الخميس ٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٧ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠٢٣ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الدروس: دروس من جنابه في أنّ الأرض لا تخلو من رجل عالم بالدّين كلّه، جعله اللّه فيها خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ١٥. اضغط هنا لقراءته. جديد الأسئلة والأجوبة: ما رأي السيّد المنصور في حركة حماس؟ هل فعل الصواب بمهاجمة الصهاينة في «عمليّة طوفان الأقصى»؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الأقوال: قول مهمّ ومنير جدًّا من جنابه في شرط ظهور المهديّ. اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: ذكر الشيخ المنصور أنّ الناس محتاجون إلى العدل الكامل، وأنّ العدل الناقص اسم آخر للظلم، حيث أنّ القاعدة عند العلماء أنّ «بعض الشرّ أهون من بعض»، فلا بدّ من السعي لتحقيق ما هو أقلّ ضررًا، ولا يجوز الإنتظار للعدل الكامل الذي سيكون مع المهديّ عليه السلام الذي قيل فيه: «يملأ الأرض عدلًا». فماذا يصنع الناس منذ ألف سنة؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «فصل الخطاب في الردّ على المدّعي الكذّاب» لمكتب السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى. اضغط هنا لتحميله. جديد الرسائل: مقتطف من رسالة جنابه في توبيخ الذين يرونه يدعو إلى الحقّ ولا يقومون بنصره. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «العصر المقلوب» بقلم «إلياس الحكيمي». اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

في هذه الأثناء، فإنّ الشيطان -هذا الشيخ المتمرّس- من أجل الغلبة على اللّه والسّيطرة على الأرض، قد استخدم رافعة السّياسة مثل رافعة الثّقافة والإقتصاد، وبعد آلاف السّنين من الجهد، نجح في التصميم والإنشاء لنظام شامل ومتماسك في الأرض يقوم في أعلى مستوياته على إدارته بمعزل عن إدارة اللّه. هذا النظام العالميّ الشامل والمتماسك يشبه هرمًا الشيطان في رأسه، وبالتّالي فإنّ مساحته كلّها تحت إشرافه وسلطته. في هذه الحالة، فإنّه قد لا يعيّن كلّ حاكم بشكل مباشر وفرديّ، لكنّه قد أنتج جهازًا يولّد الحكّام المفضّلين لديه ويضعهم في خدمته بشكل تلقائيّ ودون الحاجة إلى مباشرة منه؛ كما يدرّب الأثرياء والعلماء المفضّلين لديه ويضعهم في خدمته. في مثل هذه الدّورة، فإنّ الشّخص الذي ليس مرضيًّا عند الشيطان وفي خدمة مقاصده، لا يحصل عادة على الحاكميّة، كما لا ينال الكثير من الثروة والشهرة؛ لأنّ المصاف الشيطانيّة العديدة التي تمّ إدراجها في مختلف المستويات السّياسيّة والإقتصاديّة والثقافيّة لا تسمح بحدوث ذلك، وبشكل طبيعيّ تمامًا تطرد وتهمّش كلّ عنصر غير منسجم، في حين أنّها بشكل عاديّ تمامًا تجذب كلّ عنصر منسجم وتدعمه بقدر انسجامه. هذا هو السّبب في أنّ ساحة المجتمع تخلو من عباد اللّه وتمتلئ من عبدة الشيطان تدريجيًّا، حتّى تتحقّق حكومة الشيطان العالميّة كواقع على الأرض، وتزيل أقنعتها المختلفة بدون قلق، ويتمّ الإعتراف بها علانية، لدرجة أنّ الجميع يخرّون لها سجّدًا ويشيرون إليها بالأصابع ويقولون: يعيش حكم سيّدنا الشيطان! من هنا يعلم أنّ عداوة الشيطان للإنسان ليست عداوة رمزيّة وغير واقعيّة، ولا تقتصر على الوسوسة إليه للقيام بأعمال قبيحة فرديّة، بل هي عداوة عينيّة وكاملة تشمل مختلف الشؤون الإجتماعيّة، وتوجّهها نحو أغراضه الشريرة؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[١]، وقال مخاطبًا له: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا[٢]. هذه هي الخطّة التي ينتهجها الشيطان، ويعمل أعوانه من الإنس والجنّ في إطارها، لكن من الواضح أنّ اللّه أيضًا له خطّته، وخطّته أتقن وأحكم؛ كما قال: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ[٣]، وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا[٤].

↑[١] . النّحل/ ٦٣
↑[٢] . الإسراء/ ٦٤
↑[٣] . الأنفال/ ٣٠
↑[٤] . الطّلاق/ ٣