الثلاثاء ١٠ ربيع الأول ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٦ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٣ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الدروس: دروس من جنابه في أنّ الأرض لا تخلو من رجل عالم بالدّين كلّه، جعله اللّه فيها خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما نزل في القرآن في ذلك؛ الآية ٣٣. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: أريد تفصيلًا من الشيخ المنصور أو من ينوب عنه حول حديث عليّ: «يُدْعَى كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ، وَكِتَابِ رَبِّهِمْ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ». أريد أسانيده في كتب السنّة ومدى صحّتها. اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «فصل الخطاب في الردّ على المدّعي الكذّاب» لمكتب السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى. اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: قول من جنابه في وصف الدّجّالين وأتباعهم. اضغط هنا لقراءتها. جديد الأسئلة والأجوبة: هل يجوز تعلّم السّحر من أجل إبطاله، أو الإستفادة منه لغاية شرعيّة مثل الإضرار بأعداء الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الرسائل: نبذة من رسالة جنابه في توبيخ الذين يرونه يدعو إلى الحقّ ولا يقومون بنصره. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «العصر المقلوب» بقلم «إلياس الحكيمي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأفلام والمدوّنات الصوتيّة: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

لذلك، فإنّ مبدأ الحسن والقبح هو أمر اللّه ونهيه، إلّا أنّ أمر اللّه ونهيه يتمثّل في شكلين: أحدهما الأمر والنّهي التشريعيّ الذي يتجلّى في الشّرع، والآخر الأمر والنّهي التكوينيّ الذي يتجلّى في العقل، وبما أنّه من المستحيل أن يجتمع أمر اللّه ونهيه في موضوع واحد، فإنّ تعارض الشّرع والعقل غير ممكن. الحاصل أنّ مبدأ الحسن والقبح هو اللّه سبحانه وتعالى.

المقدّمة الثانية؛ موانع المعرفة

النّظر فيما يمكن معرفته، عندما يتمّ في ضوء العقل، يقتضي معرفته؛ مثل النّظر إلى ما يمكن رؤيته، وعندما يتمّ في ضوء النور، يقتضي رؤيته. مع ذلك، كثيرًا ما يحدث أنّ إنسانًا ينظر في شيء ليعرف حسنه أو قبحه، لكنّه لا يصل إلى مقصوده، وأحيانًا يصل إلى ضدّ مقصوده، بمعنى أنّه يعرف الحسن قبيحًا والقبيح حسنًا؛ كمن قال اللّه تعالى فيه: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا[١]. سبب هذا الفشل والخطأ الكبيرين وجود عوامل في نفس الآدميّ تمنعه من الحصول على المعرفة بالرّغم من النّظر، مثل حجب أمام عينيه تمنعه من رؤية الأشياء؛ كما قال اللّه تعالى في الكافرين: ﴿الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا[٢]، وقال أيضًا: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ[٣]. هذه العوامل المشؤومة والخطيرة تسمّى «موانع المعرفة». بناء على هذا، فإنّ العقل، وإن كان مقتضيًا للمعرفة، إلّا أنّه يصل إليها عندما لا يكون مانع في طريقه، ولا يقدر عليها عندما يكون في طريقه مانع. لهذا السّبب، فإنّ التعرّف على موانع المعرفة وإزالتها مقدّمتان للمعرفة، وبالتّالي فهما ضروريّان.

أهمّ موانع المعرفة هي ما يلي:[٤]

١ . الجهل

الجهل بمعنى عدم العلم، هو أهمّ موانع المعرفة، بل أصلها؛ لأنّ نسبته مع المعرفة كنسبة شيء مع ضدّه، ولا يوجد مانع إلّا وقد نشأ منه؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ[٥].

↑[١] . فاطر/ ٨
↑[٢] . الكهف/ ١٠١
↑[٣] . يس/ ٩
↑[٤] . قد يمكن اعتبار موانع المعرفة سبعة؛ لأنّها أبواب جهنّم، وقد قال اللّه تعالى: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (الحجر/ ٤٤).
↑[٥] . الرّوم/ ٥٩