الأربعاء ١٨ ذي القعدة ١٤٤٤ هـ الموافق لـ ٧ يونيو/ حزيران ٢٠٢٣ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: يعتقد أناس يقال لهم «القرآنيّون» أنّ الحجّة هي القرآن وحده، ولا يجوز استنباط العقائد والأحكام الشرعيّة من سنّة النبيّ؛ لأنّها ليست حجّة، ولهم في ذلك مغالطات كثيرة. ما رأي السيّد المنصور في هذه العقيدة؟ اضغط هنا لقراءة الجواب وتحميله. جديد الشبهات والردود: هل يجب على العامّيّ أن يبحث في الأدلّة الشرعيّة ليتبيّن له الحكم عن يقين؟! هل هذا الأمر ممكن أو منطقيّ؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ وتحميله. جديد الدروس: دروس من جنابه في وجوب سؤال العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره، وآداب ذلك؛ ما صحّ عن أهل البيت ممّا يدلّ على ذلك؛ الحديث ١٨. اضغط هنا لقراءته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: قول من جنابه في بيان أجزاء العلم وأنواع الجاهلين. اضغط هنا لقراءتها وتحميلها. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «التنبيهات الهامّة على ما في صحيحي البخاري ومسلم من الطامّة» لمكتب السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى. اضغط هنا لقراءته. جديد الرسائل: نبذة من رسالة جنابه في توبيخ الذين يرونه يدعو إلى الحقّ ولا يقومون بنصره. اضغط هنا لقراءتها وتحميلها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «العصر المقلوب» بقلم «إلياس الحكيمي». اضغط هنا لقراءتها وتحميلها. جديد الأفلام والمدوّنات الصوتيّة: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

بالإضافة إلى ذلك، فإنّها من خلال الترويج لاتّجاهات غير إسلاميّة مثل النفور من العقلانيّة، والبناء على الرّواية، والميل إلى الجبريّة، والإعراض عن أهل البيت، والخضوع للظلم بين المسلمين، ممّا نال ترحيبًا ودعمًا من أهل الحديث في القرنين الثاني والثالث، استبدلت الثّقافة الأمويّة بالثّقافة الإسلاميّة، وجعلت معرفة الإسلام الحقيقيّ والكامل صعبًا للغاية على الأجيال القادمة من المسلمين.

ممّا لا شكّ فيه أنّ حكومة أبناء أميّة في أكثر الفترات حسّاسيّة في تاريخ المسلمين، حيث كان من الممكن لأيّ حدث أن يصبح نموذجًا لهم، أعادت الإسلام إلى زمان غربته في الأيّام الأولى لبعثة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، بل غيّرت طبيعته بالكامل، وحكّمت قراءة له لم تجلب على المسلمين إلّا البؤس والشّقاء، وما زالت نتائجها المدمّرة كجرح في جسد المسلمين إلى يومنا هذا، بل تصبح مع مرور الوقت أعمق وأوسع، بحيث يبدو أحيانًا أنّه من المستحيل أو البعيد جدًّا تداركها؛ لأنّه إن تجلّت هذه الكارثة الكبيرة في العقود الإسلاميّة الأولى في شكل حكومة واحدة، فقد تجلّت منذ فترة طويلة في شكل عشرات الحكومات، كلّ منها بدورها كارثة كبيرة!

بعد الأمويّين، واصل العبّاسيّون طريقهم، وتحديدًا منذ زمن المتوكّل (ت٢٤٧هـ) أطلقوا نضالًا شاملًا ضدّ مبادئ الإسلام وأركانه، ومن ناحية، من خلال الدّعم المتبادل للمحدّثين السّلبيّين وقتل العلماء المستقلّين وسجنهم، ومن ناحية أخرى، من خلال إثارة الإختلافات الكلاميّة والفقهيّة بينهم، مهّدوا الطريق لتكوّن المذاهب بين المسلمين، وفرضوا عليهم العقائد والأعمال التي تهواها أنفسهم تحت عنوان عقائد وأعمال أهل السّنّة والجماعة. بعد العبّاسيّين، واصل العثمانيّون طريقهم، حتّى بعد هزيمتهم في الحرب العالميّة الأولى، تفكّكت حكومة المسلمين المتمركزة التي كانت تسمّى إلى ذلك الوقت «الخلافة»، وتحوّلت إلى حكومات متفرّقة ومتخاصمة.

أمّا أهمّ عنصر من عناصر الثّقافة الأمويّة والعبّاسيّة التي تتناقض بشكل واضح مع الثّقافة الإسلاميّة، ومع ذلك قد أصبحت اعتقادًا شائعًا بين المسلمين بسبب دعايات الأمويّين والعبّاسيّين، فهو إمكان تحقّق الحكومة الإسلاميّة بدون نصّ من اللّه؛