُّنْيَا وَالرِّيَاسَةِ، فَأَقْبَلُوا عَلَى مَا يَرْجُونَ بُلُوغَ أَغْرَاضِهِمْ بِهِ» (جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميديّ، ص٣٨٣؛ وفيات الأعيان لابن خلكان، ج٦، ص١٤٤).
↑[٣] . قال أبو العرب التميميّ (ت٣٣٣هـ) في كتاب «المحن» (ص٢٧٠ و٢٧١): «لَمَّا وَلِيَ الْمُتَوَكِّلُ أَظْهَرَ السُّنَّةَ، فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَى الْآفَاقِ فَيُؤْتَى إِلَيْهِ بِالْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ، فَخَرَّجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِثَلَاثِينَ حَدِيثًا فِي تَثْبِيتِ الْقَدَرِ وَثَلَاثِينَ حَدِيثًا فِي الرُّؤْيَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ السُّنَنِ، فَتَعَلَّمَهَا النَّاسُ حَتَّى كَثُرَتِ السُّنَنُ وَفَشَتْ وَنَمَتْ»، وقال نفطويه (ت٣٢٣هـ): «أَشْخَصَ الْمُتَوَكِّلُ الْفُقَهَاءَ وَالْمُحَدِّثِينَ، وَكَانَ فِيهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، فَقُسِمَتْ بَيْنَهُمُ الْجَوَائِزُ، وَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقُ، وَأَمَرَهُمُ الْمُتَوَكِّلُ أَنْ يَجْلِسُوا لِلنَّاسِ وَأَنْ يُحَدِّثُوا بِالْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا الرَّدُّ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ، وَأَنْ يُحَدِّثُوا بِالْأَحَادِيثِ فِي الرُّؤْيَةِ، فَجَلَسَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ، وَوُضِعَ لَهُ مِنْبَرٌ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ، وَجَلَسَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مَسْجِدِ الرُّصَافَةِ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ أَلْفًا» (تاريخ بغداد للخطيب البغداديّ، ج١١، ص٢٦٠؛ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزيّ، ج١١، ص٢٠٧).