الأربعاء ٢٢ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ الموافق لـ ١٨ يونيو/ حزيران ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ثبت عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّ المهديّ يكون سنوات حكمه رخاء، وثبت عنه أنّ الدّجّال يكون قبل خروجه ثلاث سنوات قحط وشدّة. فكيف نجمع بين الأمرين؟! اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «الدّرّ المنضود في طرق حديث الرّايات السّود؛ من أمالي السيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ أيّده اللّه تعالى». اضغط هنا لقراءته. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

لذلك، ليس من الواضح أنّ هذا الفريق من أهل الحديث، إن كانوا يرون حقًّا أنّ موسى عليه السّلام خير من محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فلماذا لم يدخلوا شريعة موسى عليه السّلام بدلًا من شريعة محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولم يتّبعوا التوراة بدلًا من القرآن؟! مع أنّهم كانوا يفعلون ذلك عمليًّا، إذ يصدّقون التعاليم اليهوديّة ويروّجونها، ويفسّرون القرآن وفقًا لما ينقل اليهود عن التوراة، بل كان كثير منهم يدّعون أنّ اللّه في الآية ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[١] قد أمر بطلب العلم من أهل الكتاب[٢]، في حين أنّ هذا وهم باطل وافتراء خطير؛ لأنّ اللّه قد اتّهم أهل الكتاب مرارًا بكتمان الحقّ ولبسه بالباطل[٣]، وأخبر عن كذبهم عليه وتحريفهم للكتاب[٤]، وحذّر من اتّخاذهم أولياء واتّباع ملّتهم[٥]، وعلى هذا فمن المستحيل أن كان قد أمر بطلب العلم منهم. بل لعلّ مراده بـ«الذكر» في هذه الآية رسوله؛ كما سمّاه «ذكرًا» بصراحة فقال: ﴿قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ۝ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ[٦]، وعلى هذا فليس «أهل الذكر» إلّا أهل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، الذين أخبر اللّه بصراحة عن تطهيرهم الكامل، وأكّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أشدّ تأكيد على ضرورة التمسّك بهم إلى جانب القرآن، وهذا قول راجح روي عن عليّ بن أبي طالب[٧] وأبي جعفر الباقر[٨]، لكن يبدو أنّ الذين نشؤوا في المدرسة الأمويّة، يفضّلون اتّباع اليهود والنّصارى على اتّباع أهل بيت نبيّهم، ويهربون إلى الكفر مخافة التشيّع! في حين أنّه من الواضح أنّ اتّباع أهل بيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مبنيّ على نصوص قطعيّة قرآنيّة وسنّيّة، ولذلك لا يعتبر التشيّع بمعنى مذهب من المذاهب، بل هو من مقتضيات الإسلام الخالص والكامل كإقامة الصّلاة وإيتاء الزكاة.

↑[١] . النّحل/ ٤٣؛ الأنبياء/ ٧
↑[٢] . على سبيل المثال، انظر: تفسير الطبريّ، ج١٧، ص٢٠٨؛ معاني القرآن وإعرابه للزجاج، ج٣، ص٢٠٠؛ معاني القرآن للنحاس، ج٤، ص٦٨؛ تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين، ج٢، ص٤٠٤؛ تفسير الثعلبيّ، ج٦، ص١٨ و٢٧٠؛ المفردات للراغب الأصفهانيّ، ص٣٢٨ وغيرها من المصادر.
↑[٣] . كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة/ ١٤٦).
↑[٤] . كما قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (البقرة/ ٧٩).
↑[٥] . كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (المائدة/ ٥١).
↑[٦] . الطّلاق/ ١٠-١١
↑[٧] . انظر: تفسير الطبريّ، ج١٨، ص٤١٤؛ تفسير الثعلبيّ، ج٦، ص٢٧٠؛ الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب، ج٧، ص٤٧٣١؛ تفسير القرطبيّ، ج١١، ص٢٧٢
↑[٨] . انظر: تفسير الطبريّ، ج١٧، ص٢٠٩؛ إكمال تهذيب الكمال لمُغَلْطاي بن قَلِيج، ج٦، ص٢٢؛ تفسير ابن كثير، ج٤، ص٤٩٢